الفساد الجنسي هو شكل خاص من أشكال الاستعباد الذي يتضمن قيودًا على استقلالية الفرد وحرية التنقل والسلطة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالنشاط الجنسي للفرد، وبالتالي ، فإن الجريمة تشمل أيضًا الزواج القسري أو الاستعباد المنزلي أو أي عمل قسري آخر ينطوي في النهاية على نشاط جنسي قسري، وعلى عكس جريمة الاغتصاب ، التي تعتبر جريمة كاملة ، يشكل الفساد الجنسي جرائم مستمرة لدرجة أنها تسمى بالعبودية الجنسية، ويمكن لأشكال العبودية الجنسية ، أن تكون ممارسات تنطوي على معاملة النساء كمتاع ، و على هذا النحو ،تعتبر انتهاك للقاعدة القطعية للأمم المتحدة التي تحظر الرق.
يشمل الفساد الجنسي استخدام الرشوة الجنسية، وهي إغراء أو استخدام أي ممارسة أو نشاط جنسي، أو سلوك آخر مرتبط بالجنس، من أجل وعد برفع الأجر أو تقليل مدة العمل أو غيرها، ويمكن أن يكون هذا النوع من الرشاوى علنيًا أو سريًا، ويندرج تحت أنواع التحرش الجنسي.
الابتزاز الجنسي هو شكل من أشكال الفساد، حيث يتم طلب رشوة جنسية أو إجبار المرأة على تقديم خدمة جنسية مقابل تحقيق طلبها، وتعد هذه الرشوة شكلاً من أشكال العبودية في العصر الحديث.
على الرغم من أن الأمم المتحدة لا تقدم مؤشرا منفردا لترتيب الدول من حيث الفساد الجنسي، إلا أنه يعد أحد المؤشرات التي تقيس خطورة النساء في الدول، وتشمل معدلات القتل المتعمد للنساء، ومدى شعورهن بالأمان أثناء السير لوحدهن في الليل، وخوفهن من التعرض للقتل أو الاغتصاب، أو القيام بأنشطة جنسية بالقوة من قبل الشريك أو أشخاص آخرين.
ترتيب الدول في الفساد الجنسي
الهند
قام الباحثون في شركة الأمن السيبراني البريطانية سوفوس بتتبع مجموعة من الملايين من رسائل البريد الإلكتروني العشوائية التي تم إرسالها في الفترة بين سبتمبر 2019 وفبراير 2020، وتوصلوا إلى أن الهند تعد واحدة من أكبر 10 دول مصدر لرسائل الابتزاز الجنسي في العالم، وتعتبر الهند التاسعة في قائمة أخطر الدول على النساء في العالم، حيث تحتل المرتبة الخامسة في معدلات العنف الأسري، بنسبة 37.2٪. وفقا لمؤشر عدم المساواة بين الجنسين، تحتل الهند المرتبة الأولى في التهديدات التي تواجه النساء والتي قد تصل إلى حد القتل، حيث وافق حوالي 45٪ من النساء الهنديات اللواتي شملهن الاستطلاع على أن الزوج أو الشريك لديه مبررات لضرب زوجته أو شريكته في ظروف معينة أو الاعتداء عليها أو قتلها.
جنوب أفريقيا
وفقًا لمؤشرات عام 2020 تعد جنوب أفريقيا أخطر دولة بالنسبة للعنف الجنسي، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 40% من نساء جنوب أفريقيا تعرض للفساد الجنسي والذي يشمل الاغتصاب خلال حياتهن، وعندما تم عمل استطلاع رأي عما إذا كانت النساء تشعر بالأمان أثناء السير بمفردهن ليلًا قالت 25% فقطمن النساء نعم، وهي نسبة أقل من أي دولة أخرى في العالم، كما احتلت جنوب أفريقيا المرتبة الأولى بين أسوأ الول في جرائم القتل المتعمد للنساء، كما أن جنوب أفريقيا هي الدولة الوحيدة التي حصلت على علامة f في مؤشر الفساد الجنسي.
البرازيل
تصنف البرازيل على أنها ثاني أخطر دولة بالنسبة للنساء، فحسب الاستطلاعات أبلغت 28٪ فقط من النساء عن شعورهن بالأمان أثناء السير بمفردهن ليلاً ، وسجلت الدولة ثالث أعلى معدل للقتل العمد ضد النساء، كما احتلت البرازيل المرتبة السادسة في نسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف الجسدي أو الاستغلال الجنسي بنسبة 36.9٪.
روسيا
روسيا لديها ثاني أعلى معدل لجرائم القتل العمد ضد النساء ، مما يسهم بشكل كبير في احتلالها المركز الثالث في القائمة، كما تُصنف روسيا أيضًا كواحدة من الدول العشر الأولى التي لديها قوانين ولوائح تحد من قدرة المرأة على المشاركة في المجتمع والاقتصاد على قدم المساواة مع الرجل.
