اصل صناعة القاشاني
يعود صناعة فن القشاني أو الكاشاني إلى إيران حيث برز وإنتشر في القرن السادس عشر وإستمر حتى القرن الثامن عشر ثم إنتشر في تركيا في العصر العباسي عن طريق الفنانين القادمين إليها فأصبح هذا الفن أساس للعديد من المقابر والأضرحة والقصور بالإضافة إلى أنه أصبح من الزينة الرئيسية لجدران المساجد .
يعود تاريخ صناعة القاشاني إلى
يعود تاريخ صناعة القاشاني إلى “إيران” فكانت أحد الفنون الشهيرة في القرن السادس عشر في إيران وكان يتم تزين المساجد والمنازل والقبور بهذه الرسومات ، وكان يتم استخدام الوان مميزة مثل الأزرق والأخضر والأحمر ، وكانت تحاط الرسومات باللون الأسود مع الحفاظ على اللون الأبيض في اسفل النقوش ، وكان في الغالب يتم زخرفة الأحداث التاريخية وكتابتها بشكل مميز وايضا كان يتم كتابة بعض الآيات القرآنية.
ماهو فن القاشاني
وهو عبارة عن بلاط من الخزف على شكل مربع مزجج يصور 4 أو 6 جوانب ويتم تزيينه بالعديد من الألوان مثل الأخضر والأزرق السماوي وأحيانًا يكون باللون الأحمر وكل هذه الزخرفة والألوان تتواجد على أرضية بيضاء ويحاوطها خطوط دقيقة سوداء وهناك العديد من الأنماط والنقوش التي تستخدم لتزيين البلاط منها :
- إستخدام الأنماط الزهرية .
- إستخدام الأنماط الهندسية .
- نقش الآيات القرآنية .
- يتم كتابة جمل التاريخ بالخط الفارسي .
- تشمل النباتات مثل بعض الأزهار الطبيعية مثل القرنفل والزنبق والورد وأشجار السرو .
- بعض الأشكال الهندسية كالمضلعات الهندسية وغيرها .
يستخدم القاشاني كفن فني في العديد من البلدان والمعالم، مثل قبة الصخرة في القدس والسند ومولتان وكوتش، ويشبه فن الزليج المستخدم في المغرب، وتزين بهذا البلاط المتعدد الألوان العديد من الأضرحة والمساجد .
فن القاشاني الإسلامي
جاء الدين الإسلامي وجاء معه فنه الخاص الذي ينهي جميع الفنون المعتادة على الرموز من إنسان أو حيوان وإستبدالها بفن يخدم العلم فحدث تغيير في الهندسة المعمارية لمعظم المناطق التي دخلها الإسلام خاصتًا هندسة الديكور وبقيت الفنون الزخرفية عابرة وللملاحم فقط ولقد أصبح هذا الفن شائعًا بكثرة في القرن الثالث الهجري ومن أشهر الرسومات التي إحتوت على الخطوط الهندسية أو الكتابات الكوفية المطرزة بالورد والأوراق وغيرها المباني مثل :
- في بخاري، في شواهد قبور إسماعيل السماني عام 300 هـ (960 م) .
- قبر الابن البارز لعام 418 هجرية (1027 ميلادية)
- تم صنع لوحات من الرخام والحجر الرخامي للسلطان محمود الغزنوي في العام 400 قمري (1009 م) .
- تتضمن الجدران الجبسية في مسجد السامانيين وأوائل العصر الغزنوي لوحات جميلة.
- انتشر هذا الفن في آسيا الوسطى خلال العصر السلجوقي، على سبيل المثال في مذبح الجامع الكبير في أوليا عام 460 هـ (1067 م) .
- تقع مباني مسعود الثالث ومستنقعات غزنة على بعد حوالي 500 قدم (1106 متر) .
- بقايا مباني شيشت شريف .
- مسجد هيرات 567 قمري (1200 م) ،
- تتضمن لوحات للإمام الخميني (يحيى بن زايد) الموجودة في سار إي-بول، تاريخها يعود إلى حوالي 430 قمري (1135 م) .
- تشون – بادغيس ومدرسة قمرية 530 (1175 م).
