تعبير عن البحر وجماله
يعتبر البحر من أروع مظاهر الطبيعة الرائعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى وأبدع خلقها في هذا الكون البديع، فالبحر له سحر خاص به يسحر ويجذب العيون، ويؤثر في النفوس، ويعد منبعا للتأمل والتفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى، وبه تنوع فريد من الكائنات الحية التي تعيش بداخله، ليصبح البحر عالما منفردا بذاته ممتلئا بالدهشة والإثارة والسحر، يرغب الجميع في زيارته في كل وقت للاستمتاع بجماله، وهو أيضا يتصف بالغموض، وهذا ما جعل العلماء يهتمون بدراسته ووصفه بعالم يستحق الدراس.
أهمية البحر وفوائده
البحر من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، وله العديد من الفوائد التي لا تُعد ولا تحصى، ونظرًا لجمالها الساحر المُبدع فهو نقطة جذب للأفراد والسياح من كافة البلاد المختلفة، وهو أساس الحدود الطبيعية بين البلدان، ويعتبر البحر هو طريق نقل البضائع والركاب باستخدام السفن، وهذا من شأنه تنشيط الحركة التجارية بين البلدان، ويحتوي البحر على العديد من الكائنات الحية التي تُعد طعامًا أساسيًا للإنسان.
يُعد البحر ثروة طبيعية حيث أنه يحتوي على اللؤلؤ والمرجان، وهو مصدرًا إقتصاديًا للبلاد التي تقع على الساحل البحري، وهو يُعد مصدرًا للمياه عند تحليتها، يمكن الاستفادة من مكوناته لصنع العديد من الأدوية العلاجية، والبحر يعتبر ملهمًا الروائيين والكتاب والشعراء، وهو من أشهر الروائيين الذين كان للبحر سببًا كبيرًا في شهرة كتابتهم.
أشهر الروائيين الذين كتبوا عن البحر
كان لأشهر الروائيين الذين كتبوا عن البحر حنا مينه، وسماه العديد من النقاد روائي البحر، حيث أنه من أبرز رواياته التي ظهر بها، حكاية بحار البحر، وهو من أبرز رواياته، وظهرت علاقته وحبه للبحر واضحة في قوله ” إن البحر كان دائما مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب، وأسأل: هل قصدت ذلك متعمدا؟ في الجواب أقول: في البداية لم أقصد شيئا، لحمي سمك البحر، دمي ماؤه المالح، صراعي مع القروش كان صراعا للحياة، أما العواصف فقد نقشت وشما على جلدي، إذا نادوا: يا بحر أجبت أنا! البحر أنا، فيه ولدت، وفيه أرغب أن أموت.. هل تعرفون معنى أن يكون المرء بحارا؟.
لأن البحر جميل ورائع، فكتب الشعراء الشعر عنه، ومن بين هذه الأبيات هي:
شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
فيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي
قَلْبًا كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
عجائب البحر
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وجعل البحار هي الأكبر فيها، وهو ليس من المستغرب أن تغطي البحار ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، وتعد البحار عالما مستقلا مليئا بالأسرار والعجائب، وتحتوي على حياة متكاملة وعوالم متعددة تعيش في مياهها، وعلى الرغم من روعة البحر وجماله، يتميز بالوحدة والغموض في أعماقه، وهذا الغموض هو سر جماله، ولذلك يصف البعض القلوب بأنها تشبه البحر في غموضها وكتمانها، وتغيراتها وتقلباتها.
يرجع السر وراء سحر البحر وروعته أنه متصالح مع نفسه يرسل أمواجه بين المد والجزر دون أن يهتم بأي شيء، والساعات بالنسبة للبحر تحسب بعدد الموجات التي يرسلها ويأخذها، كأنه يريد أن يوصل رسائل كثيرة إلى زائريه، وهو يجلب العديد من الرسائل المُحملة بالشوق والحنين، فعندما يجلس الفرد إلى شاطئه يستمع إلى همساته ويقرأ رسائله.
يحتوي البحر على العديد من الأسرار والأسرار المخفية، ولذلك فإن الشخص الذي يريد الحصول على الراحة والاسترخاء والسعادة يجب أن يذهب إلى البحر باستمرار، لأنه سيجد جميع العوامل التي تعزز الشعور بالاسترخاء والسعادة، ويمكن أن يكشف عن كل ما يحمله من أسرار وذكريات لأن الأمواج لا تخون السر، بل تحمل في كل قطرة منها العديد من الأسرار التي يمكن الاحتفاظ بها.