المكسيك
تتصدر المكسيك المرتبة الرابعة بشكل عام كأحد أخطر البلدان على النساء، كما تحتل المرتبة الرابعة في نسبة النساء اللاتي يشعرن بالأمان أثناء المشي في الليل وفي عدد النساء اللواتي يتعرضن للقتل العمد، حيث أفادت حوالي 33٪ فقط من النساء بأنهن يشعرن بالأمان أثناء المشي بمفردهن في الليل، كما تحتل المكسيك المرتبة الثالثة في العنف الجنسي ضد النساء اللاتي ليس لديهن شريك، ويعاني منه حوالي 16٪ من النساء.
إيران
إيران تحتل المرتبة الخامسة في قائمة الدول الأكثر خطورة على النساء بشكل عام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تصدرها المرتبة الأولى في مؤشر الفجوة بين الجنسين. يقيس هذا المؤشر الاختلافات بين الرجال والنساء في المشاركة الاقتصادية والتحصيل العلمي والصحة والتمكين السياسي. كان مؤشر إيران 0.583، مما يعني أنها تمتلك أكبر فجوة بين الجنسين. بالإضافة إلى ذلك، تحتل إيران المرتبة الثالثة أيضا في التمييز القانوني ضد المرأة.
جمهورية الدومينيكان
تحتل جمهورية الدومينيكان المرتبة الخامسة من حيث أقل نسبة للنساء اللاتي يشعرن بالأمان عند المشي بمفردهن في الليل، وتحتل المرتبة الخامسة عالمياً في معدل القتل العمدي ضد النساء، كما تحتل جمهورية الدومينيكان المرتبة السادسة عالمياً في عدم المساواة بين الجنسين، والتي تقيس الصحة وتمكين المرأة في سوق العمل.
تايلاند
تحتل تايلاند المرتبة العاشرة بين الدول من حيث الخطورة على النساء، كما أنها تحتل المرتبة الثانية من حيث عنف الشريك الحميم ، والذي أبلغ عنه حوالي 44٪ من النساء، بالإضافة إلى ذلك ، وافقت حوالي 61٪ من النساء على أن العنف ضد المرأة مبرر في ظل ظروف معينة ، وهي أعلى نسبة بين 50 دولة شملتها الدراسة.
يعتبر لبنان من بين الدول العربية التي تشهد أعلى معدلات الفساد بشكل عام والابتزاز الجنسي بشكل خاص؛ حيث تحتل المرتبة الأولى، ويبلغ معدل طلب الرشوة الجنسية في لبنان حوالي 23%.
الدول الاكثر فسادًا أخلاقيًا
يوجد تعاريف مختلفة للاغتصاب في الدول ومعايير مختلفة لتسجيل والإبلاغ عن حالات الاغتصاب سواء كانت بالإكراه أو الابتزاز، ويختلف معدل الاغتصاب بين الدول الصناعية وغيرها، وبعض الدول لا تسهل إجراءات التوثيق والإبلاغ عن هذه الحالات.
كما أن كثير من الأشخاص في كثير من الدول يرفضون بشكل قاطع الإبلاغ عن تعرضهم لأي شكل من الفساد الجنسي خوفًا من المجتمع أو لأنهم يفضلون الثأثر بشكل شخصي أو أنهم عند إبلاغ الجهات المعنية لا يعطون بيانات صحيحة، وتشير احصاءات الأمم المتحدة أن حالات الفساد الجنسي يكون معظم ضحاياها من النساء وأن حوالي 14% من كل 100 امرأة قد تعرضن خلال حياتهن لمحاولات ابتزاز من هذا النوع.
تختلف هذه النسبة بالتأكيد من دولة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال في استطلاع حديث لتلميذات المدارس في لوساكا بزامبيا، أفاد 53٪ منهن بأنه تم التحرش الجنسي بالفتيات في مدرستهن، ويستبعد هذا الاستطلاع التحرش أو الابتزاز بين الأفراد من نفس الجنس.
تأتي النساء في المراتب الأولى من حيث تعرضهن لأشكال مختلفة من الفساد الجنسي
- أستراليا
- أفغانستان
- الجزائر
- بنجلاديش
- بلجيكا
وهذه الأرقام والإحصاءات قد تكون مفاجئة لكنها مضللة إلى حد ما لأن تعريف الابتزاز والإعلان عن تلك الحالات يختلف من دولة لأخرى، لذلك نجد دولة مثل استراليا بها نسب مرتفعة ويمكن اعتبارها من أكثر دول العالم فسادا أخلاقيا، لأنها لا تميز بين الجنسين في تعريف حالات التحرش أو الاغتصاب.