تاريخ صيد اللؤلؤ في الخليج العربي
تاريخ صيد اللؤلؤ في الخليج العربي بالتفصيل
اشتهرت دول الخليج العربي في السابق بصيد لؤلؤ المحار الذي يعيش في أعماق البحار، وكان ذلك قبل اكتشافهم للنفط، وكان لللؤلؤ أهمية اقتصادية كبيرة في بلدان أخرى.
يتميز الصيدة اللؤلؤية بطرق متميزة لهؤلاء البحارة، ومعرفتهم لكيفية الحصول عليها، وقديمًا كانت تباع تلك اللآلئ بأسعار مختلفة يتحكم فيها عدة عوامل منها: ندرة اللون وكبر حجم اللؤلؤة، ومن بين أهم دول الخليج التي اهتمت بصيد اللؤلؤ الدول التالية:
- الإمارات العربية
تبرز دولة الإمارات كواحدة من أهم بلدان الخليج العربي التي اشتهرت بصيد اللؤلؤ، حيث اشتهرت بمهارة بحاريها في الغوص وصيد اللآلئ وبيعها للبلدان الأوروبية على وجه الخصوص. لذلك، اشتهر الغوص على اللؤلؤ في الإمارات.
بدأ الأمر في القرن الماضي، أي قبل أكثر من مئة عام، حيث كان الحصول على اللؤلؤ من أهم أعمال الكسب في ذلك الوقت، وتم تخصيص 300 مركب شراعي يعمل عليهم نحو 700 بحار للإبحار والغوص بحثا عن المحارات التي تحتوي على اللآلئ
كانت المهمة صعبة واستغرقت رحلة تدوم أربعة أشهر كاملة، وخلالها يتعرض هؤلاء البحارة للمخاطر والمصاعب حتى يصلوا إلى تلك المحارات
ومنذ فترة قريبة عادت تجارة اللؤلؤ مرة أخرى بعد انتهاء أسباب انهيار مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ في الإمارات، دون الحاجة لغوص البحارة لجلبه، حيث تم نقل زراعة اللآلئ إلى تلك الدولة، وتتم هذه العملية بتدخل بشري في تكوين اللؤلؤة، لتمد المحار بعناصر هامة وتوفر البيئة المناسبة لذلك، بالإضافة إلى تزويدها بنواة دائرية الشكل ونسيج يفرز اللؤلؤ، وبناء على ذلك يتم الحصول عليه بطريقة أسرع من المعتاد، وبالكمية التي يرغب فيها الشخص.
زرع اللؤلؤ يعد ناجحا لأقصى درجة ويوفر كمية كبيرة من اللآلي بشكل سريع وآمن، وقد ساهم في ازدهار السياحة الإماراتية حيث يرغب السياح في رؤية عملية زرع اللؤلؤ المزروع ومراحلها، نظرا لعلاقة اللؤلؤ بتاريخ الإمارات
- البحرين
تميزت مدينة المحرق في دولة البحرين بأنها عاصمة صيد اللؤلؤ واقتصادها يعتمد بشكل كبير على هذا الحجر الكريم، حيث يتم صيده داخل المحارة وتحويله إلى لؤلؤة رائعة ذات قيمة عالية. كما تضم المدينة أكبر عدد من صائدي اللؤلؤ
من الناحية الاقتصادية فقط، كانت مهنة صيد اللؤلؤ تشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي صادرات دولة البحرين عام 1877م، وتم تصدير تلك اللآلئ إلى مومباي الهندية وتركيا، ومن ثم تم تصديرها إلى دول أوروبية فيما بعد
هناك عدة عوامل تجعل سعر اللؤلؤ مرتفعًا في دولة البحرين، وهي على النحو التالي:
- اللمعان القوي والتوهج المبهر.
- كلما زاد حجم اللؤلؤة، زاد سعرها.
- اللؤلؤ نادر اللون، فالأبيض هو الأكثر شيوعا، ولكن الألوان المائلة للأحمر أو البنفسجي تعد نادرة
- خلو سطحها من الشوائب، أو أي علامات.
من المعلومات الاقتصادية الهامة المتعلقة بالكويت، تشير إلى أن ازدهار اقتصادها يعود في المقام الأول إلى صيد اللؤلؤ. قبل اعتمادها على استخراج النفط في العشرينات من القرن الماضي وقبل أن تتحول اليابان إلى زراعة اللؤلؤ، كان صيد اللؤلؤ الحقيقي هو السبب الرئيسي للثراء. والآن يمكن منافسة اللؤلؤ الحقيقي باللؤلؤ المزروع الذي يتمتع بنفس الخصائص دون أي تشوهات
تتألف مراحل تشكل اللؤلؤة من عملية طويلة، تبدأ عندما تدخل حبيبة تراب داخل المحارة، حيث يقوم الكائن الرخوي بداخلها بإفراز مادة ناعمة فوقها، وتمر هذه المادة بعدة مراحل حتى تتحول في النهاية إلى لؤلؤة جميلة ومذهلة اللون.
