تعبير مدرسيتعليم

تعبير عن الريف المصري

تعريف الريف

لكتابة موضوع تعبير عن الريف المصري، يجب أولا التعرف على الريف بشكل عام، والريف هو الأرض الزراعية الواسعة والجميلة، ويتميز ببساطة الحياة والناس وعدم وجود مظاهر أو تكلف، ويحتوي على الخضرة والطبيعة كما خلقها الله سبحانه وتعالى، وبعيدا عن المدن وتلوثها والمباني الخرسانية الصامتة الجافة، والريف هو الأراضي الزراعية الواسعة التي تمتد على طول الأفق يمينا وشمالا، وتتدفق المياه والأمطار لتغذي النباتات

تكون الأرض في الريف إما زراعية بيد الإنسان أو طبيعية بدون تدخل البشر. في الريف، تنطلق مخلوقات الله من الحيوانات المنزلية الأليفة، لتستفيد من خيرات الريف وتستمتع في الحقول دون خوف من إنسان يضايقها. في الريف، يعيش الناس والحيوانات جنبا إلى جنب، يأكلون من خيرات الفلاح والأرض، وبدورهم يعيدون لهم الخير بالبيض واللبن واللحوم والجلود. فالبيئة الريفية تعتمد على مبدأ العطاء والاستفادة، ولا تشمل حسابات المستفيدين الأنانيين. بيئة الريف تعامل الجميع على قدم المساواة.

الريف المصري 

تعد أهم مميزات الريف المصري هو بساطة الحياة فيه حيث لا تكلف ، ولا تجمل لإرضاء المظاهر ، والشكليات و الحصول على منافع ، يعيش الفلاح المصري حياة هادئة بسيطة تبدأ مع أذان الفجر حيث يستيقظ لأداء صلاته ثم يتوجه إلى عمله في الأرض الزراعية سواء في ذلك كانت تلك الأرض ملك له ، أو هو مستأجر لها من غيره أو عامل فيها ، يذهب في رحلة عمله اليومية يجتهد لتنمو زرعته وتخرج محصول يكفيه ، وأسرته و يخزن منه للحاجة ويهادي حبيب له أو قريب أو يبيعه ليستفيد من ربحه ، يروي أرضه من الترع و القنوات .

في المناطق الريفية في مصر، يقوم الفلاح بتربية البقر والجاموس وماشية أخرى، ويستخدمها لمساعدته في ري الأرض عن طريق السواقي. ويستفيد من لبنهم في حياته ويبيع الفائض. إن إنتاج تلك الحيوانات من مراعيها الطبيعية يجعلها بعيدة عن التلوث والهرمونات والأضرار الناجمة عن طعام المدينة، مما يعطيها طعما مختلفا. يقوم الفلاح المصري بتقديم طعامها ورعايتها لماشيته، وليس فقط لأجل الرزق، بل لأنه يرتبط بها برابطة وثيقة من الألفة، تشبه العلاقة بينه وبين الأراضي الزراعية التي يمتلكها. فهو يعتبر الأرض الزراعية مثل عرضه وكرامته، ولا يفرط فيها ويورثها لأبنائه فيما بعد. لذلك، الأرض أيضا لم تبخل عليه ولا تزال تطعمه بخيراتها.

العلاقات والحياة في الريف المصري 

تتميز العلاقات في الريف المصري بالحميمية بين أهلها. في جلسات المساء، يجتمع أصحاب المنزل من جميع الأعمار ويجلسون أمام دارهم التي يبنونها من الطين اللبن. يبدأون بالتسامر وتبادل الأخبار بينهم على مقاعد مبنية من الطين تسمى مصاطب. تتناقل الأكواب المميزة للشاي والفطائر الفلاحية المصرية بين أيديهم. تنتهي السهرة بعد صلاة العشاء بوقت قليل ليتجه الجميع إلى النوم، استعدادا ليوم جديد يبدأ مع طلوع الشمس. لا يفوت أحد فرصة المشاركة في الحزن أو الفرح لأحد أفراد الجماعة. في حالة الأحزان، تعلن أبواق المساجد ويسارع الجميع لتقديم الدعم وتقديم الطعام لأهل المتوفى. أما في المناسبات السعيدة، يحضر الجميع ويشاركون في الفرحة ويتبادلون التهاني.

  • المياه 

المياه سر الحياة وسر حياة الفلاح المصري بشكل خاص ، وتبلغ حصة الأراضي الزراعية من المياه أكثر من نصف ما تستهلكه باقي القطاعات في مصر، ويرتبط الريف المصري بنهر النيل ارتباط وثيق منذ آلاف السنين، وحتى الأماكن التي ابتعدت عن ضفاف النيل فقد تم شق الترع و القنوات من أجل وصولها إلى الريف وري الاراضي، الريف ونهر النيل علاقة أبدية لا تنتهي ، ولا يفهمها سوى الفلاح المصري.

  • الشمس

الشمس في الريف المصري شمس دائمة على مدار العام كله ، و الشمس هناك تداعب جباه أهل الريف ، تلفحهم في الصيف بشدة حرارتها ، وسخونتها لكنها بالمقابل تمنح زرعتهم و ما تحتاجة من ضوء ، وفي الشتاء تدفئة برودة الجو و تعطيهم الطاقة للعمل ، الشمس في الريف المصري تعطي الأرض والناس بلا حدود.

  • الأطفال والشباب

يشبه الأطفال في الريف المصري باقي أطفال البلاد، لكنهم في سن ما قبل المدرسة لا يذهبون إلى النوادي والملاهي، بل هم يتعلمون القرآن الكريم ويركضون في الحقول مع أصدقائهم أو خلف الماشية. إنهم يحترمون الكبار ويقدرونهم، ويضيفون صفة القرابة قبل أسماء الأشخاص حتى لو لم يكونوا قريبين، يكفي أنهم أكبر سنا. يتعلم الشباب في المدارس، ثم يتجهون إلى المدينة للالتحاق بالجامعة والحصول على شهاداتهم، ثم يعودون لزراعة الأرض مع عائلاتهم أو يذهبون إلى المدن للعمل هناك. ومن حين لآخر، يشتاقون لجمال الريف وسكونه والحياة الطبيعية دون تلوث، حيث يجدون طاقة تجدد حيويتهم ويعودون مرة أخرى لحياتهم الصاخبة في المدن. في كل إجازة متاحة، يعودون للاستمتاع بنسمات هواء الريف العذبة.

  • الملابس 

تتميز الملابس والزي في الريف المصري بالبساطة واستخدام ألوان زاهية للنساء، والنساء في الريف يرتدين ملابس تغطي جسدهن من الرأس إلى القدمين، حيث يرتدين جلبابا واسعا وفضفاضا ذو لون زاه ومزين بالورود، ويقومن بتغطية رؤوسهن بحجاب بسيط، أما الرجال فيرتدون جلبابا رجاليا واسعا وطويلا مع فتحات في الصدر، ويكون بلون واحد.

طبيعة الشوارع في الريف المصري الأرض طينية ، الشوارع غير مرصوفة وليست ممهد طبيعة ترابية ، البيوت من طين من دور واحد فقط ملحق بها حظيرة المواشي ، تربي فيها نساء الريف الدجاج و البط والاوز و الأرانب ، وغيرها من الحيوانات المنزلية ، تستفيد من خيرها و توزع على جيرانها، وتبيع منها أحياناً ، تكرم ضيوفها من تربية يدها، قد تجد في بعض بيوت الريف حديقة صغيرة أحيانا أو فناء واسع أحيانا اخرى يلهو فيه الصغار، وتقام فيه حفلاتهم الصغيرة ، وتجلس فيه النساء لتتسامر.

المرأة في الريف المصري

المرأة المصرية في الريف المصري تعتبر كنسخة مشابهة للمرأة في باقي أنحاء مصر. إنها ركن الأمان لأفراد الأسرة، حيث تمنحهم العناية والرعاية والدعم. تعزز وجودها القوة والتلاحم لدى الجميع. فهي ليست طاقة مهدرة، بل هي التي تربي الحيوانات المنزلية وتساعد زوجها في العمل في الحقل. تحمل له الطعام في الحقل، وفي حال الضرورة تعتني بالمواشي وتذهب إلى الأسواق لبيع منتجات الريف وما تعبت في إنتاجها في منزلها. وتساهم مع أسرتها في العيش بحياة كريمة. تنسج النسيج وتبيعه، تصنع الفخار، وتقدم لأسرتها أشهى أطعمة مخبوزة في أفران بدائية ولكنها أجمل بكثير من الأفران الحديثة. تستعد للزائر والضيف بأطباق لذيذة صنعتها بيديها ليحملها معه عند المغادرة. تطعم الجميع بحب وعناية، وهي تعد من نعم الريف المصري.

كانت حياة الريف المصري على هذا النحو لعقود طويلة، ومن المرجح أن تظل على هذا النحو مع بعض التغييرات الطفيفة، حيث تحتفظ بملامحها الأساسية وعراقتها وطبيعة الحياة فيها.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى