تشوهات الأوعية الدموية

تشوهات الأوعية الدموية هي مجموعة واسعة من الأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية. تشمل هذه الأمراض الأورام والتشوهات وعددا من الحالات الأخرى التي تحدث بسبب عوامل مختلفة مثل تجلط الأوعية أو انسدادها. وهناك عدة طرق علاجية مختلفة حسب الحالة الصحية واستنادا إلى التشخيص الصحيح الذي يتم تحديده من خلال الفحوصات الطبية المخصصة لأمراض الأوعية الدموية. وبناء على هذا التشخيص، يتم اختيار العلاج المناسب.

تشوهات الأوعية الدموية Vascular anomalies

تُعَدّ تشوهات الأوعية الدموية عبارة عن تشكّلات غير صحيحة للأوعية الدموية والتي تؤثر على وظيفة الجسم عن طريق الشرايين والشعيرات والأوردة، وتؤثر أيضًا على عمل الأوعية اللمفاوية، ويمكن أن تظهر هذه التشوهات داخل الأوعية الدموية منذ الولادة.

التشوهات الوعائية هي أحد الأمراض الشائعة التي ترافق الأمراض الأخرى مثل الأورام الوعائية، والتي تحدث بشكل نادر للأطفال عند الولادة، وقد يتأخر ظهور بعضها الآخر حتى سن المراهقة.

أنواع التشوهات في الأوعية الدموية

تنقسم تشوهات الأوعية الدموية إلى قسمين رئيسيين متشابهين، ولكنهما يختلفان في طرق العلاج

أورام الأوعية الدموية

توجد العديد من أورام الأوعية الدموية وهي متنوعة وأغلبها حميدة، وتشمل الأورام الوعائية التي تتطور خلال فترة تتراوح بين ستة شهور و12 شهرًا، ثم تبدأ في التراجع والانكماش، وتتضمن أنواعًا مختلفة مثل:

1. الورم الوعائي الخلقي.
2. الأورام الحميدة البيوجينية، وتعرف أيضا بورم الأوعية الدموية الشعرية المفصلية.
3. وراء الخلايا الظاهرية.
4. ساركومة وعائية.
5. ساركوما كابوزي.

تشوهات الأوعية الدموية

تبدأ هذه الأنواع منذ الولادة، وتظل غير واضحة لأكثر من سنة، وتسمى بهذا الاسم لأنها الأنواع الأكثر انتشارًا، وتشمل الأنواع التالية

1. تشوهات الأوعية الدموية الشعرية.
2. الشوائب الوريدية، وهي التي تحدث في الأوردة.
3. التشوهات الشريانية والوريدية تحدث داخل الأوردة والشرايين.
4. التشوهات اللمفاوية تحدث داخل الأوعية اللمفاوية بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى حدوث تضخم أو تورم مملوء بالسوائل.
5. الأورام الوعائية العنكبوتية هي تلك التي تظهر على سطح الجلد على شكل نقطة حمراء في المركز، ولها فروع خارجية.
6. التشوهات المعقدة والمركبة هي التي تنجم عن أسباب وراثية.
7. الورم الوعائي هو ورم جلدي يظهر على المرضى المصابين بمرض التصلب الدرني.
8. يتم توسع الأوعية الوراثية مما يتسبب في نزيف من الأنف أو من الجهاز الهضمي من الداخل.
9. متلازمة كلوفيس هي نتيجة لتوسع ونمو الخلايا الدهنية داخل الجسم.

التشوهات الوعائية في الدماغ

تحدث تشوهات في الأوعية الدموية في الدماغ نتيجة لتشابك غير طبيعي داخل الأوعية، مما يؤدي إلى ربط الأوردة والشرايين داخل الدماغ ويؤثر على تدفق الدم.

تقوم الشرايين بنقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب إلى الدماغ، وتقوم الأوردة بنقل الدم إلى القلب والرئتين، وتؤثر التشوهات في الأوعية الدموية على هذه العمليات التي تحدث داخل جسم الإنسان.

يمكن لتشوهات الأوعية الدموية أن تحدث في أي جزء من جسم الإنسان، ولكنها تحدث عادة داخل الدماغ أو العمود الفقري، وتعتبر هذه الحالات نادرة جدًا وتصيب الأطفال والكبار بمعدل لا يتجاوز 1%، وبالتالي تعتبر نسبة قليلة جدًا.

أسباب حدوث التشوهات الوعائية

تحدث تشوهات في الأوعية الدموية بسبب اضطرابات في نموها، مما يؤدي إلى زيادة عدد الأوعية المتضخمة والملتوية بشكل غير طبيعي، وتجمعها في نفس المنطقة.

حيث أن معظم حالات الأوعية الدموية تكون نادرة وغير مرتبطة بالعوامل الوراثية أو التواريخ العائلية المرضية، ويمكن تحديد العيب الجيني في حالات التشوه لمعرفة السبب الرئيسي لهذه الحالة، إذا كان هناك شك أنها ناتجة عن سبب وراثي في العائلة، لذلك يجب تقديم الطفل لطبيب متخصص في علم الوراثة، والفحوصات الجينية.

