تاريخ متحف القلعة ” قصر إمارة أملج “
يقع قصر الإمارة وسط مدينة أملج القديمة ويأخذ شكل القلعة الحصينة في تصميمه، وكان مقرا للإمارة لفترة طويلة بعد إعادة بنائه وترميمه أكثر من مرة، ويعد قصر الإمارة أو القلعة التاريخية من الأمثلة القليلة المتبقية من المباني القديمة في مدينة أملج، ويتم فتحه للزوار والسياح تحت إشراف وزارة السياحة والآثار بالمملكة كمعلم سياحي يشهد إقبالا كبيرا كمعلم تاريخي من العصور القديمة.
قلعة أملج التراثية :
تم بناء هذه القلعة التاريخية في عام 1304ه، عندما قررت الحكومة العثمانية إنشاء مركز للحكم ومقر خاص. تم بناء القلعة كقلعة حصينة، واستخدمت في بنائها الصخور البركانية السوداء المستخرجة من موقع الحوراء الأثري في شمال أملج. تم اختيار صخور ذات شكل مستطيل بطول 30 مترا وعرض 25 مترا.
تم إنشاء بوابة واحدة للقلعة من الجهة الجنوبية يعلو تلك البوابة روشان يبلغ ارتفاعه 4 أمتار داخله درج حلزوني يتم استخدامه لمراقبة السفن القادمة إلى الميناء حيث يصعد أحدهم أعلى الروشان للاستطلاع عن السفن ومراقبة حركة الملاحة هناك، كما يوجد بها عدة حجرات بعضها خاص بسكن الحاكم وبعضها تم تخصيصه لاستقبال الوفود كذلك تم تخصيص مجموعة من الغرف كسجن خاص بالقلعة.
تاريخ القلعة :
تعرض قصر الإمارة للهجوم في عام 1336 هــ، حيث تم تدمير القلعة تدميراً كاملاً من قبل القوات البحرية الإيطالية، في هجوم عنيف قامت فيه سفينتان تسمى احدهما فوكس يقودها القبطان بوبل، بتوجيه مدافعها مباشرة إلى القلعة وقصفها بالمدافع حينما كانت هذه السفن بطريقها إلى ميناء ينبع البحر.
تأثرت القلعة بشدة جراء تلك الهجمات، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها. وبناء على ذلك، أمر الشريف فيصل بن حسين سكان مدينة أملج بإعادة بناء القلعة وإعمارها من جديد، حيث استقطب بنائين من جدة للقيام بهذه المهمة. ومع ذلك، كان التصميم والشكل الجديد للقلعة مختلفا تماما عن البناء القديم الذي كان يتميز بالتصميم العثماني. فقد تم بناء القلعة الجديدة على النمط المعماري السائد في منطقة الساحل الغربي السعودي.
تواصل استخدام القلعة كمقر رئيسي للحكومة العربية الهاشمية وحاكم أملج من الأشراف محمد علي أبو شريان، وعرفت القلعة في ذلك الوقت بقصر الشريف من قبل سكان أملج، حتى انتهى حكم الأشراف.
في عام 1375 هـ، تم ترميم القلعة مرة أخرى وتجهيزها عن طريق زيادة عدد الغرف داخلها وزيادة طابق ثان في البناء. وقد تم اختيار القصر ليكون مركزا للأمارة وحاكم أملج حتى عام 1395 هـ، وهو العام الذي انتقلت فيه الإمارة إلى المبنى الجديد. ومنذ ذلك الحين، أسندت مهمة الاهتمام بالقلعة إلى هيئة السياحة والآثار في المملكة؛ لأنها قلعة تاريخية شاهدة على فترة زمنية قديمة في تاريخ المملكة.