تاريخ و مميزات سلالة الخيول البربرية
الحصان هو حيوان ثديي يحمل حافرا وحيدا، وينتمي إلى الفصيلة الخيلية التي تضم الأحصنة والحمير والحمر الزرد. تختلف الأحصنة في الأنواع من حيث الشكل والحجم والسرعة والقدرة على التحمل. ومن بين هذه الأنواع، الحصان العربي الأصيل الذي يعود تاريخه لما يقرب من 4500 سنة، وينتشر في منطقة الشرق الأوسط. وهناك الحصان المهجن الأصيل الذي يعتبر هجينا من الخيول العربية والإنجليزية. ويوجد أيضا الحصان البربري القديم الذي يعرف علميا بـ(Barbe) .
الخيول البربرية
الحصان البربري من أقدم سلالات الخيول حيث يرجع تاريخ وجوده إلى ما يزيد عن 3000 سنة، حيث وجدت نقوش حجرية قديمة على جدران المغارات والجداريات، تثبت قدم هذه السلالة، ونشأت هذه السلالة في شمال أفريقيا في كل من ليبيا، وتونس، و الجزائر، والمغرب، وموريتانيا، ويعتبر هذا الحصان أمازيغي، حيث ارتبط في هذه الأماكن بشعوب الأمازيغ، الذين استوطنوا منطقة المغرب العربي منذ عدة قرون مضت، وأحضروا معهم الأحصنة البربرية لتساعدهم على قضاء أنشطتهم المختلفة، سواء للصيد أو الحروب أو الترحال .
تاريخ السلالة البربرية
تم استحداث اسم السلالة البربرية (بارب) في اللغة الإنجليزية من اللغة الأمازيغية، وتعني بمعنى الأصلي. وهناك اختلاف وجودي بين العلماء حول أصل الحصان البربري، وقد قدموا عدة نظريات في هذا الصدد. ومن بين هذه النظريات، النظرية الأكثر صحة تقول إن سلالة الحصان البربري نشأت من مجموعة من الخيول البرية التي نجت من العصور الجليدية. وقد أيد بعض خبراء علم المتحجرات الحيوانية هذه النظرية في الفترة من 1987 إلى عام 2002 .
توضح الدراسات الأثرية وتحليل الحمض النووي استخدام الأمازيغ للخيول في الحروب والصيد، وكذلك في التجارة والمسابقات. تمكن الأمازيغ من ترويض الأحصنة البربرية التي استمرت في البقاء والعيش لآلاف السنين. لم يتم استيراد الخيول البربرية إلى أوروبا إلا في القرن السابع الميلادي، وخاصة في بريطانيا العظمى التي استخدمتها في الحروب والمسابقات وغيرها. انتشرت أيضا في جنوب فرنسا وأسبانيا والمستعمرات الإسبانية .
الخصائص الفيزيائية للأحصنة البربرية
رغم قوة الحصان العربي الأصيل، إلا أن الحصان البربري أقوى منه، فهو أكبر قدرة على التحمل ومواجهة المشاق، ففي الفتوحات الإسلامية لشمال إفريقيا لم تستطع الخيول العربية مواصلة التحمل، وذلك بسبب تضاريس وطبيعة الأرض في المغرب العربي من جبال شاهقة ومرتفعات وقلوج، لذا استعانوا بالخيول البربرية لقوتها وشجاعتها وقدرتها على المواصلة .
كما ويختلف الحصان البربري عن العربي من حيث الشكل الخارجي كذلك، حيث يعتبر وجه الحصان البربري أكبر من العربي، ورغم وجود أنواع كثيرة من الأحصنة البربرية، إلا أنها تشترك في الخصائص الفيزيائية، حيث تتميز بوجه طويل وضخم، ورقبة متوسطة الطول، وظهر مستقيم، وتتميز بأكتاف معقوفة إلى الصدر وقوية، مع صدر واسع وفخذين مسطحين، وعضلات أرداف متباينة مع ذيل ينحدر فوقها .
يبلغ طول الحصان البربري حوالي 160 سم، ويتراوح وزنه بين 400 و 500 كجم، وغالبا ما يكون لونه رماديا، وأحيانا أسودا وكستنائيا، ويتميز بشعره الكثيف والطويل. يمتلك الحصان البربري 5 فقرات فقط، بينما تمتلك الأحصنة الأخرى 6 فقرات، ويعتبر العلماء ذلك نقطة قوتها لدى الحصان البربري، حيث يعتقدون أن الفقرة الإضافية في الأحصنة الأخرى تعد نقطة ضعفها، وعدم وجودها في الحصان البربري يؤكد صلابته وقدرته على التحمل .
مميزات الحصان البربري وقدراته
1- يتميز الحصان البربري بالقوة، فكان هو المفضل عند الملوك عبر التاريخ، وقد ارتبط اسمه باسم الاسكندر المقدوني، وكذلك الإمبراطور يوغرطة الأمازيغي، وكان البربري هو الحصان الرسمي لجميع أباطرة روما .
يعرف هذا الحصان في المغرب باسم “حصان المغرب” أو “ملك المغرب”، ويحظى بمكانة مرموقة في هذا البلد، وتولي المغرب اهتماماً كبيراً بالحفاظ على هذا النوع من الخيول وضمان استمرارية سلالته، إذ كانت عدد الأحصنة البربرية عندهم 1000 حصان في عام 2014 .
يرتبط اسم الحصان البربري في المغرب برياضة التبوريدة، وهي واحدة من أقدم وأشهر الرياضات الحربية، وذلك لأن الحصان البربري مطيع وسهل الترويض، وخفيف الحركة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في هذه المسابقات .
كانت هذه القبائل تقوم خلال المسابقات الشعبية المشهورة بتزيين أحصنتها بأفضل الأسرجة المصنوعة من أثواب غالية ومطرزة، وكانوا يضعون دائرة من الحناء على جبينهم لحمايتهم من الشرور .
5- ومنذ عام 2012، يقام معرض الفروسية في المغرب ببطولة دولية لسلالة الحصان البربري، وتدعم هذه البطولة المنظمة العالمية لسباق الخيل الحصان البربري، والتي تساهم في تبادل الخبرات والمعرفة لتطوير هذه السلالة والتعرف على أفضل وأجود الأنواع الموجودة في المغرب العربي .