تجميع فتاوي المشايخ في ” حكم قول جمعة مباركة “
هل يجوز قول جمعة مباركة
إذا قال المسلم لأخيه “جمعة مباركة” من باب الاعتقاد بأن قولها سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا غير مقبول، بل يدخل في باب البدع المحدثة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد
إذا قالها كدعاء لأخيه، فلا بأس بقولها وإذا تركها فهو أفضل.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – `خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها`، إن يوم الجمعة له فضل عظيم، فقط اختص به الله عز وجل أمة محمد، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح فضل يوم الجمعة.
من تكريم الله تعالى ليوم الجمعة، خصص الله سورة كاملة لصلاة الجمعة، وشرف هذه الصلاة بأن جعل من المكروه البيع والشراء خلال وقتها. وقال ابن كثير في تفسيره: إن يوم الجمعة سمي كذلك لأنه مشتق من الجمع، حيث يجتمع المسلمون فيه مرة كل أسبوع. ورغم كل هذا التكريم لهذا اليوم، فإننا لا نعرف حكم تهنئة بعضنا البعض بهذا اليوم بقول “جمعة مباركة”، وفيما يأتي تجميع لفتاوى المشايخ حول هذا الأمر.
جمَعت الفتاوى من المشايخ تحت عنوان `جمعة مباركة`
كما ذُكر أعلاه، يوم الجمعة هو عيد للمسلمين، ولكن بالنسبة لتهنئة المسلم لأخيه بقول “جمعة مباركة”، فإنه غير مشروع، إذ لم يرد إلينا أن أحدًا من الصحابة قد هنأ أخيه بيوم الجمعة، وهُم أعلم منا بفضل هذا اليوم.
وقد أفتى الشيخ سليمان الماجد حفظه الله، حيث قال :
“لا نرى مشروعية التهنئة بيوم الجمعة ، كقول بعضهم : ” جمعة مباركة ” ، ونحو ذلك ؛ لأنه يدخل في باب الأدعية ، والأذكار ، التي يوقف فيها عند الوارد ، وهذا مجال تعبدي محض ، ولو كان خيراً لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه رضي الله عنهم ، ولو أجازه أحد للزم من ذلك مشروعية الأدعية ، والمباركة عند قضاء الصلوات الخمس ، وغيرها من العبادات ، والدعاء في هذه المواضع لم يفعله السلف “.
وذكر مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه :
لا يوجد سنة معروفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من الصحابة الكرام بخصوص التزام المسلم بقول “جمعة مباركة” لأخيه المسلم بعد صلاة الجمعة أو في كل جمعة، ولم نجد أحدًا من أهل العلم يقرّ بمشروعيتها .
في هذا السياق ، يعد القيام بأعمال دينية جديدة وليست من السنة النبوية بمثابة ابتكار مبتدع ، خاصة إذا تم ذلك بغرض العبادة واعتبارها جزءًا من الدين الإسلامي الصحيح. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم أن من فعل عملاً ليس من أمره فإنه يرد وذلك ثبت في روايات البخاري ومسلم ، وفي لفظ الأخير من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فإنه يرد .
إذا قال المسلم لأخيه بعض الأحيان دون اعتقاد والالتزام بها ودون الالتزام المستمر بها، ولكن كدعاء، فنأمل ألا يكون هذا مشكلة، ويجب تركها وعدم جعلها تصبح مثل السنة الثابتة .
وحين سُئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عن حكم إرسال رسائل الجوال كل يوم جمعة والتي تُختتم بقول ” جمعة مباركة “، قال:
كان السلف يهنئ بعضهم البعض يوم الجمعة، لذلك يجب علينا عدم القيام بأي شيء لم يفعلوه
سُئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله – عن مشروعية استخدام تعبير `جمعة مباركة`، وهكذا كان جوابه:
فأجاب بقوله : لم نعرف هذا عن السلف.
تم سؤال الشيخ العالم عبد المحسن العباد عما إذا كان يجوز التهنئة في يوم الجمعة كونها تعتبر عيدًا، مثل قول “جمعة مباركة” أو “جمعة متقبلة
فأجاب : لا نعلم شيئًا يدل على ذلك، أما بالنسبة لعيد الفطر والعيدين، فقد جاء عن الصحابة أنهم كانوا يقولون عندما يلتقون: `تقبل الله منا ومنكم` أو `تقبل الله طاعتكم`
وأجاب الشيخ العالم مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ عن حكم قول ” جمعة مباركة ”: ليس لها أصل، يبثونها في الجوال يوم الجمعة. الجمعة مباركة بلا شك، وأن الله تعالى خصنا بها، وقد أضل عنها اليهود والنصارى، ولكن التهنئة بها كل جمعة، فلا مانع من ذلك.
مع ذلك، هناك بعض الشيوخ الذين يسمحون بتهنئة بيوم الجمعة بمناسبة هذا اليوم، مثل تهنئة بداية الشهور والسنوات مثل الشيخ عبد الله المطلق. وقد سئل المنذري الحافظ أبا الحسن المقدسي عن تهنئة بداية الشهور والسنوات، هل هي بدعة أم لا؟
فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك. قال: وما أراه مباحًا، فليس بسنة ولا بدعة
في هذا الموضوع، يعتبر معظم الشيوخ أن التهنئة بيوم الجمعة بقول “جمعة مباركة” لا تمت للشرعية بصلة، وهي بدعة مستحدثة، لذلك يجب علينا تقدير هذا اليوم بالاقتراب من الله بالعبادة على أحسن وجه وأداء الأعمال الصالحة.