من منا لا يسعى لتحقيق السعادة؟ فالسعادة هي الهدف الأساسي لكل إنسان يعيش على هذا الكوكب. ولقد أدركت الأمم المتحدة ذلك، ولذلك وضعت معايير عالمية لقياس سعادة ورفاهية شعوب العالم وفقا لتلك المعايير. ومع ذلك، قد لا تكون تلك النتائج دقيقة جدا، بسبب أن المعايير التي تستخدمها الأمم المتحدة للتصنيف تعتمد على إجابات عينة عشوائية من مواطنين كل دولة على مجموعة محددة وثابتة من الأسئلة. ويتم مقارنة النتائج. تقوم شركة جالوب العالمية المتخصصة في استطلاعات الرأي بإجراء هذا الاستطلاع، وبالطبع، هناك نسبة انحراف في نتائج مثل تلك الاستطلاعات مهما كانت دقتها، ويجب أن نأخذ هذه النسبة في الاعتبار .
ومؤشر السعادة العالمي يختلف عن مؤشر الكوكب السعيد (HPI) حيث يقيس مستوى سعادة الإنسان نتيجة الأثر البيئي الذي تقدمه مؤسسة الاقتصاد الجديد في عام 2006. وقيمة مؤشر الكوكب السعيد لكل بلد تظهر متوسط الرضا الذاتي عن الحياة ومتوسط العمر المتوقع عند الولادة وتأثيره على البيئة ونصيب الفرد من الأثر البيئي الذي يتركه وأهمية هذا المؤشر هي أنه يأخذ في الاعتبار مفهوم التنمية المستدامة وتأثيره على البيئة عند قياس الناتج المحلي الإجمالي في كل بلد ونصيب الفرد منه.
مؤشر السعادة العالمي
تتم تصنيف الدول سنويا وفقا لمؤشر السعادة، ويتراوح عدد الدول المصنفة بين 149 و160 دولة، ويصدر هذا التصنيف من قبل شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، ويتضمن مجموعة من التقارير والمقالات حول السعادة الوطنية استنادا إلى تقييمات أشخاص تم استطلاع آراؤهم بشأن حياتهم الشخصية. اعتمدت الأمم المتحدة مؤشر السعادة كمؤشر تنموي رئيسي للدول بدلا من الناتج المحلي الإجمالي اعتبارا من عام 2012 تقريبا. صدر التقرير الأول للسعادة في 1 أبريل 2012، وقد وصف هذا التقرير حالة السعادة في العالم وأسباب السعادة والبؤس والعوامل السياسية المرتبطة بالحالات المدروسة. ابتداء من عام 2015، يصدر تقرير السعادة بشكل سنوي في العشرين من مارس، وهو اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة كيوم عالمي للسعادة. يعتمد تقرير الأمم المتحدة بشكل أساسي على استطلاعات رأي منظمة غالوب العالمية،
يقوم استطلاع غلوب العالمي بتتبع أهم القضايا في جميع أنحاء العالم، مثل سهولة الوصول إلى الطعام والتوظيف والرفاهية وغيرها. بدأ هذا الاستطلاع في عام 2005م ويتضمن أكثر من 100 سؤال. يقوم غلوب بتوجيه نفس الأسئلة للعينات المشاركة في الاستطلاع من باكستان إلى أستراليا وبنفس الطريقة، لكي يكون بإمكانه مقارنة النتائج من عام إلى آخر.
تستند تصنيفات السعادة الوطنية على مسح سلم كانتريل، يطلب من العينات الممثلة على المستوى الوطني من المستجيبين التفكير في سلم(درج) ، حيث تكون أفضل حياة ممكنة لهم هي 10 ، وأسوأ حياة ممكنة هي 0، ثم يُطلب منهم تقييم حياتهم الحالية على هذا المقياس من 0 إلى 10، ويربط التقرير نتائج تقييم الحياة بعوامل الحياة المختلفة.
مؤشر السعادة العالمي 2021
للعام الرابع على التوالي تأتي فنلندا في مقدمة الدول الأكثر سعادة في العالم تليها الدنمارك، وعلى مستوى الدول العربية تأتي المملكة العربية لسعودية على رأس قائمة الدول العربية في مؤشر السعادة، وفي تقرير عام 2020 كانت فنلندا هي الدولة الأسعد في العالم ، تلاها الدنمارك وسويسرا وأيسلندا والنرويج، وهذا وفقًا لنتائج استطلاع جالوب العالمي ، الذي يعتمد بالكامل على نتائج الاستطلاع والإجابات على سؤال تقييم الحياة الرئيسي المطروح في الاستطلاع.
