الاماراتالخليج العربي

تاريخ مسجد النطلة في مدينة العين

بغض النظر عن مرور السنوات والأعوام، يجب أن نقف ونستعرض ما تركه أجدادنا وآباؤنا من آثار رائعة نفخر بها ونتحدث عنها. وهذا هو ما نريد أن نعبر عنه الآن بخصوص التراث الإسلامي الرائع في الإمارات العربية المتحدة. يجب أن نلفت الانتباه ونتحدث عن الكثير والكثير من المساجد التي بنيت في الماضي والحاضر. فما يدهشك بشكل حقيقي في الإمارات هو إبداع بناء المساجد سواء في العصور الحديثة أو القديمة. فالمساجد لم تكن مجرد أماكن للصلاة والعبادة في الماضي، بل كانت جزءا من خطط الحكومة على مر العصور لتكون مراكز للثقافة والتعليم الديني وأصول الفقه. وبالأخص في الماضي، كانت المساجد محل اهتمام كبير في بنائها وتشييدها بتصاميم إسلامية رائعة. ولهذا السبب، اخترنا اليوم أن نتعرف على أحد أقدم المساجد في الإمارات، والذي يعتبر حقا مركزا سياحيا لا يمكن أن يفوت انتباه أحدنا. لذا، دعونا نذهب معا ونتعرف على هذا المسجد من قرب، ونتعرف على كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة عنه من خلال السطور القادمة.

تاريخ و وصف المسجد : هذا المسجد يقع في مدينة العين ويعتبر مبنى أثريا وقديما، حيث تم بناؤه منذ أكثر من 1200 عاما، وهو يمثل جزءا من تاريخ فتح الإسلام للإمارات ولا سيما لمدينة العين. ويتميز هذا المسجد بأنه بني بدون مئذنة، حيث يتكون فقط من مبنى للصلاة دون أي هياكل أخرى مرتفعة، ويحيط به منطقة جميلة من الأشجار والنخيل. تم الحفاظ على شكل المكان ليبقى دائما بمظهره القديم الأصلي، وقد خضع المسجد للعديد من أعمال الترميم عبر الزمن للحفاظ على حالته وهيبته الحالية وجعله مكانا سياحيا رائعا لزوار المدينة  .

المسجد داخليا : يتألف المسجد من داخله من حجرة صغيرة ليست كبيرة، بل هي عبارة عن 5 أمتار في الطول و 4 أمتار في العرض، وبالتالي، المساحة الداخلية لا تتجاوز 20 متر مربع. ويوجد نوافذ كبيرة وصغيرة للتهوية الصحية ودخول الضوء الطبيعي للمصلين طوال اليوم.

جهود رائعة من المتبرعين : الجميل في الأمر هو أننا وجدنا منذ عدة سنوات شخصا قد قام بالتبرع لهذا المسجد من أجل وضع أعمدة حديدية تقوم على تعزيزه وتقويته، وهذا هو ما جعله يصبح متماسكا بشكل كبير وأفضل من ذي قبل، وخاصة أن هذه الأعمدة الحديدية تم وضعها من الداخل والخارج لتجعل المسجد قويا ولا يمكن أن ينهار على المصلين الذين يصلون في داخله. وما زالت الصلاة تقام فيه حتى الآن، ومكان الوضوء ما زال موجودا خارج المسجد، ولكن لا يمكن أن يستوعب الصلاة الجمعة بشكل مستمر بسبب أن المساحة ليست كبيرة بما يكفي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين الذين يأتون للصلاة الجمعة، وهذا هو السبب في أن الصلاة الجمعة لا تقام فيه بشكل منتظم. كما تم وضع نظام تكييف الهواء بالداخل لمقاومة البرد في الشتاء والحر في الصيف، والإضاءة بالداخل جيدة إلى حد ما. يمكننا القول إن هذا المسجد الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1200 عاما ما زال يستطيع استيعاب المصلين والسياح في أي وقت بسبب إمكانياته الجيدة، ورغم أنها ضعيفة قليلا، فإن الزائرين إلى هذا المسجد يعرفون قيمته التاريخية.

كلمة النهاية : في النهاية، نود أن نقول كلمة بسيطة ولكن معناها كبير، فهذا المسجد الصغير، مسجد النطلة بمدينة العين، على الرغم من صغره وقدمه، يمثل رمزا للزمن الرائع للفتوحات الإسلامية. لولا هذه الفتوحات الإسلامية الجليلة، لما وجدنا اليوم الإسلام منتشرا في الإمارات ولا في باقي البلدان العربية والأجنبية. إنه حقا مجهود رائع من رجال عاهدوا الله وصدقوا مع الله، ولذلك ما زالت أعمالهم واضحة حتى الآن، مهما مرت السنين والأعوام. نسأل الله العلي العظيم أن يجمع شمل المسلمين ويجعل المساجد في كل بلدان العالم مركزا حيويا لنشر الإسلام والثقافة الإسلامية السليمة، والوقوف ضد كل من يتاجر باسم الدين ويفسد صورة الإسلام بأفعاله الإرهابية الحقيرة التي لا تمت الإسلام بصلة أبدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى