تجربة الدراسة الجامعية بعيدا عن الأهل
إحدى أصعب القرارات التي يتعين على الشخص اتخاذها هي اختيار الجامعة التي يريد الالتحاق بها بعد التخرج من المدرسة الثانوية. هل يجب على الشخص السفر بعيدًا للدراسة في جامعة في بلد آخر أم يمكنه البقاء في بلده والتركيز على دراسته تحت إشراف والديه.
ايجابيات الدراسة الجامعية بعيدا عن الأهل
الوصول إلى أفضل الجامعات
من أهم المزايا لدراسة بعيدا عن الأهل هو اختيار أفضل الجامعات التي يمكن الدراسة فيها. تشتهر الجامعات بأشياء مختلفة، وإذا قبل الشخص الدراسة في إحداها فإن ذلك يعني أنه لديه فرصة للدراسة في أحد أفضل الجامعات في فرع معين. يجب القيام بالبحث، وتقديم طلبات للجامعات التي يمكن أن تقبلك بناء على الدرجات في المدرسة الثانوية والمؤهلات، وبعد ذلك يقوم الجامعة إما برفض الطلب تماما، أو تطلب إجراء مقابلة أو توافق مباشر على الدراسة فيها
الاستقلالية
الذهاب والدراسة في جامعة بعيدة ليس فقط الحصول على شهادة جامعية. بالطبع، هذا هو الجزء الأكثر أهمية في الدراسة، ولكن الذهاب والدراسة في جامعة بعيدة يساعد الفرد على زيادة معرفته الذاتية وتطوير مهاراته الحياتية والتعليمية. بالنسبة لمعظم الشباب، الذهاب إلى جامعة بعيدة عن بلدهم هو أول تجربة للعيش بعيدا عن الأهل والوطن الأصلي.
يشمل ذلك الابتعاد عن النظام الأسري، ولكنه يمكن أن يساعد الفرد على اكتشاف نفسه بشكل أكبر، ويساهم في نضوجه وتعلمه المسؤولية، حيث تعد هذه الفرصة الوحيدة لإثبات ذاته في بلد الغربة. يجب على الشخص تنظيم وقته ونفقاته، وتعلم كيفية الحفاظ على نظافة منزله وملابسه، وعليه أيضا أن يتعلم إعداد طعامه بنفسه. ستكون الذهاب إلى الجامعة نقطة تحول في حياة الفرد، واكتساب هذه المهارات عند التخرج سيكون أساسا في بناء حياة ناجحة.
سلبيات الدراسة الجامعية للمغتربين
الحنين إلى الوطن
بالطبع، يفترض أن يكون الشخص الذي يلتحق بالجامعة ناضجا بما يكفي، ولكن يعاني بعض الطلاب من الحنين الشديد لبلدهم وأهلهم، مما يؤثر على صحتهم النفسية. ويجب أن تأخذ هذه الأمور في الاعتبار قبل الذهاب للدراسة بعيدا. ومع ذلك، يمكن للشخص التعامل مع هذه المشكلة في الظروف الحالية عن طريق مكالمات الفيديو مع الأهل للاطمئنان على أحوالهم باستمرار، والعودة إلى البلد الأصلي خلال العطلات الرسمية في أي وقت ممكن.
قلة الخبرة الحياتية
لا يمكن لأي شخص يافع أن يعرف ما سيحدث له في بلاد الغربة، والتعلم أثناء الرحلة الدراسية هو مفتاح النجاح. ومع ذلك، يفتقر بعض الأشخاص إلى المهارات الأساسية التي تساعدهم على التكيف مع هذا الوضع الجديد. على سبيل المثال، إذا اعتمد الشخص دائما على أفراد عائلته في مهام الطبخ والتنظيف وترتيب الأشياء، وليس لديه معرفة بالأساسيات، فسيواجه صعوبة كبيرة كأنه يلقى في مكان غريب.
لذا من أجل الأشخاص الذين يدرسون احتمالية السفر بعيدا من أجل الجامعة، يجب العمل على المهارات الحياتية وتطويرها، يمكن أيضا تعلم طرق من أجل إدارة المال وصرفه ليستطيع الإنسان تدبر اموره المالية أثناء مشواره الجامعي بعيدا عن الأهل. هذه النصائح البسيطة يمكن ان تساعد على ان يتدبر الشخص أموره بشكل أسهل
التأقلم على الدراسة الجامعية البعيدة
عوامل أخرى التي يجب أخذها في الحسبان:
النفقات
عندما يختار الشخص الدراسة في جامعة في بلد غريب، يجب أن يدرك أن هذا يتطلب مبالغ مالية كبيرة. كما يجب اتخاذ عدة إجراءات بديلة، على سبيل المثال، إذا كان الشخص يتلقى علاجا لأسنانه من طبيب أسنان محدد، فيجب عليه البحث عن طبيب آخر لاستكمال العلاج، لأن العودة إلى الطبيب الأصلي في كل مرة تكون مكلفة وغير ممكنة. لذا، يجب اتخاذ العديد من الخطوات البديلة في الأسابيع الأولى من الجامعة.