لكن مع بداية عام 1912م شهدت تجارة اللؤلؤ انهيارًا غير مسبوق، وهذا حدث نتيجة عدة عوامل تضافرت وقتها، مثل: الحروب، تداول اللؤلؤ المزيف ذو السعر الرخيص، بالإضافة للانهيار الاقتصادي وقتها في الدولة، إلى جانب الضائقة المالية التي مرت بها “بورصة وول ستريت”، لكن على الرغم من هذه الأزمة، إلا أن تلك التجارة صمدت، واستمر بيعه لدولة الهند، وبلاد أوروبا.
موسم صيد اللؤلؤ
ذكرنا سابقًا أن رحلة صيد اللؤلؤ تستغرق 120 يومًا، وكان البحارة يعتادون بدء الرحلة قبل شهر رمضان بفترة كافية للعودة في بداية الشهر الكريم. وتم تقسيم “موسم صيد اللؤلؤ” على النحو التالي لمزيد من التفاصيل:
- الخانجية
تعتبر هذه المرحلة الأولى في رحلة اصطياد اللؤلؤ الحقيقي من قاع البحر، وتبدأ عادة في فصل الربيع. وفي هذه المرحلة، يعود ثمن اللآلئ بالكامل للغواصين، حيث لا يتم خصم جزء من ثمنها من قبل الدولة وفقا للقوانين المتعلقة بعملية اصطياد اللؤلؤ
- الغوص
يعني هذه المرحلة أن السفن الكبرى تبحر بعمق في البحر، بينما تنتبه القوارب الصغيرة للمنطقة الساحلية
- الردة
تعني المرحلة الثانية في الصيد بالتحرك مرة أخرى للصيد بعد انتهاء مرحلة “الغوص الكبير”، وتبدأ هذه المرحلة عند دخول فصل الشتاء وميل الطقس إلى البرودة، ويقوم بها القوارب الصغيرة فقط.
- ارديدة
تتم هذه المرحلة بعد انتهاء مرحلة الردة، وتتميزبأن الجو فيها أشد برودة، ويتم البحث عن اللؤلؤ في المناطق القريبة من الساحل، وتستغرق وقتًا أقصر من المراحل السابقة.
- الخشن
اللؤلؤ الحسن هو لؤلؤ صغير الحجم ومعروف باسم آخر.
- الجيون
هذا النوع هو من أكثر الأنواع جمالًا وتألقًا ويمتلك أكبر قيمة.
- قولوة
لديه شكل بيضاوي ولونه وردي غامق.
- الناعم
شكلا تام الاستدارة، لكنه صغير.
- البوكة
يتميز بالاستدارة غير التامة، ولديه ألوان وأحجام متنوعة.
- الفصوص
تتألف من حبات لؤلؤ ملتصقة بجسم المحارة الداخلي.
- لؤلؤ أسود
يتميز بأنه أسود لامع، وكان سعره رخيصا في الماضي، ولكنه أصبح أغلى الآن بسبب زيادة الطلب عليه
أدوات صيد اللؤلؤ
يستخدم بحارة اللؤلؤ العديد من الأدوات التي تساعدهم على صيد اللآلئ والغوص على اللؤلؤ بعد دخولهم عرض البحر بمسافة كافية، وتتمثل هذه الأدوات في:
- الديين
هي أداة تشبه الإناء يستخدمها البحار لتعليقها على رقبته لوضع المحار فيها بعد صيده، وتصنع من خيوط متشابكة.
- المشبك
يتم صنعه من عظام الخروفأو صدفات السلاحف المعينة، ويتم وضعه على فتحة الأنف في البحر لمنع دخول مياه البحر إلى الرئة.
- التربيل
هو حبل يقوم البحار بربط طرفه في ساقه، بينما الطرف الآخر مربوط حول حجر ملقى في البحر، وهناك أيضا أدوات الغوص القديمة
أنواع اللؤلؤ
تم تحديد أنواع اللؤلؤ من قبل دول الخليج وغيرها من الدول الصائدة للآلئ، حيث تم تحديد المواصفات الخاصة بكل نوع، وهي كالتالي
- المشير
هذا النوع النادر جدًا من اللآلئ يتميز بلونه الأبيض الذي يميل للوردي المحمر.
- النباتي
لون اللؤلؤ يميل إلى الأبيض الذي يقارب الأحمر.
- الزجاجي
يتميز بلونه الأبيض الناصع ومظهره الزجاجي اللامع وشفافيته.
- السماوي
يطلق عليه هذا الاسم نسبة للون الأزرق الفاتح الذي يشبه صفاء السماء
- القلابي
تختلف لؤلؤة بيضاء في لونها بحسب الضوء الذي يسقط عليها، وتشبه بذلك ألوان الطيف.
- السنقباسي
من اللآلئ التي لونها أزرق ولكنها تميل إلى الرمادي.
- الشقراء
تلميحا للون الشعر الذهبي، تسمى لؤلؤة.
- الخضراء
هذا النوع هو الأرخص وقيمته أقل من الأنواع الأخرى، ولونه أخضر.