تربية الاطفال عمر سنة
تربية الأطفال من المهام الصعبة التي تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة من الوالدين. لم يعد الأمر بسيطا كما كان في الماضي، حيث تتطلب التعقيدات وسرعة الحياة اليومية نمطا مختلفا من التربية. ومن الأمور التي يجهلها الكثيرون من الآباء اليوم هو تغير نمط التربية المطلوب في كل مرحلة عمرية للطفل من أجل نموه الصحي الجسدي والنفسي بشكل سليم.
تربية الاطفال عمر سنة
عندما يتم الطفل عامه الأول تتغير احتياجاته وتتطور مهاراته كثيراً، ويبدأ في استيعاب الكثير من الأمور التي تحدث من حوله كما يبدأ في التمييز بين الكثير من الأشخاص المحيطين به وتتطور مهاراته كثيراً، وانطلاقاً من عامه الأول على الوالدين الانتباه لضرورة اتباع بعض الأساليب المختلفة مع الطفل لينشأ بشكل صحيح على مختلف الأصعدة، ومن الأمور التي يجب العناية بها في تربية الطفل عند إتمامه عامه الأول:
المهارات الحركية
يجب أن يتمتع الطفل الذي يبلغ من العمر عاما واحدا ببعض المهارات الحركية، بما في ذلك القدرة على الوقوف بمفرده بدون مساعدة من الآخرين، وبعض الأطفال يتمكنون حتى من البدء في خطواتهم الأولى استعدادا لتعلم المشي بمفردهم.
خلال هذه المرحلة العمرية، يمكن للطفل القيام ببعض الأمور البسيطة بمفرده مثل تناول الطعام بيديه والمساعدة في خلع ملابسه وتحويل صفحات الكتب، كما يبدأ في تعلم بعض المهارات اليومية مثل استخدام فرشاة الشعر والملعقة لتناول الطعام واستخدام الهاتف للتحدث به.
النوم
خلال هذه المرحلة العمرية، يجب أن يحصل الطفل على قدر كاف من النوم خلال الليل أكثر من فترة النهار، بالطبع لا يزال الطفل بحاجة إلى قيلولة خلال فترة الظهيرة، ولكن قيلولة الصباح في هذا العمر يجب أن تكون من الماضي.
الطعام
بعد أن يكمل الطفل عامه الأول، يمكن للأم استخدام حليب البقر أو الحليب الصناعي بدلا من حليب الأم، ويفضل البدء في استخدام الحليب كامل الدسم حتى يحصل الطفل على المستويات المناسبة من الدهون التي يحتاجها الدماغ للنمو والتطور بشكل صحي، ولا ينصح باستخدام حليب خال من الدسم إلا إذا كان ذلك بناء على نصيحة طبية.
يمكن أيضاً، في هذا العمر، بدء إدخال بعض الأطعمة البسيطة بجانب الحليب للطفل. ومع ذلك، يجب توخي الحذر عند إطعامه أي أطعمة صلبة قد تتسبب في الاختناق، ويجب استشارة الطبيب لمعرفة الأطعمة التي يمكن إدخالها، حيث يوجد بعض الأطعمة التي يجب تجنبها خلال هذه المرحلة عند الأطفال.
التواصل
تشهد مهارات التواصل لدى الطفل تطورا كبيرا خلال هذه المرحلة العمرية، حيث يبدأ في نطق بعض الكلمات البسيطة والسهلة مثل `ماما`، `بابا`، `لا`، وغيرها من الكلمات الأخرى. يجب ملاحظة أن الطفل يتعلم اللغة من والديه خلال هذه المرحلة، لذا يجب توجيهه باستخدام الكلمات بمعناها الحرفي بدلا من استخدام مصطلحات أخرى، فعندما ينطق `بابا`، يعني بالفعل والده ولا شيء آخر.
بالإضافة إلى ذلك، سيصبح الطفل أكثر اجتماعية وسيبدأ في تطوير علاقاته مع الآخرين، وسيتمكن من فهم ما يقوله له الآخرون. كما سيبدأ في استخدام مهاراته اللغوية لجذب الانتباه إليه.
سيبدأ الطفل في هذه المرحلة بإظهار انفعالاته ونوبات غضب، لذا يجب على الوالدين الرد عليه بحزم بكلمة `لا` ليعرف أن هذه السلوكيات غير مقبولة، ومن الأهمية أيضًا مكافأته في بعض الأحيان على السلوكيات الجيدة.
الطفل خلال هذه المرحلة أيضاً سيبدأ في تفضيل بعض الأشخاص على غيرهم، وقد يصبح خجول أو قلق من التواجد مع الغرباء بعض الشيء، لكن هذه المشاعر مؤقتة وستزول مع الوقت، وما يتوجب على الوالدين القيام به عند الاضطرار لتركه بعيداً عنهم هو المغادرة بسرعة وطمأنته بأنهم سيعودون بسرعة.
