تحليل لوحة انطباع شروق الشمس للفنان كلود مونيه

لوحة انطباع شروق الشمس

لوحة شروق الشمس (Impression, Sunrise) للفنان الفرنسي كلود مونيه (Claude Monet)، جلبت تغييرا جذريا في حياته وأضفت له شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم كأول فنان انطباعي ورائد لأحدث مدرسة فنية في ذلك الوقت التي هي المدرسة الانطباعية، ولكن لم يستمتع كلود بشهرته هذه خلال حياته، حيث توفي فقيرا ومكتئبا، وجاءت شهرته بعد وفاته، كما أن تحليل لوحة شروق الشمس للفنان كلود مونيه أصبح حديث العالم في باريس وحول العالم، حيث كان أول من رسم بهذه الطريقة المبتكرة التي تشعر المشاهد وكأنه يشاهد مشهدا حيا وليس مجرد صورة

ولد كلود مونيه في عام 1840، وتم عرض لوحة شروق الشمس للعالم في عام 1872. اشتقت المدرسة الانطباعية اسمها من هذه اللوحة، وتعتبر المدرسة الانطباعية أول حركة فنية ثورية تعبر عن الفكر المجرد. لعب الفكر المجرد دورا محوريا في تاريخ الفن وأثر بشكل واضح على الأساليب الفنية اللاحقة. عرضت لوحة شروق الشمس لأول مرة في معرض باريس عام 1874، وأصبح المعرض معروفا باسم معرض الانطباعيين. تم عرض أكثر من 200 عمل لـ 30 فنانا، بما في ذلك إدغار ديغا وكاميل بيسارو وبيير أوغست رينوار وألفريد سيسلي، ومع ذلك، حققت لوحة شروق الشمس لكلود مونيه أكبر شهرة في ذلك الوقت، وتمت ملاحظتها بواسطة النقاد.

تحليل لوحة انطباع شروق الشمس

حملت لوحة انطباع شروق الشمس صورة لمدينة لوهافر في شمال غرب فرنسا، بعد زيارة كلود لها وخاصة مينائها الذي لفت انتباه مونيه بشكل ملحوظ، وأنشأ سلسلة من الأعمال الفنية التي تصور ميناء مدينة لوهافر، وتتكون هذه السلسلة من ست لوحات تصور الفجر والنهار والغسق والظلام ومن وجهات نظر مختلفة، بعضها من الماء نفسه والبعض الآخر من غرفة فندق تطل على الميناء

تصور اللوحة ميناء لوهافر، حيث تظهر زورقين صغيرين في الجزء الأمامي من الميناء، والشمس المشرقة بلونها الأحمر هي النقطة المحورية في اللوحة. وفي الخلفية، تظهر سفن كبيرة ذات صواري طويلة، وتظهر بعض الأشكال الموجودة في الضباب مثل مداخن القوارب والسفن البخارية والصواري وبعض المداخن الأخرى المظللة في السماء. وتم رسم هذه اللوحة بعد هزيمة فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية عام 1871

يركز الفنان كلود مونيه في لوحته على الضوء المنعكس من الشمس المكسور والمتموج، ويأخذ في الاعتبار اللون والضوء، بهدف التقاط صورة رائعة للصباح، يظهر فيها تفاصيل زاهية الألوان ومزيج من اللونين الأزرق والبرتقالي بشكل مناسب، وتتميز اللوحة بالبساطة رغم كثرة تفاصيلها، وقد رسمت هذه اللوحة في جلسة واحدة، من نافذة غرفة فندق مونيه في لوهافر، حيث كانت تطل على المياه، والغرض منها هو الابتعاد عن رسم المناظر الطبيعية التقليدية والجمال الكلاسيكي المثالي

ظهرت لوحة انطباع شروق الشمس بتفاصيل بسيطة غير دقيقة، لكنها بدت عميقة بالرغم من ذلك، إذ اعتمد الفنان كلود بعض الألوان وطبقات الرمادي المختلفة، لكن الشمس كانت العنصر الأقوى والنجم البارز في اللوحة التي تعتمد على تعارض العناصر التكميلية وشبه التكميلية، حيث وضع بعض الألوان مع بعضها لتظهر كمزيج بصري، مما جعلها لوحة ذات تكوين فعال. وبسبب هذه اللوحة الفنية أصبح كلود مونيه رائدا للحركة الانطباعية.

