تعبير عن اداب الحديث مع الاخرين
آداب الحديث مع الآخرين هي من الأمور المهمة والواضحة التي نقوم بها جميعا يوميا. هل تعلم أن الإنسان كائن اجتماعي يرغب في التحدث مع الآخرين ويحب أن يشاركهم أخباره وأفكاره؟ ولكن البعض لا يعرف آداب الحديث ويفتقر إلى معرفة كيفية بدء وانهاء المحادثات. وهذا يعتبر نقصا في الشخصية.
ما هي آداب الحديث
الشخص الذي يحسن أدب الحديث، هو الذي يستطيع تحديد الوقت المناسب للحديث وكيفية التحدث، ويستطيع أن يؤثر على عقول وقلوب الآخرين، ولذلك فإن معرفة آداب الحديث من أهم الأشياء التي يجب أن يتعلمها الشخص، وتتعدد آداب الحديث وأهمها معرفة موضوع الحديث المناسب للحديث أمام الآخرين، وأن جميع المواضيع ليست متاحة لأي شخص لمجرد معرفته، ومثلا، الحديث عن عيوب الآخرين لا يعتبر من آداب الحديث، ومثال آخر هو الحديث عن أمور شخصية.
وتُعني آداب الحديث بأن يكون الإنسان على علم بما يتحدث به وأن يكون مُدرك تمامًا بأن لكل فرد الحق في التحدث وألا يمنع غيره من التحدث، ويتكلم بما يريده هو فقط، وعليه في حالة إنهاء كلامه أن يصمت وينتظر حتى يسمح لغيره بالكلام مع حسن الاستماع لما يقال من الآخرين، وذلك كي لا يتحول الحديث إلى مجرد جدال وهرتلة غير مُجدية.
ويمكن توضيح آداب الحديث مع الآخرين فيما يلي :
البُعد عن إطالة الحديث
يجب أن يتميز الحديث باللطف ويجب عدم جعله طويلاً ومملًا. يجب على الشخص أن يتاح الفرصة للآخرين للتحدث، ولا يجب أن يتحكم بالحديث طوال الوقت أو يتجاوز حقوق الآخرين.
البُعد عن أحاديث التشاؤم
ومن أهم آداب الحديث عدم التحدث بالقصص التي تجلب التشاؤم والسوء للآخرين، وخاصةً في المواضيع التي تتحدث فيها بالخير والتفاؤل والايمان بجمال الحياة.
عدم مقاطعة الآخرين
يجب عدم تقاطع الشخص غيره أثناء حديثه، وأن يكون مستمعا له حتى ينتهي من قوله بالكامل، وإذا كان هناك ضرورة لتقاطعه لأمر مهم، فيجب أن يطلب إذنه قبل التقاطع، فالشخص الذي يلتزم بآداب الحديث يكسب احترام الآخرين، وتزداد مكانته بين الناس، خاصة إذا اتبع أسلوب الحديث الودي وابتعد عن التهديد والألفاظ البذيئة، ولذا يجب على الشخص أن يختار كلماته بعناية، وأن يمنح الأولوية في الحديث لمن هو أكبر سنا ومنزلة، وأن لا يتجاوز حدوده في حديثه عن أي شخص من الحضور.
البعد عن الكذب والنميمة
يعتبر عدم الكذب وعدم النميمة من بين أهم آداب الحديث وأفضلها، حيث يعد الحديث الكاذب أو الذي يحتوي على النميمة استخفافًا بمن يستمع إليه، وبالتالي يجب أن يكون الحديث صادقًا وخاليًا من أيتجريح أو إهانات لأي شخص، سواء كان هذا الشخص حاضرًا أو غائبًا.
عدم رفع الصوت أثناء الحديث
يجب ألا يرفع المتحدث صوته عند كلامه مع الآخرين، لأن صوته العالي يتسبب لهم في الإزعاج لمسامعهم، ويجعلهم يشعرون بالنفور منه، فالإنسان مأمور من الله بخفض صوته والرفق في كافة شأنه، والإبتعاد عن توزيع النصائح على من يتحدث إليهم للإلتزام بآداب الحديث، مع الإلتزام بعدم إعطاء النصيحة لأحد أمام جمع، لأنها قد تكون كاشفة لعيوب سترها الله عليه.
الحرص على عدم التحدث جانبًا
ينبغي تجنُب التحدث مع مجموعة من الأشخاص بشكل جانبي في الاجتماع، وبعيدًا عن الآخرين، وخاصة إذا كان الحديث بصوت خافِض، لأن ذلك يمكن أن يُشعِر الآخرين بأن الحديث قد يكون عنهم. وكما قيل في الحديث الشريف “لا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه.