تعبير عن التخرج
تعبير عن يوم التخرج
تحتوي حياة الأبناء والآباء على العديد من التجارب والخبرات التي يمرون بها سويا، ويعتبر مسار التعليم الذي يبدأ بدخول الروضة وينتهي بالتخرج من أجمل هذه التجارب والخبرات التي يمكن أن يعيشها الوالدين والأبناء. فهي تشهد على مراحل نمو الأبناء والجهود التي يبذلونها، بالإضافة إلى الاهتمام الذي يولونه لهم منذ البداية، وتنتهي هذه الرحلة عندما يتخرج الأبناء ويحصلون على ثمار عملهم.
رحلة الطفل الصغير نحو التخرج
تبدأ الرحلة بوجود طفل صغير يولد في الأسرة، ويتم تدليله وملؤه بالحب والعناية من قبل الجميع، ومع بدء تعلمه النطق والكلام، تحاول الأم تعليمه كيفية نطق الحروف، وبعد سنوات قليلة، تبحث الأسرة عن أفضل مدرسة في المنطقة وتقدم طلبا لهذا الطفل الصغير، وبداية رحلة جميلة وصعبة يستثمر فيها الأسرة في هذا الطفل الصغير من أجل مستقبل أفضل.
تعاني الأم بشكل كبير خلال سنوات الدرسة فهى المسؤولة عن إعداد الطعام، وتجهيز الطفل قبل المدرسة واستقباله عند العودة منها، ومتابعة واجباته المدرسية وتقدمه الدراسي وخاصة في السنوات الأولى، ولكن مع كل تقدم يحرزه صغيرها تتبدد متاعبها وتتحول إلى فرحة وسعادة عارمة لأن مجهوداتها لم تضيع سدى وإنما حققت الأثر الذي تتمناه.
عندما ينتقل الطفل إلى المرحلة المتوسطة أو الاعدادية، يوجد سؤال يتكرر كثيرا وهو: ما هي الكلية التي ترغب في الالتحاق بها؟ يرغب معظم الأطفال في أن يصبحوا مثل آبائهم. لذا، نجد أن الأب والأم هما النموذج الأول الذي يتبادر إلى أذهان الأبناء. ومع ذلك، يتطلع الوالدين دائما إلى أن يكون أبناؤهم أفضل منهم، وبالتالي يتعرض الأبناء لضغوط أكبر لتحفيزهم على بذل أقصى جهدهم.
يواجه الابن المرحلة الثانوية التي ستحدد مصيره في النهاية، وتسمى دائما مرحلة عنق الزجاجة. إنها المرحلة التي تسبق الالتحاق بالجامعة وتحدد المسار الذي سيسلكه الطالب. كما أنها نتاج سنوات من الجهد والاجتهاد والتذكر. لذلك، يواجه الطلاب والأسر حالة من التوتر والضغط العصبي خلال هذه المرحلة. ومع ذلك، تكون الأسر الناجحة هي التي تساعد أبنائها على تجاوز هذه المرحلة بدون توتر أو ضغط نفسي.
وبعد ذلك ينتقل الابناء إلى مرحلة الدراسة الجامعية والتي يقضون فيها أجمل سنوات العمر، فهى سنوات تحديد التخصص والمجال الدراسي والعملي فيما بعد، كما أنها بداية مرحلة الشباب والحب والانطلاق، وخلال هذه السنوات يكون الأبناء صداقات تدوم مدى العمر ويقضون فترة لا تنسى من المودة والأخوة والصداقة.
مشاعر الاحتفال يوم التخرج
وصل اليوم المنتظر بعد مرور 4 أو 5 سنوات من الدراسة، وهو يوم التخرج الذي حلم به كل أب وأم منذ يوم دخول طفلهم الروضة، حيث يرتدي الابن الروب وقبعة التخرج، وتكون هذه الصورة جميلة ومشرقة، حيث يكون هذا الطفل الذي كان يتعلم كيفية الكتابة قبل بضع سنوات، اليوم خريجا شابا يجني ثمار جهوده وكفاح والديه معه.
عادة ما يتم إقامة حفلات التخرج في إحدى أروع قاعات الاحتفالات في الجامعات، حيث يرتدي جميع الطلاب الأكابر وقبعات التخرج في مشهد رائع يفيض بفرحة الآباء والأمهات، ويستعد الأبناء لالتقاط الصور التذكارية التي تخلد ذكرى هذا اليوم؛ صورة مع الأسرة وصورة مع الأم فقط، وصورة مع الأب فقط، وصور متعددة مع الأصدقاء ورفاق الكفاح، وصور متعددة في كل مكان كانوا فيه يوما.
تصل السعادة إلى ذروتها عندما يتم تكريم جميع الخريجين ويتم النداء باسم كل طالب لتسليمه شهادة التكريم الخاصة به، وهذه اللحظة تعد مثل كنوز الدنيا وما فيها لكل أب وأم. إنها لحظة رائعة وسعيدة يعيشها جميع أفراد الأسرة.
تختلط المشاعر في هذا اليوم بشدة، فهو آخر يوم سيلتقي فيه هؤلاء الطلاب بشكل رسمي، آخر يوم يطلون فيه على ذكرياتهم في المكان الذي عاشوا فيه لعدة سنوات سويًا، هذا المكان الذي شهد على فرحهم وحزنهم واجتهادهم ومثابرتهم، لذلك يعد يوم التخرج من أسعد الأيام بالنسبة لكل طالب وطالبة وكذلك بالنسبة للآباء والأمهات.
يجب على الأسرة تجهيز ابنهم لحياته المهنية وتعزيز قدراته وشجاعته حتى يصبح عضوًا فعالًا ومنتجًا في المجتمع، ويكون فخرًا لهم ونتيجة مشرفة للجهود التي بذلوها في تربيته وتحضيره لليكون واحدًا من الأشخاص الناجحين والمؤثرين في المجتمع.