تطور التعليم في عمان عبر التاريخ
التعليم والثقافة هما أحد أهم وأبرز أساسيات بناء الحضارة والمجتمعات، فهما يشبهان الأعمدة التي يقوم عليها الحضارة في المجتمع. ولذلك، يعد الاهتمام بالتعليم من أسباب النهضة في المجتمعات عبر الأزمنة المختلفة، وقد قام العالم العربي بدور مؤثر في النهضة التي حدثت في العالم. وقد قام العالم العربي بالنهوض بالتعليم والتنمية الفكرية، لكن عمان تأخرت في مجال مواكبة التطور في التعليم بالعالم العربي. حيث اتجهت الكثير من الدول العربية إلى الاهتمام بالتعليم وإنشاء المدارس والجامعات، في حين استمرت سلطنة عمان في وضعها الحالي في مجال التعليم. حيث كان التعليم مقتصرا في عدد قليل من الكتاتيب والحلقات التي تقام في المساجد، ورغم ذلك لعبت تلك الحلقات دورا كبيرا في ظهور العديد من النوابغ من العلماء والأدباء والشعراء، بالإضافة إلى علماء الفقه والتوحيد. وهم من قاموا بإنشاء التراث العماني الزاخر بالروائع عبر التاريخ، من تراث الأدب والشعر الذي يعد فخرا للعالم العربي بأكمله. وتم إنشاء أول مدرسة في عام 1940 في العاصمة مسقط، وهو نفس تاريخ مولد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم. وكأنها إشارة بأن السلطان قابوس يعتبر رمزا لنهضة التعليم في سلطنة عمان، حيث جعلها أحد أولوياته الكبرى منذ توليه الحكم في عام 197
دخول الاسلام الي سلطنة عمان و دوره في نهضة التعليم :
دخول الإسلام إلى سلطنة عمان على يد عمرو بن العاص أثر بشكل كبير ولعب دورا فعالا في تطوير التعليم في سلطنة عمان. اهتم العمانيون آنذاك بفهم معاني القرآن الكريم وتعلم آياته، مما جعلهم يهتمون بدراسة اللغة العربية واكتساب معرفتهم بقواعدها واجتيازهم لها بمهارة، بهدف تفسير القرآن الكريم على أسس صحيحة. وكانت إنشاء الكتاتيب نتيجة رئيسية لتحقيق هذا الهدف، وكانت تمثل النموذج الأساسي للتعليم في العالم العربي في ذلك الوقت. حققت هذه الكتاتيب نجاحا كبيرا، حيث حرص الكثيرون على حضور الدروس والاستفادة وزيادة المعرفة في علوم العلم وفهم قواعد اللغة العربية بشكل صحيح واجتيازها بمهارة. ولعب ذلك دورا كبيرا في ازدهار حضارة عمان وتألقها بأكبر الشعراء والأدباء في العالم العربي بأكمله
أول مدرسة نظامية في تاريخ سلطنة عمان :
افتتحت أول مدرسة نظامية في العاصمة العمانية مسقط وسميت بالسعدية تيمنا بمولد السلطان قابوس بن سعيد، وقد لاقت تلك المدرسة نجاحا كبيرا، واتجه إليها الكثيرون مما تسبب في غلق الكثير من المدارس الأخرى في ذاك الوقت، وقد كانت تشمل التعليم التمهيدي ومدته عامان يليه ستة أعوام للتعليم الإبتدائي، وقد كانت تلك المدرسة تشبه المدارس الموجودة في وقتنا الحالي بدرجة كبيرة، حيث كانت تعني بالتعليم إلى جانب اهتمامها بالعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والعلمية وتنمية مهارات الطلاب ومساعدتهم على الإبداع والإبتكار بل وقد كانت تقيم بعض الرحلات الاستكشافية ليتعرف الطلاب على طبيعة بلادهم ومعالمها الهامة
التعليم في عهد السلطان قابوس بن سعيد :
التعليم ما قبل عهد السلطان قابوس كان يسمي ما قبل النهضة و بعد تولي صاحب الجلالة لزمام الامور بعد توليه الحكم جعل من التعليم ابرز اهتماماته و لذلك سميت الفترة بعد توليه الحكم التعليم في عصر ما بعد النهضة حيث اهتم جلالته بكافة مراحل التعليم و عمل علي تطويره عاما بعد عام الامر الذي اسفر علي العديد من النتائج الهامة للبلاد حيث ظهرت التنمية في العديد من الجوانب بالبلاد مثل التعليم و الصحة و ايضا نشئة نهضة كبيرة في فنون البناء و العمارة بل و قد تطورت الخدمات الطبية و الرعاية الصحية بدرجة كبيرة لتنافس المستويات العالمية
الخلاصة : شهد التعليم في سلطنة عمان عدة مراحل تاريخية، وقد لعب جلالة السلطان قابوس بن سعيد دورا هاما في تطوير التعليم بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى تطور متعدد المجالات في المجتمع العماني وازدهاره بالعديد من الإيجابيات التي نتجت عن ترسيخ التعليم منذ الصغر في نفوس الأجيال