تعديل سلوك الأطفال عمر السنة
حينما يبدأ الطفل في استكشاف العالم الخارجي المحيط به سيبدأ في فعل الكثير من الأشياء بطريقة خاطئة، والبدء بتعديل سلوك الطفل يبدأ من هذه المرحلة بالتحديد وليس لاحقاً فهذه هي الفرصة الملائمة للسيطرة على سلوكياته وتعديلها قبل فوات الأوان، وهناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للقيام بهذا الأمر:
تجاهل بعض السلوكيات
ينبغي تجاهل بعض السلوكيات التي تعد طبيعية في هذه المرحلة العمرية ولا تشكل خطرًا سواء على الطفل نفسه أو على الوالدين، خاصةً إذا كانت تلك السلوكيات غير مؤذية أو خطرة.
بعض السلوكيات التي يقوم بها الأطفال ليست سيئة بالفعل، ولكنها مزعجة بالنسبة للبالغين فقط، مثل صراخ الطفل، أو أنينه، أو بكاؤه، وهذه السلوكيات طبيعية، ويجب التعامل معها بعدم التعنيف والهدوء، وبدلاً من ذلك يجب منح الطفل مزيدًا من الاهتمام ومكافأته عند القيام بسلوك جيد.
إعطاء الطفل مهلة
عندما يتعرض الطفل لبيئة جديدة تماما أو يخوض تجربة جديدة، فإنه سيتبع بالطبع بعض السلوكيات التي قد لا يرضيها أي من الوالدين. وفي هذا الصدد، ينصح خبراء التربية بمنح الطفل فترة زمنية تعادل دقيقة واحدة لكل عام من عمره، وبعد ذلك يقوم الوالدين بالتدخل وتقديم الرعاية الكاملة والتفاعل الإيجابي معه وإظهار الكثير من الحنان.
وضع عواقب
يمكن أن يؤدي عدم وجود عواقب لسلوكيات الطفل السيئة إلى استمراره في هذا السلوك، لذا من المهم في هذه المرحلة العمرية البدء في تحديد بعض العواقب البسيطة التي يمكن أن يتعرض لها الطفل إذا قام بسلوك غير مقبول، وهذه الاستراتيجية هي واحدة من أكثر الاستراتيجيات نجاحا في تعديل سلوك الأطفال.
من الممكن على سبيل المثال أن يقوم الطفل برمي لعبته أثناء اللعب بها، فيمكن للأم أو الأب أن يأخذوا اللعبة ويحتفظوا بها بعيدًا، وينبهوا الطفل بأنه بإمكانه اللعب بها مرة أخرى إذا لم يرمها فقط، وبذلك سيتعلم الطفل أن كل فعل له عواقب وهذا سيدفعه لاتخاذ قرارات تصب في مصلحته.
من المهم التنبيه على عدم استخدام العنف أو الضرب مع الأطفال، ويجب أن تكون العواقب بسيطة، ففي النهاية هذا طفل لم يتجاوز عامًا واحدًا من عمره.
الالتزام بالقواعد
على الرغم من الطريقة التي يتم اتباعها مع الطفل، فإن الانضباط والالتزام بالقواعد يجب أن يكون من المبادئ الأساسية التي لا يمكن التخلي عنها تحت أي ظرف. حتى إذا كان هناك شخص يعتني بالطفل بدلاً منك، فيجب عليه أن يتبع نفس المنهج الذي تتبعه مع الطفل.
سيساعد هذا الأمر الطفل على تحسين انضباطه، حيث سيدرك أن القواعد ستطبق في جميع الأوقات والظروف، وعليه اتباعهذه القواعد والالتزام بها بغض النظر عن وجود الوالدين أو عدم وجودهما.
إلهاء الطفل
يعتبر التحويل نحو الأشياء الأخرى والإلهاء من الحلول الفعالة التي تساهم في تعديل السلوك خلال هذه المرحلة العمرية، وببساطة يمكن للوالدين إعادة توجيه سلوك الطفل بعيدًا عن السلوك الخاطئ الذي يرتكبه.
وهذه الطريقة تسمح للأبوين بإعادة توجيه سلوك الطفل بعيداً عما يضهر ومنحه خيار آخر يمكنه اللجوء إليه، فعلى سبيل المثال يمكن أن يقول أحد الوالدين للطفل” لا، غير مسموح بالقفز من فوق الأريكة لكن يمكنك القفز على الأرض”، وبذلك سيتمكنوا من تنبيه الطفل لما هو مقبل وما هو غير مقبول من سلوكيات.