تحلل الأوعية الدموية قد يسبب الزهايمر
هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر، ومنها تحلل الأوعية الدموية، وقد توصل علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا الجنوبية إلى العلاقة بين تحلل الأوعية الدموية والإصابة بالزهايمر .
دراسة توضح العلاقة بين تحلل الأوعية الدموية و الزهايمر :
في طريق البحث عن أسباب الإصابة بالزهايمر ؛ استخدم الباحثون التصوير عالي الدقة لدماغ الإنسان الحي ليتمكنوا من إظهار و لأول مرة أن الحائل الدموي الدماغي blood-brain barrier ؛ يمكنه أن يصبح راشحاً و يبدأ في التسريب مع التقدم في العمر ، و ذلك بدءً من الحصين و هو يعد مركز هام للتعلم و الذاكرة ، حيث يتعرض هذا الحصين للتخريب عند مرضى ألزهايمر ، و خلال تلك الدراسة أكد الباحثون على إمكانية استخدام التصوير المسحي للدماغ لتحديد التغيرات في الأوعية الدموية الموجودة في الحصين ، و ذلك قبل أن تتسبب في أي أذى غير معكوس ، يؤدي للإصابة بالعته أو الخرف dementia .
نتائج الدراسة :
تم نشر دراسة سابقة في عام 2015م في مجلة العلوم Neuron، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على أدمغة مصابة بألزهايمر وجود ضرر كبير في الحائل الدموي الدماغي. وبعد فحص الصور الدماغية المعززة بالتباين لـ 64 شخصا من أعمار مختلفة، توصل الباحثون إلى أن التسريب الوعائي الباكر في الدماغ البشري الذي يحدث بشكل طبيعي مع التقدم في العمر يحدث في منطقة الحصين (الهيبوكامبوس)، وهي منطقة في الدماغ تتمتع بأعلى درجة من خصائص الحائل الدموي الدماغي، وذلك بعد مقارنتها مع باقي مناطق الدماغ .
وقد توصل الباحثون أيضا إلى أن الحائل الدموي الدماغي في منطقة الحصين يتضرر أكثر في المصابين بأمراض الخرف، بعد مقارنتهم مع الأشخاص الذين لا يعانون منها. أجرى الباحثون فحصا للدماغ على أشخاص صغار السن يعانون من التصلب المتعدد بدون اضطرابات معرفية، ووجدوا أنه لا يوجد فرق في تماسك الحائل الدموي الدماغي في الحصين بين الأشخاص من نفس العمر، سواء كانوا يعانون من المرض أم لا .
بعد تحليل سائل النخاع لبعض المشاركين في الدراسة، تبين أن نسبة بروتين الألبومين عند الأشخاص الذين يعانون من خفة الخرف تزيد بنسبة 30٪ عند الأشخاص السليمين في نفس الفئة العمرية. وأشار الباحثون إلى أن الألبومين هو بروتين موجود في الدم، وارتفاع مستواه في سائل النخاع يشير إلى ضعف الحاجز الدموي للدماغ في أداء وظيفته المعتادة، مما يؤدي إلى تسرب البروتينات الدموية وإصابة الخلايا الجدارية، مما يؤدي إلى تفاقم آثار الزهايمر، وذلك لأن مهمة هذه الأوعية الرئيسية هي الحفاظ على تكامل وسلامة العديد من مناطق الدماغ .