ترميم المساجد التاريخية في المملكة
تحتل المساجد مكانة كبيرة في المملكة العربية السعودية، حيث يلعب ترميم المساجد دورا هاما في الإسلام منذ بداية ظهور الدين الإسلامي وحتى يومنا هذا. فالمساجد ليست مجرد أماكن للعبادة، بل كانت أيضا مراكز تعليمية ومنتديات للنقاش وحل المشاكل والأزمات التي كان يواجهها المسلمون في تلك الفترة. لذلك، للمساجد تأثير كبير على قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم. وبناء على هذا السبب، يولي المسئولون في المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا لترميم المساجد وجعلها تتناسب مع الدور الرئيسي لصلاة المسلمين.
المساجد التاريخية في المملكة
في المملكة العربية السعودية، هناك العديد من المساجد التاريخية المنتشرة في كل مكان، وتعزى أهمية هذه المساجد إلى كونها مرتبطة بالمسلمين منذ البداية. وتتميز هذه المساجد ببساطة بنائها، حيث تم استخدام مواد من الطبيعة نفسها مثل الحجارة وجذوع النخل وجذوع شجر العرر في بنائها. ومن الواجب تجديد وترميم هذه المساجد التاريخية باستخدام أفضل مرممي الآثار والباحثين المتخصصين لضمان ترميمها بالطريقة الصحيحة وباستخدام المعدات المتخصصة.
ترميم المساجد في المملكة
لقد كان كل من يتولى أمور المسلمين منذ بدايه الخلافة حتى يومينا هذا يعطي قدر كبير من الاهتمام إلى المساجد، ويتمثل هذا الإهتمام في العناية بالمساجد القديمة أو أنه يقوم ببناء مساجد جديدة، وأكبر دليل على أهتمام المملكة السعودية أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سليمان بن عبد العزيز – حفظه الله – قد أمر بأن يتم ترميم ما يصل إلى 130 مسجد من المساجد التاريخية التي توجد في المملكة السعودية كوسيلة لزيادة العمر الافتراضي لها، وحتى يتم إعادة الصلاة بها من جديد.
سيتم إشراف عملية الترميم من قبل مجموعة من المرممين المتخصصين في هذا المجال، حيث أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ستكون مسؤولة عن ترميم المساجد بالطريقة الصحيحة.
تكلفة ترميم المساجد
إن مشاريع الترميم تعد وسيلة للحفاظ على المساجد وفي الوقت نفسه تضمن عدم الوصول إلى مرحلة التجديد التي تؤدي إلى تدهور تاريخ هذا المعلم. ولذلك، تتطلب هذه العملية تكلفة كبيرة. في بداية المشروع، سيتم تجهيز 30 مسجدا في عشرة أماكن مختلفة في المملكة. تم تحديد تكلفة هذا الترميم الأولي وتبلغ 50 مليون ريال، والتي ستمكننا من تنفيذ أعمال الترميم على أعلى مستوى.
لقد أطلق على هذه الحملة اسم ( إعمار المساجد التاريخية ) ، ومؤسسة التراث مسئولة على مهمة ترميم المساجد، حيث أن لديها الوعي بكيفية القيام بمهمة الترميم في البداية، وذلك من خلال توثيق المبنى حيث ان التوثيق الاثري يعتبر هو الوسيلة الأمثل التي يمكن من خلالها ضمان الحفاظ على تاريخ المبنى الأثري من أعمال الترميم المختلفة التي تقوم بها حتى لا تغير معالم التاريخ، ومن أقدم المساجد التي سوف تقوم بتنظيفها يعود تاريخها إلى 1418 هجريًا بشكل مبدئي.
دعم إعمار المساجد التاريخية
حاز برنامج إعمار المساجد التاريخية على دعم واسع من مختلف الفئات، حيث يعتبر ترميم المساجد مهمة رئيسية قامت بها الشركة. رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لهذا الترميم، بدأت بترميم مسجد الحنفي الشهير في مدينة جدة.
وكل هذا الدعم يتم تقديمه حيث أن هذه الأماكن عظيمة ولها مكانة في الدين الإسلامي، إضافة إلى أنها تعتبر واحدة من أشهر المعالم التاريخية التي توجد في المملكة السعودية، وهي ذات مكانة كبيرة على الجانب التاريخي وعلى الجانب الاجتماعي وكذلك على الجانب الثقافي أيضًا؛ لهذا السبب فإنه في حاجة إلى عناية خاصة.
التخطيط لترميم المساجد
إن فكرة ترميم المساجد لم تبدأ من يوم واحد ولكن الأمر بدأ بالكثير من التخطيطات منذ ما يزيد عن 20 عامًا، فلقد تم منذ حنيها تحديد عدد المساجد التاريخية التي تحتاج إلى ترميم، وفي نفس الوقت التكلفة التي يمكن أن تحتاج إليها حتى تقوم من خلالها بمهمة ترميم المساجد، وبرنامج إعمار المساجد لقد أصبح عبارة عن فكرة قديمة وتنفيذها سوف يكون له عائد إيجابي على المملكة السعودية وعلى جميع المعالم التاريخية التي توجد بها.
ما الهدف من ترميم المساجد
رعاية هذه المساجد تعزز مكانتها التاريخية وتعيد جذب المصلين بعد سنوات من الإهمال. في الفترة الماضية، ركزت المملكة العربية السعودية على التطوير العمراني بشكل كبير وبناء مساجد حديثة عالية المستوى. ومع ذلك، لم يتم الاهتمام بالمساجد التاريخية بنفس القدر. ومؤخرا، بدأت جهود الترميم والتنظيف لهذه المساجد بشكل ملحوظ.
ربما يعود سبب إهمال هذه المساجد إلى وجودها في أماكن مهجورة؛ ولذلك لا يزورها أحد ولا يوليها اهتماما، ويعتبر الترميم الوسيلة الأفضل لاستعادة أصالة هذه المباني، ولم يتم الترميم بشكل عشوائي، بل صمم بعناية مع مراعاة بعض المعايير الهامة التي تضمن تنفيذ الترميم بالطريقة الصحيحة للحفاظ على القيمة التاريخية للمبنى والحفاظ في الوقت نفسه على مظهره التاريخي العام.
ما هي المساجد التي سوف يتم ترميمها
تم تحديد مجموعة من المساجد التاريخية التي يتم الحفاظ عليها بشكل جيد، وذلك من خلال إجراءات وسائل الحماية، ومن بين هذه المساجد:
- مسجد الداخلة
- مسجد الزرقاء
- مسجد سديرة
- مسجد النصب
- مسجد قفار
- مسجد البجلي وغيرها من المساجد الموجودة في مدن مختلفة.
عملية الترميم هي أفضل وسيلة للحفاظ على المساجد التاريخية والمباني القديمة الأخرى التي تحتاج إلى عناية خاصة. تعد وسيلة لزيادة العمر الافتراضي لهذه المعالم، مما يتيح فرصة للأجيال القادمة للاستمتاع ورؤية هذه المعالم التاريخية. يتطلب عملية الترميم وجود خبراء ومرممين متخصصين وجهات ذات اختصاص للحفاظ على المعالم التاريخية وزيادة قيمتها.