تعبير عن العظمة الانسانية
لقد خلق المولى عزّ وجل الإنسان في أحسن وأبهى الصور ؛ فهو القائل سبحانه وتعالى “لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ” ، ولذلك فإن الله تعالى قد كرّم الإنسان ، ولا ضير أن يشعر الإنسان بعظمته في هذا الكون ، ولكن عليه أن ينتبه إلى الخيط الذي يفصل بين شعوره بالعظمة كمخلوق مُكرّم من الخالق وبين شعوره بالكِبر الذي قد يتسبب في هلاكه ؛ حيث أن الإنسان يبقى كعظيمًا لكونه خُلق لإعمار الكون وعبادة الله تعالى ، ولا يجوز له أن يشعر بالكبرياء لأنه في النهاية قد جاء الدنيا بيد الخالق وسيرحل منها أيضًا حينما يريد الله.
تعبير عن العظمة الإنسانية
ما هي العظمة الإنسانية
تأخذ مفهوم العظمة الإنسانية إيجابيته من عظمة الروح المتجسدة في تواضع الذات وعدم التكبر أو الاستعلاء على الآخرين، وذلك لكي لا يفقد الإنسان عظمته ككائن خلق لعبادة الله، ويتحول إلى كائن يعاني من جنون العظمة الذي يدفعه لوضع نفسه في مكانة لا تليق بكونه مخلوقا فانيا. قد قال الله تعالى “كل من عليها فان”، ولذا فلا يمكن للمخلوق الحي الذي يعيش ثم يموت أن يشعر بأنه فوق هذا الوجود، فمهما بلغ من النجاح فإنه يظل ضعيفا أمام قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
خصائص العظمة الإنسانية
تكمن عظمة الإنسان في طاعته لله تعالى وقدرته على العطاء والتعامل الحكيم مع الآخرين. في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `ليس الشديد من يغلب الناس، ولكن الشديد من يغلب نفسه`. يوضح هذا الحديث الشريف أن الإنسان الذي يتحكم في تصرفاته تجاه الآخرين هو الذي يتميز بالقوة الذاتية وليس العكس. فبعض الناس قد يشعرون بالقوة عندما يتسلطون على الآخرين أو يعاملونهم بقسوة، ولكن النبي الكريم أثبت خلاف ذلك. فإن عظمة الإنسان تكمن في قدرته على التغلب على شهوات النفس والانتصار على كل الرغبات الشخصية.
وقد وردت معنى عظمة الإنسان كذلك في حديث آخر ؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ليس الشديد بالصرعة ؛ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” ، ويؤكد الحديث الشريف على أن شدة الإنسان تكون بتحكمه في غضبه وعدم تصارعه مع الآخرين بأقوال أو أفعال سيئة ، وقد ورد نفس المعنى في قوله تعالى “الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ۗ والله يحب المحسنين” ، وذلك لأن الله تعالى قد استخلف الإنسان في الأرض من أجل عبادته ونشر الخير والإيمان.
مظاهر العظمة الإنسانية في الحياة
يجب على الإنسان أن يدرك الغاية الحقيقية لوجوده في هذا الكون، حيث إنه خُلق للعمل والعطاء، وبالتالي فإن عظمته وقوته تظهر في إتقانه للخير وفعله، ومن بين أمثلة هذا العطاء الذي يؤكد عظمته كمخلوق يسعى لإرضاء الله تعالى:
السعي المستمر للقيام بكل ما هو خير، سواء للفرد نفسه أو للمجتمع بأكمله، بحيث يؤدي ذلك إلى النفع والفائدة للجميع
ينبغي التعاون مع الآخرين في المهام المفيدة وتقديم المساعدة إذا كانوا بحاجة إليها
يتمثل العمل في نشر الأفكار الإيجابية في المجتمع، مثل تحفيز الأعمال التطوعية الخيرية
يجب اتباع الأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين، وتجنب الاستكبار والسخرية منهم
يتمثل الهدف في نشر الفضائل بين الناس والسعي إلى رفع مستواهم ومنحهم الثقة في أنفسهم
ينبغي التعامل مع جميع البشر بمحبة وسلام وعدم إيذائهم بأي أفعال أو كلمات.