أعراض التشوهات الوعائية

تنتج بعض الأعراض عن حدوث تشوهات في الأوعية الدموية للطفل، ويمكن لأحد الوالدين التعرف عليها، حيث تكون علامات وأعراض محددة

• الألم الشديد.
• ورم في أجزاء مختلفة في الجسم.
• حدوث نزيف من الأنف أو الجهاز الهضمي.
• الإصابة بعدوي.
• التقرح.
• الإعاقة.
• قد تؤدي الإصابة بالمرض إلى تشوه في المنطقة المصابة أو نمو زائد للأوعية الدموية، وخصوصًا في الأيدي والأقدام والأطراف بشكل عام.
• تشير النمو غير الطبيعي في أحد أجزاء الجسم إلى احتمالية الإصابة بتشوهات في الأوعية الدموية.

تبقى الأوعية الدموية داخل جسم الإنسان منذ الولادة وتنمو ببطء يتناسب نمو الطفل، وتحدث تغيرات في بعض الهرمونات أثناء فترة البلوغ، ويمكن أن تزداد حجمًا بسبب العدوى أو الصدمة.

تشوهات الأوعية الدموية السطحية

عند الإصابة بتشوهات الأوعية الدموية على سطح الجلد، يظهر تغير في لون الجلد أو ظهور بقع حمراء أو زرقاء على الجسم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تشوه في المنطقة المصابة، وفي بعض الأحيان يحدث تغير في اللون في المناطق المصابة، وتكون هذه الظاهرة واضحة ومرئية.

التشوهات الوعائية في مناطق حساسة بالجسم

هناك بعض الحالات التي تسبب حدوث تشوهات الأوعية الدموية فيها بعض المضاعفات الخطيرة، فعند إصابة الأماكن الحساسة في الجسم ومنها اليدين أو القدمين، سوف يؤثر ذلك على حركة القدم وحركة اليد، أو حدوث تضخم في الساق أو الأعضاء التناسلية، ويمكن أن تسبب ورم في أماكن مختلفة في الوجه أو اللسان مما يؤثر على الحديث.

تشخيص تشوهات الأوعية الدموية

يتم تشخيص تشوهات الأوعية الدموية من خلال إجراء فحص شامل لجسم الطفل باستخدام الاختبارات اللازمة والفحوصات التي تساعد على التشخيص، بالإضافة إلى التصوير والأشعة التي يتم إجراؤها للطفل لتحديد نوع التشوه الوعائي الذي يعاني منه.

يستخدم الطبيب تقنيات مثل الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية لتحديد نوع التشوهات داخل الأوعية الدموية بدقة، ويمكن استخدام القسطرة أو أنواع أخرى من الأشعة للتمييز بين طبيعة نمو الأوعية الدموية داخل الجسم إذا كانت طبيعية أم متضخمة.

يمكن أخذ عينة من النمو الموجود داخل جسم الطفل لتحديد نوع التشوهات التي يمكن أن تحدث في الأوعية الدموية، ولكن هذه الطريقة في التشخيص تكون نادرة في بعض الحالات.

علاج تشوهات الأوعية الدموية

يستغرق علاج هذا النوع من التشوهات فترة من الوقت، لأن هذه الحالات تصبح معقدة في علاجها، لذلك لابد من إتباع الرعاية الصحية الكاملة داخل المركز الطبي المخصص للعلاج، بالإضافة إلى اختيار فريق طبي متخصص لعلاج الطفل من خلال برنامج علاجي متقدم، للتخلص من هذه التشوهات أو أي ألم يحدث للطفل.

علاج التشوهات الوريدية واللمفاوية

في بعض الحالات يكون العلاج الرئيسي للتشوهات الوريدية أو الليمفاوية هو العلاج بالتصليب، وهو عبارة عن حقن يتم تناولها لتقليص حجم الأوعية، بالإضافة إلى التدخل الجراحي لإزالة هذا الجزء للتحكم في التشوه بشكل جيد، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية المثبطة للمناعة للتحكم في تضخم الأوعية الدموية.

علاج التشوهات الوريدية الشريانية

وفي حالات التشوهات الوريدية الشريانية يكون العلاج أصعب لأن هذه الحالات تكون على نطاق كبير من التضخم في الأوعية الدموية التي تتكرر بشكل كبير، لذلك يستخدم في العلاج القسطرة أو الاستئصال الجراحي من خلال الأطباء المتخصصين، ولكن يجب تحديد عمر الطفل، وحجم التشوه وإدارته بشكل جيد.

دراسة تشوهات الأوعية الدموية

حددت الجمعية الدولية مجموعة من الأهداف لدراسة التشوهات المختلفة للأوعية الدموية، وكان هدفها التالي

• تصنف تشوهات الأوعية الدموية إلى قسمين رئيسيين: الآفات الوعائية والأوعية الدموية.
• تحديد نسبة الاضطرابات بشكل أوسع.
• يُمكن معرفة الأساس الوراثي للعديد من أنواع الشوهات التي تحدث في الأوعية الدموية.

رغم أن مرض تشوهات الأوعية الدموية نادر الحدوث، إلا أن الأطباء تمكنوا من ابتكار طريقة لتشخيصه وعلاجه.