نبذة عن الفنان كلود مونيه

ولد الفنان الفرنسي أوسكار كلود مونيه في الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1840 في باريس، وكان هو المؤسس والرائد للأسلوب الانطباعي، وبخاصة بعد لوحته الشهيرة “انطباع شروق الشمس”. ولكنه لم يقتصر على هذه اللوحة، بل قام بتطوير مهاراته في سلسلة من اللوحات التي تشترك في فكرة المدرسة الانطباعية للفن. وبعد وفاته في النصف الثاني من القرن العشرين، ارتفعت شعبية كلود مونيه بفضل عرض لوحاته في معارض عالمية، والتي تجاوزت توقعات الجمهور وحطمت الأرقام القياسية. وعرضت بعض لوحاته في مجموعات في هذه المعارض

منذ عمر الخامسة، قضى مونيه طفولته على شاطئ مدينة نورماندي، وهذا ساعد في تغيير رؤيته للمناظر الطبيعية الساحلية المذهلة المحيطة به. بدأ مونيه مسيرته الفنية كفنان عندما كان في الخامسة عشر من عمره، حيث رسم رسومات كاريكاتورية وبيعها بنجاح. ثم بدأ في رسم السفن الشراعية. في البداية كان فتى هاويا، ولكن عمته لاحظت موهبته واقترحت عليه تعلم الرسم. تعلم مونيه الرسم من فنان محلي، ولكنه بدأ يهتم بالرسم بشكل أكبر بعدما التقى بودين، صديقة دلته على رسم المناظر الطبيعية في الهواء الطلق، وكان هذا النوع من الرسم غير شائع في ذلك الوقت

بدأ مسيرته في تعلم فن الرسم، ولكن توقفت بسبب استدعاءه للخدمة العسكرية. سافر للخدمة مع الجيش الفرنسي في الجزائر في عام 1861، ولكنه عاد في عام 1862 بعد إصابته بمرض التيفوئيد، وتم تسريحه من الخدمة. عاد إلى عائلته وبدأ مسيرته الفنية مع أصدقائه منذ ذلك الحين.  

أسماء لوحات كلود مونيه

للفنان كلود مونيه العديد من اللوحات الابتكارية، ومن بين أشهر لوحاته نذكر

• لوحة فنية بعنوان (Femmes au jardin) تم نشرها في عام 1867.
• هذه اللوحة تحمل اسم “le Déjeuner” وعرضت في متحف أورسي بمدينة باريس عام 1873.
• لوحة (la Grenouillère) للمستنقع الضفادع التي عرضت في متحف ميتروبوليتن بمدينة نيويورك عام 1869
• مجموعة من الصور حول “محطة سان لازار” (Gare Saint-Lazare)
• لوحة مناظر طبيعية لأرجونتوي وفيتوي (paysages d’Argenteuil et de Vétheuil)
• لوحة فنية تصور شروق الشمس والتي تم عرضها عام 1874.
• لوحة انطباعية لغروب الشمس في البندقية التي صدرت عام 1908.
• لوحة صباح البحر.
• في صورة لوحة مبنى البرلمان في لندن، تظهر الشمس المشرقة وسط الضباب.
• لوحة فتيات في القارب الأزرق.
• لوحة قارب الاستوديو.
• تصور لوحة الضفدع التي رسمها الفنان كلود مونيه عام 1869.
• لوحة قصر دوجي.
• لوحة زنابق الماء. 
• لوحة القوارب الحمراء في Argenteuil.
• لوحة السيدة ذات المظلة على الممشى، وتعرف هذه اللوحة أيضا بـ `كاميلا مونيه مع ابنها جان`، وتم عرضها في عام 1875، وهي واحدة من أشهر لوحات كلود مونيه في بداياته
• لوحة القوارب الشراعية على نهر السين
• لوحة الزهور على ضفاف نهر السين.
• لوحة جسر واترلو، تأثير الضباب، التي عرضت في عام 1905 لتجسيد مظهر الضباب الذي يغطي جسر نهر التايمز.
• تصور لوحة فتاتين يتم رسمهما وهما تطفوان في قارب على نهر Ept في مدينة نورماندي الفرنسية.