تعبير عن الافات الاجتماعية
على الرغم من أن انتشار الآفات يسبب الكثير من الخسائر المادية والصحية، إلا أن انتشار الآفات الاجتماعية يمكن أن يكون له تأثير سلبي أكثر خطورة بسبب الأذى الذي يلحقه بالفرد والأسرة والمجتمع. وبالتالي، يتعثر التقدم والتنمية لأن العنصر الأساسي في دفع عجلة التقدم والتنمية، وهو الإنسان، يفقد القدرة على العمل والإنتاج. ومن ثم، يجب توحيد الجهود لمواجهة الآفات الاجتماعية والقضاء عليها .
تعريف الافات الاجتماعية
تعتبر الأضرار الاجتماعية سلوكيات غير منضبطة يقوم بها فرد أو مجموعة، وتنتشر تأثيراتها لتشمل الفاعل وجميع الأشخاص القريبين منه، بالإضافة إلى تأثيرها على المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، واتفق علماء الشريعة على أن أي شخص يسبب فسادا في الأرض ويؤذي من حوله سواء بشكل مباشر أو غير مباشر يكون آثما .
هناك العديد من الأنواع والأشكال المختلفة للتحديات الاجتماعية، ومن أهم هذه التحديات التي تنتشر في العديد من المجتمعات هي:
إدمان المخدرات
من المؤسف أن إدمان المخدرات قد أصبح منتشرا بشكل كبير بين الشباب، وهو ناقوس خطر كبير يهدد استقرار المجتمع بأكمله، إذ يدمر الشخص المدمن صحته ونفسية أسرته ويجعله غير قادر على العمل أو الإنتاج، وبالتالي يفقد المجتمع جهوده، بل يصبح عبءا على وطنه. وهناك قصة عن المخدرات توضح أن شخصا قد ارتكب عددا كبيرا من جرائم السرقة والنصب كي يتمكن من الحصول على المال لشراء المخدرات، مما أدى إلى ضياع حياته وصحته ومستقبله .
التدخين
التدخين يشكل خطرا مماثلا لإدمان المخدرات، إذ يتسبب في موت بطيء للمدخن، وقد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة التي تجعله غير قادر على العمل أو تأمين احتياجات أسرته. وقد أظهرت الأبحاث والدراسات العديدة أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وتصلب الشرايين وأمراض القلب والكبد وغيرها .
المشروبات الكحولية
قد يظن البعض أن تناول المشروبات الكحولية والمسكرات هي وسيلة جيدة للهروب من المشاكل والاضطرابات التي يعيش بها ، ولكنها في حقيقة الأمر وهم كبير وهروب مؤقت فقط من المشكلات ، وهي من الأشياء التي حرمتها الشريعة الإسلامية أيضًا لأنها تُذهب العقل وتؤدي إلى القيام بأفعال سلبية تمامًا دون وجود عقل أو تفكير .
الرشاوى والمحسوبية
تعتبر انتشار الوساطة والمحسوبية وتقاضي الأموال والهدايا من أجل تنفيذ بعض الخدمات أو الحصول على الوظائف أو غير ذلك من أشكال الفساد، أحد أبرز الظواهر المنتشرة بشكل كبير في المجتمعات العربية، وتؤدي هذه الظاهرة إلى انتشار الكراهية والضغينة والتفكك المجتمعي نتيجة إسناد بعض المهام والأعمال إلى أشخاص غير مؤهلين بسبب الواسطة أو بسبب تقاضي الرشاوى وسيطرة أصحاب النفوذ ورؤوس المال على الفقراء .
الحلول المقترحة للقضاء على الافات الاجتماعية
يوجد مجموعة من الحلول التي وضعها الخبراء لمواجهة مختلف المشكلات الاجتماعية، مثل:
في البداية، يجب مواجهة الفكر بالفكر والتحاور مع الشباب المدمنين والمدخنين وذوي الأفكار المنحرفة وتوضيح مدى خطورتها عليهم وعلى عوائلهم وأوطانهم، ومساعدتهم في الإقلاع عن تلك الأفات قدر الإمكان .
يتعين على الحكومات والجامعات والمدارس إقامة حلقات وندوات توعية تشرح خطورة الوقوع في أي من هذه الآفات، حتى يتمكن كل شاب من الإدراك الكامل لما سيواجهه إذا لم يتجنب هذه الآفات والمفسدات .
يجب أن يكون هناك نوع من الشدة إلى جانب الرفق، حيث يتم معاقبة أي شخص يتعاطى المواد المخدرة ويؤذي نفسه ومن حوله، ويجب إصدار عقوبات رادعة على أي شخص يتقاضى الرشاوى أو يسند مهامًا لأشخاص غير أهل لها لمجرد وجود واسطة .