ترتيب الكتب السماوية
هناك الكثير من الكتب التاريخية والإسلامية التي تذكر عددا مختلفا من الكتب السماوية، ولا يمكن حصرها ولكن الذي ذكر في القرآن الكريم هو ما يجب معرفته حق المعرفة منها. وقد ذكر في القرآن الكريم أن الكتب السماوية هي: القرآن الكريم الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، والتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، والزبور الذي أنزل على داود عليه السلام، وصحف إبراهيم عليه السلام. واختلف الكثير من العلماء حول الرأي الراجح في عدد الكتب السماوية، ولكن يجب على المسلم أن يؤمن بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
أول كتاب سماوي نزل
أول كتاب نزل على الأنبياء – عليهم السلام – كان صحف إبراهيم – عليه السلام – ، وبعدها نزل الزبور على داود – عليه السلام – ، ثم التوراة والصحف المنزلة على موسى – عليه الصلاة والسلام – ، ثم الإنجيل الذي أنزل على عيسى – عليه السلام – ، ثم القرآن المنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم – ، ويجب على المسلم أن يؤمن بجميع الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء عموما ، دون حصر أعدادها ، لأن القرآن الكريم لم يذكر إلا هؤلاء منها ، ولا يجب أن يتبع فقط أحكام القرآن الكريم وما ذكر في آياته ، بل ينبغي أن يعمل وفقا للأوامر التي وردت فيه من الله – عز وجل – ، إذ يحتوي القرآن الكريم على جميع الأحكام التي جاءت في الكتب السماوية السابقة والتي قام المشركون بتحريفها وتغييرها .
كم عدد الكتب السماوية
يتضمن حديث رواه ابن حبان ورواه أيضا ابن مردويه وعبد بن حميد وابن عساكر وذكره السيوطي في الدر المنثور، وكذلك القرطبي في التفسير، أن أبا ذر الغفاري – رضي الله عنه – سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن عدد الكتب التي أنزلها الله، فأجابه النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنه أنزل مائة كتاب وأربعة كتب، وأنزل خمسين صحيفة على شيث، وثلاثين صحيفة على إدريس (أخنوخ)، وعشر صحائف على إبراهيم، وعشر صحائف قبل التوراة على موسى، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان في حديث طويل جدا، ولكن هذا الحديث باطل وموضوع وكذب على لسان النبي – صلى الله عليه وسلم .
تاريخ نزول الكتب السماوية
تتمثل الكتب السماوية التي يتعلمها المسلمون ويأمرون بالإيمان بها في ترتيبها وفقا لتاريخ بعثة كل نبي الذي نزل عليه الكتاب السماوي. فقد نزلت الصحف على سيدنا إبراهيم عليه السلام لأنه بعث قبل أن ينزل الزبور على سيدنا داوود عليه السلام، ثم نزلت التوراة والصحف على سيدنا موسى عليه السلام، ومن بعدها نزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام، وكان ختام الكتب السماوية هو القرآن الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الله سبحانه وتعالى: (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب)، وقال الله سبحانه وتعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) .
ترتيب الكتب السماوية واصحابها في القرآن
ذُكِرَ في القرآن الكريم الكتب السماوية والرسل الذين أُنْزِلَتْ عليهم هذه الكتب:
- مثل قوله سبحانه وتعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ) .
- وقال سبحانه وتعالى: كان الناس في الأصل أمة واحدة، فأرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب.
- وأنزل الله الكتاب السماوي التوراة من فوق سبع سماوات، وذلك على سيدنا موسى عليه السلام، عندما أرسله سبحانه وتعالى إلى بني إسرائيل، وقال الله سبحانه وتعالى: إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء .
- و قال سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) وهذا يدل على أن التوراة نزلت على سيدنا موسى بعد أن أهلك الله فرعون ومن معه بالغرق في اليم ، ونجى الله موسى – عليه السلام – ومن معه .
- وقد قال قتادة في قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب)، قال: التّوراة.
- ويُذكر أنّ نزولها كان في السّادس من شهر رمضان تحديداً، وقد روى الإمام أحمد والبيهقي في شعب الإيمان، عن واثلة بن الأسقع، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: أنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان…. وممّا يبيّن منزلة لتّوراة ومكانتها عند الله عزّ وجلّ أنّه سبحانه وتعالى قد كتبها بيده، كما في حديث مُحاجَّة آدم لموسى.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: (فقال آدم: هل تلومني على أمر قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ اصطفاك الله موسى بكلامه وخط التوراة بيده.) رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما .
- قال سبحانه وتعالى: (وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ) .
- وقال سبحانه وتعالى: ونريد أن نظهر أثرهم بواسطة عيسى بن مريم، صادقا لما قد جاء قبله من التوراة، وآتيناه الإنجيل، فيه هدى ونور، مصدقا لما قد جاء قبله من التوراة، وهدى وتذكيرا للمتقين. وهذا يدل على أن الله – عز وجل – أنزل الإنجيل على سيدنا عيسى – عليه السلام – ليحدي به قومه وليعلمهم دينه
- نزل الإنجيل في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان، وذلك وفقًا لحديث واثلة بن الأسقع: (وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان) حيث رواه أحمد والبيهقي .
- أكد أهل العلم أن الإيمان لا يعتمد فقط على الكتب السماوية ، ولكن الكتب السماوية تم تحريفها على يد اليهود
- قال سبحانه وتعالى: ويلٌ لأولئك الذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون: `هذا من عند الله`، لكي يشتروا به ثمنًا قليلًا، فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يكسبون .
- وقال سبحانه وتعالى: بعضهم يتلاعبون بالكتاب ويعوّجون ألسنتهم عليه ليدّعوا أنه منزل من الكتاب، ولكنه ليس منه، ويزعمون أنه من عند الله، ولكنه ليس منه، ويزعمون أنهم يتحدثون بصدق ويُكذبون على الله، وهم يعلمون ذلك .
الإيمان بالكتب السماوية
ينبغي الإيمان بالكتب السماوية بشكل عام، ولكن يجب معرفة أن الكتب السماوية تنقسم إلى قسمين
- القسم الأول منها : ذكر الله -عز وجل- في القرآن الكريم العديد من الكتب المقدسة، ومن بينها التوراة، والإنجيل، والزبور، والصحف، والقرآن الكريم،
- والقسم الثاني من الكتب السماوية : الكتب السماوية هي التي نزلت مع كل نبي، ولم يضع الله -عز وجل- اسمًا لها، وإنما جاءت بشكل مجمل ويجب الإيمان بها كما يجب الإيمان بالقسم الأول من الكتب السماوية .
حكم الاطلاع على غير القرآن من الكتب السماوية
لا يجوز لكل المسلمين الاطلاع على ما ورد في الكتب السماوية الأخري مثل الإنجيل ، أو التوراة ، وذلك لأن اليهود والنصارى حرفوا الكتب السماوية ، وغيرها ، وقاموا بتغيير جميع النصوص التي وردت فيها ، فإن المسلم عندما يقرأ فيها قد يغير ذلك في نفسه شيئاً ، فيكذب صدقاً ، أو يصدق كذباً ، ويجب على المسلم أن يسأل أصحاب الدين وعلوم العقيدة من المسلمين عن ما يرد معرفته عن الأديان والكتب السماوية الأخرى ، وأن يأخذ أحكامه من القرآن الكريم فهو يشتمل على جميع أحكام الكتب السماوية السابقة له .