ترتيب الانبياء الزمني
غالبية الناس غير عارفين الفرق بين الرسل والأنبياء، ولا يعرفون الترتيب الزمني لهؤلاء الأنبياء وفقًا لما ذُكر في القرآن الكريم.
الفرق بين الأنبياء والرسل
يشير معنى كلمة النبي أو اللفظة داخل اللغة العربية إلى الإنسان الذي يتم اختياره من قبل الله ويصطفى من خلال خلقه، وذلك حتى يوحي إليه الله بالدين أو الشريعة، سواء كان مكلفًا بالإبلاغ أم لا
وفقًا للمفهوم الإسلامي، يشير مصطلح `الرسول` إلى الشخص الذي يتلقى رسالة من الله سبحانه وتعالى ويقوم بنشرها، بينما يمكن استخدام مصطلح `الأنبياء` و `الرسل` بشكل متبادل، والفرق بينهما يكمن في أن الرسول هو الشخص الذي توحى الله إليه بالرسالة ويقوم بتبليغها إلى الناس، وهذا يكون أكثر وضوحًا في حالة عدم معرفة الناس بالرسالة المرسلة.
النبي هو الشخص الذي أوحى الله إليه بشرع سابق ليذكر قومه بكافة أنواع الشرع ويجدده، لذلك يمكننا القول بأن كل رسول يمكن أن يكون نبيًا، ولكن العكس غير صحيح.
من الجدير بالذكر أن الإيمان بجميع الأنبياء والرسل يتطلب الإيمان القاطع والثابت بأن الله -سبحانه وتعالى- قد بعث رسلا في كل أمة ليدعوهم إلى توحيد عبادة الله وتجنب الشرك. ومع ذلك، تحقق بالفعل مهمتهم بنجاح في نقل رسالة الله إلى الناس. وقد أعلمنا الله -سبحانه وتعالى- أسماء بعض هؤلاء الرسل.
ترتيب الأنبياء والرسل في القرآن الكريم
- أولاً: لم يذكر الله تعالى جميع الرسل ولكنه ذكر بعضهم فقط.
- كما قد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز: ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر (78).
- يبلغ عدد الرسل الذين ذكرهم القرآن الكريم حوالي 25 نبيًا ورسولًا.
كما قد ذكر الله سبحانه وتعالى: ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ، وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) سورة الأنعام الايات من (83 – 86).
- في الآيات السابقة، وجدنا ما يقرب من ثمانية عشر نبيًا، حيث تم ذكرهم بتسلسل وسياق واحد .
- ذُكِر آدم وهود وصالح وشعيب وإدريس وذو الكفل في عدد من الأماكن المختلفة في القرآن، ولكن خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، هو من بعدهم وخاتمهم الكريم.
- وذكر اسم الخضر صح في السنة، على خلاف قوي بين أهل العلم
- وذكر أمامنا أيضا : يعتبر يوشع بن نون هو الشخصية التي خلفت موسى عليه السلام على قومه وفتح القدس وبيت المقدس .
الترتيب الزمني للأنبياء والرسل في الحديث الشريف
- بخصوص شجرة الأنبياء، أبلغنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأسماء الأنبياء والرسل المتعددين، وذلك وفقا لما ذكر في مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه، حيث سئل الرسول عن عدد المرسلين، فأجاب بأنهم ثلاثمائة وبضعة عشر، وهم جما غفيرا
- وفي أحد الروايات أبي أمامة قال أبو ذر : سألتك يا رسول الله: كم عدد الأنبياء؟ فقال: مائة وأربعة وعشرون ألفا، وعدد الرسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر، جميعهم جمعا كثيرا”، وقد صحح الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث في كتابه “مشكاة المصابيح
- وقال تعالى : يشير الآيات في القرآن الكريم إلى أن الله اختار آدم ونوحًا وهودًا لإرسال رسالاته، وكذلك اختار صالحًا ليكون نبيًا لثمود.
وقال تعالى : ( وإلى مدين أخاهم شعيبا) [هود 84]
وقال: ذكر الله في القرآن الكريم بأسماء الأنبياء إسماعيل وإدريس وذا الكفل - ومن هؤلاء الخمسة والعشرين أربعة من العرب وهم: يُشار إلى هود وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليهم أجمعين
- ففي صحيح ابن حبان عن أبي ذر مرفوعا : من بينهم أربعة من العرب: هود وصالح وشعيب، وأيضا نبيك يا أبا ذر
- ذكرت السنة المطهرة أسماء أنبياء لم يذكرهم القرآن الكريم، ومن بينهم شيث، وقد ذكره النبي في حديث نقله ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه، وهو حديث مرفوع يقول: `أُنَزِّلَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ صَحِيفَةً`.
- ويوشع بن نون : ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : “غزا نبي من الأنبياء … فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها علي شيئا ” والذي دل على أن هذا النبي هو يوشع بن نون فتى موسى، قوله صلى الله عليه وسلم : ” إن الشمس لم تحبس إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس ” رواه أحمد.
قائمة ترتيب الانبياء زمنيا
- آدم عليه السلام.
- شيث بن آدم عليه السلام.
- إدريس عليه السلام.
- نوح عليه السلام.
- هود عليه السلام.
- صالح عليه السلام.
- إبراهيم الخليل عليه السلام.
- لوط عليه السلام.
- شعيب عليه السلام.
- إسماعيل عليه السلام.
- إسحاق عليه السلام.
- يعقوب عليه السلام.
- يوسف عليه السلام.
- أيوب عليه السلام.
- ذو الكفل عليه السلام.
- يونس عليه السلام.
- موسى وهارون عليهما السلام.
- يعتقد بعض العلماء أن الخضر عليه السلام كان نبيًا.
- يوشع بن نون عليه السلام.
- إلياس عليه السلام.
- اليسع عليه السلام.
- النبي الذي بعث لبني إسرائيل وأعلن لهم بأن الله قد بعث طالوت ملكًا، ولم يتم ذكر اسم هذا النبي في القرآن ولا في السنة.
- داود عليه السلام.
- سليمان عليه السلام.
- زكريا عليه السلام.
- يحيى عليه السلام.
- عيسى بن مريم عليه السلام.
- يتضمن خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم.
الأنبياء المختلف عليهم في القرآن الكريم بالترتيب
تباينت آراء الباحثين حول تفسير ثلاثة من الأنبياء التي تم تناولها في الآية الكريمة، وما إذا كانوا أنبياءً أم لا
ومن بين تلك الأسماء، نجد ذو القرنين، وتبع، والخضر. ولذلك، نجد طائفة من أهل العلم متخصصة في إثبات أن ذو القرنين وتبع هما نبيان من الأنبياء. ومن الأفضل التركيز على إثبات نبوة كلاهما، وذلك لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: `ما أدري أتبع أنبيا كان أم لا؟ وما أدري أذا القرنين أنبيا كان أم لا؟` وقد أخرجه الحاكم بسند صحي
ذو القرنين
لقد ذكر الله خبر عن ذي القرنين والذي ذكر في الايات الاخيرة من سورة الكهف، ومما أخبر الله به عنه أنه خاطبه قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً [الكهف: 86].
تبع
كما ورد ذكر النبي تبع في القرآن الكريم، وذلك في قوله، حيث قال تعالى: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبّعٍ وَالّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [ الدخان: 37 ]، وقال: كَذّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرّسّ وَثَمُودُ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأيْكَةِ وَقَوْمُ تّبّعٍ كُلّ كَذّبَ الرّسُلَ فَحَقّ وَعِيدِ [ ق: 12-14 ]، فهل كان نبيّاً مرسلاً إلى قومه فكذبوه فأهلكهم الله؟ الله أعلم بذلك.
الخضر
يُعتبر الخضر عبدًا صالحًا، حيث رحل سيدنا موسى إليه لطلب المزيد من العلم والخبرة، وتم ذكر ذلك في سورة الكهف
- أولهم عند قوله تعالى: فَوَجَدَا عَبْداً مّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً [الكهف: 65]، والأظهر أنّ هذه الرحمة هي رحمة النبوة، وهذا العلم هو ما يوحى إليه به من قبل الله.
- الثاني: قول موسى له: هَلْ أَتّبِعُكَ عَلَىَ أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمْتَ رُشْداً قَالَ إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىَ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قَالَ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً قَالَ فَإِنِ اتّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتّىَ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً [الكهف: 66-70].
- ومن المرجح فإن الخضر نبي لقوله تعالى : في نهاية قصته، قال الله: `وما فعلته عن أمري`، أي أن الله قد أوحى إليه عن طريقه أو في نفسه .