عندما يسافر الشخص للدراسة بعيداً، يجب أن ينظر في العودة إلى بلده الأصلي بين الحين والآخر. ولكن هذا ليس مشكلة، لأنه يمكن للشخص تنظيم وقته بين فترات الدراسة والعطلة، ويمكنه أيضاً شراء تذاكر رخيصة لتوفير المال.
صنع الأصدقاء
بعض الناس يجدون إيجاد الأصدقاء هو أمرا سهلا ويمكنهم أن يتأقلموا مع البيئة الجديدة ويطوروا من أنفسهم عند وضعهم في بيئة جديدة بالكامل، الأمور تكون أسهل عند إيجاد الوقت لصنع أصدقاء جدد إذا لم يكن هناك أصدقاء قدامى يجب أن يقلق الشخص بشأنهم ويقلق حول توفير الوقت المناسب لرؤيتهم.
بالمقابل، يجد بعض الأشخاص الذهاب إلى الجامعة بصحبةشبكة من الأصدقاء القدامى أمرًا أسهل، حيث يمكنهم الاعتماد عليهم والتعاون معهم في الفصل الدراسي دون الحاجة لإيجاد أصدقاء جدد.
ومع ذلك، في معظم الحالات، حتى عندما لا يكون الشخص مضطرا للسفر من أجل الدراسة، ينتشر الأصدقاء القدامى في الجامعات المختلفة ويشغل كل منهم بدراسته وأعماله، مما يتطلب من الشخص إيجاد أصدقاء جدد في جامعته وهو لا يزال في بلده الأصلي. ومع ذلك، رؤية الأصدقاء القدامى بين الحين والآخر أمر مبهج وقد يساعد خاصة في السنة الأولى في الجامعة
اختلاف الثقافات
الثقافة المختلفة عن ثقافة البلد الأصلية بشكل جذري يمكن ان تؤثر على سعادة الشخص في العيش بمكان ما، لذا من الأفضل عند البحث عن الجامعة المناسبة للدراسة فيها فهم أيضا البيئة المتواجدة فيها هذه الجامعة وهل ستكون مريحة بالنسبة للشخص الذي يريد الدراسة أم لا. عند الذهاب إلى جامعة مشابهة في الثقافة للبلد الأصلية.
عندها يمكن للشخص التأقلم بسهولة والشعور بالراحة كأنه في بلده دون إحساسه بأنه غريب وغير مرتاح. بالإضافة إلى ذلك، عند اختيار جامعة قريبا نوعا ما من البلد الأصلية، عندها يمكن للشخص أن يكون لديه معرفة عن البيئة المحيطة، هذا يمكن أن يمنحه الثقة في الأسابيع الأولى، ويمكنه أيضا صنع أصدقاء جدد بفترة وجيزة.
تعتبر الجامعة واحدة من أفضل الخيارات في الحياة التي يمكن للشخص الاستفادة منها لتجربة حياة جديدة وتوسيع آفاقه قبل الاستقرار، لذلك فإن الانتقال إلى جامعة جديدة يستحق التفكير فيه
دائما هناك خيار آخر
هناك العديد من الطلاب الذين يرغبون في تغيير مكان إقامتهم أو الابتعاد عن منازلهم للشعور بالاستقرار حتى عندما يلتحقون بجامعات محلية. هناك فوائد عديدة للانتقال إلى السكن الجامعي، مثل العيش مع زملاء الدراسة أو رفاق السكن، لكن هذه التجربة ليست مناسبة للجميع. يعد هذا الخيار بالتأكيد خيارا جيدا وقابلا للتطبيق عند الرغبة في الاستقلالية وفي حالة وجود جامعة محلية، ولكن هذا الخيار قد لا يكون مناسبا من الناحية المالية، حيث يترتب عليه تكاليف مادية
كيف تقرر مكان دراستك الجامعية
اختيار مكان الدراسة هو بالتأكيد قرار كبير يجب أن يتخذ بحكمة، وقد يشعر الشخص في البداية بالقلق والشك حيال مدى مناسبة هذا الاختيار له، ومع ذلك، لا يوجد قرار مثالي واحد، ولا أحد يستطيع أن يحدد بالضبط ما هو العمل الأفضل الذي يجب عليه القيام به، فكل شخص يجب أن يمر بتجاربه الفريدة في الحياة. في سياق الدراسة الجامعية، سينمو ويتغير الشخص ويتكيف مع بيئة الجامعة، وسيجد طرقا متعددة ليندمج في حياة الجامعة. يجب فقط على الشخص أن يختار ما يجده مناسبا له في البداية، وسيكون النتائج مرضية