الدول الأكثر سعادة في العالم
يتضمن الجدول التالي الدول العشرة الأولى في تصنيف الأمم المتحدة للسعادة العالمية، وتقع هذه الدول تقريبًا في منطقة جغرافية واحدة في قارة أوروبا، وبالتحديد في الدول الاسكندنافية
الترتيب في مؤشر السعادة | اسم الدولة | التغيّر في معدل السعادة بالمقارنة مع العام الماضي |
1 | فنلندا | |
2 | دنمارك | تم تحقيق انخفاض بنسبة -0.34٪ مقارنة بالعام الماضي. |
3 | سويسرا | حققت تقدم 0.15% عن العام الماضي |
4 | ايسلاندا | حققت تقدما بنسبة 0.67% عن العام الماضي |
5 | هولندا | حققت تقدمًا بنسبة 0.20% مقارنة بالعام الماضي |
6 | النرويج | حققت تراجع مقدار-1.28% عن العام الماضي |
7 | السويد | حققت تقدما بنسبة 0.14% عن العام السابق |
8 | لوكسمبورغ | حققت تقدمًا بنسبة 1.19٪ عن العام الماضي |
9 | نيوزيلاندا | تراجعت بنسبة -0.32% مقارنة بالعام الماضي |
10 | استراليا | سجلت انخفاضًا بنسبة -0.36% عن العام الماضي |
ترتيب الدول العربية في مؤشر السعادة العالمي
احتلت المملكة العربية المرتبة الأولى في دول الشرق الأوسط في استطلاع جالوب العالمية، والمرتبة السادسة والعشرين عالميا في تقرير العام الماضي. تليها دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عربيا والسابعة والثلاثين عالميا. وتصنف كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضمن الدول العشر الأولى في استطلاع جالوب للدول الأكثر أمانا. كما تحتل الدولتان مرتبة متقدمة في مؤشر غالوب للقانون والنظام. وتشمل الترتيبات العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الأعلى سعادة في الدول العربية
- المملكة العربية السعودية
- الإمارات
- البحرين
- المغرب
- العراق
- تونس
- مصر
- الأردن
معايير مؤشر السعادة
الجدير بالذكر أن تقرير مؤشر السعادة يقيس ستة معايير رئيسية هي:
تشمل المتغيرات الرئيسية الستة التي استخدمها الباحثون في هذا التقرير حول السعادة العالمية ما يلي:
- الحصة الفردية من الناتج المحلي الإجمالي
- متوسط العمر المتوقع للفرد والصحة
- الدعم الاجتماعي للمواطن في حكومة الدولة
- حرية الاختيار واتخاذ قرارات الحياة في الدولة
- مستوى السخاء (هل يتبرع الأفراد بالمال للجمعيات الخيرية في الشهر السابق للتقرير).
- تصورات الفساد في البلد.
بعد تجميع نتائج الاستطلاع تتم مقارنة كل دولة أيضًا بأمة افتراضية تسمى ديستوبيا، يمثل ديستوبيا أدنى المتوسطات الوطنية لكل متغير رئيسي ، إلى جانب الخطأ المتبقي ، ويتم استخدامه كمعيار انحدار، وتستخدم المعايير الستة لشرح المدى التقديري الذي يساهم به كل من هذه العوامل في زيادة الرضا عن الحياة عند مقارنتها بالدولة الافتراضية ديستوبيا ، لكنها نفسها ليس لها تأثير على النتيجة الإجمالية التي يحصل عليها كل بلد.
على الرغم من أن متوسط دخل الفرد ومتوسط العمر المتوقع له يلعبان دورًا كبيرًا في تحديد مستويات السعادة في الدول، إلا أن إجابات استطلاع غلوب العالمي تلعب الدور الأكبر في ترتيب الدول في تقرير الأمم المتحدة عن السعادة.
يعني مفهوم الدعم الاجتماعي وجود أشخاص قريبين من المواطن مثل الأقارب أو الأصدقاء الذين يمكن الاعتماد عليهم عند الوقوع في مشكلة، بينما يعني مفهوم الفساد مدى اعتقاد المواطن بأن الفساد منتشر سواء في الحكومة أو داخل الشركات.
وتركز تقرير هذا العام على تأثير COVID-19 على السعادة، وكيفية اختلاف الدول في نجاحها في تقليل الوفيات والحفاظ على مجتمعات مرتبطة وصحية على الرغم من الأزمة. تم تغطية آثار الوباء على السعادة والصحة العقلية والروابط الاجتماعية ومكان العمل في الفصول 2 و 5 و 6 و 7 من التقرير الصادر عن الأمم المتحدة هذا العام. تم أيضا تغطية استراتيجيات التعامل مع الوباء في الفصول 2 و 3 و 4 و 8. لقد كانت الدول التي حققت أداءا أفضل في تقليل الوفيات المباشرة الناجمة عن الوباء قادرة أيضا على تحقيق أداءا أفضل في جوانب أخرى، بما في ذلك الدخل والعمالة والصحة العقلية والبدنية لبقية السكان.