البلاط وتزيين المباني
يعتبر تزيين البلاط من أهم طرق تزيين المباني حيث يحتل المرتبة الخامسة في ترتيب التزيين ولقد كان له وجود كبير في العمارة الإسلامية حتى أدى إستخدامه وتصميماته المثيرة والجديدة إلى إكتشاف زخارف جديدة تم صناعتها من الجبس والطوب ولقد تم إستخدام البلاط بطريقة تغطي كامل الجدار وليس الأورضية فقط في القرن الثالث عشر وذلك في قونية ولقد كان للفن الزخرفي أهمية كبيرة في الدول الإسلامية حتى أصبح السمه المميزة للعمارة الإسلامية وهناك عدة أنواع من بلاط التزيين منهم :
- بلاط الفسيفساء:هو مزيج من القطع الصغيرة التي يتم قصها وفقًا للشكل والتصميم الأصلي، ويتم تثبيتها في مكانها.
- بلاط نقي: هو عبارة عن بلاط له تصميمات هندسية .
- بلاط الشبكة .
- عقدة البلاط .
- البلاط اللاصق (سبعة ألوان): تم تطويره في القرن الخامس قبل الميلاد، ويتكون من مزيج من المغلفات الزجاجية الأنيقة، وكل جزء منها يشكل جزءًا من التصميم العام .
الفن القاشاني الإيراني
يعتبر البروفيسور علي بنغ أوب أصفهاني واحدا من رواد الفن الإيراني المعاصر في هذا المجال، حيث تعتبر أعماله تحفا فنية في مجال العمارة والبلاط الفارسي. ومن بين هذه الأعمال ضريح غلدستهاي المقدس لحضرة زينب الكبرى في سوريا، وهو أعلى ضريح تم تغطيته بالكامل بالبلاط الفسيفساء على مستوى العالم في العصر الحديث. وهناك العديد من الأعمال الأخرى التي تعد روائع وإبداعات يتعلمها محبو هذا الفن والهواة .
الفسيفساء
وهي عبارة عن جزء من البلاط المقطوع يقوم بتظليل التصميمات المختلفة من الألوان ويكون قابل للطي في قطع أكبر ويمكن تثبيته على الحائط وهذه التصميمات أو الرسومات يتم رسمها من أنماط عقدية وكل واحدة منها تعمل بشكل فردي في تزيين المبنى أما السوبر فسيفساء : فهو يعني تركيب أو بناء البلاط .
ولقد كان للعصر السلجوقي تقدم كبير لفسيفساء البلاط وكان ذلك في القرن الرابع الهجري وهو ما يعتبر الفترة المنافسة لفناني العصر الذين نجحوا في أن يقلصوا مكونات الفسيفساء عن طريق أشكال خاصة وقاموا بعرض أشكال بناء جديدة ومجوهرات تمتاز بالرقة ولفت الأنظار وذلك في سلسلة من الظلال الملونة البديعة.
وهو ما إنتشر في فن شرق إيران خصوصًا وهو ما تميز أيضًا بإنه أرخص كثيرًا وأيضًا أكثر شعبية وخلال القرنين التاسع والعاشر حدث تطور سريع لفن الفسيفساء في الشرق حيث تم إنشاء المراكز التي تهتم بالفسيفساء في مدن عدة مثل أصفهان وهرات ويزد وسمرقند وغيرهم وزاد الأهتمام بهذا الفن أكثر في الفترة الصفوية لأردبيلها .
يعتبر مسجد ضريح تبريز من أقدم هذه الأعمال، وبعده جاء الشيخ صافي، لكن مع تغيير المالك من أردبيل إلى أصفهان، تم نقل هذا الفن إلى أصفهان، جنبا إلى جنب مع الحرف اليدوية الأخرى بأمر خاص من الشاه. تم بناء المعالم الأثرية مثل ساحة الإمام. ومن مزايا بلاط الفسيفساء، إمكانية وضعه على الأسطح غير المستوية مثل القباب والقباب الصغيرة وحتى المغارنة الرقيقة. وإذا استدعى الأمر إعادة التجديد، فإنه سيكون أقل توافقا مع بقايا البلاط السابق.
بلاط سبعة ألوان
وهي عبارة عن بلاطة بها بلاطات تكون ذات أبعاد وشكل منتظم مخصصة بناءًا على الذوق الخاص وموقع العمل وعادتًا ما تكون في شكل مستطيلات أو مربعات أو حتى شكل سداسي وأشكال أخرى وحجمها عادتًا ما يكون 15 × 15 و 20 × 20 سم أما المئذنة والقبة فتكون بأبعاد 15.5 × 10.5 سم أو 10 × 10 سم.
يأتي اللقاح على شكل طين أبيض مطليباللون الأبيض، وهو مرتب جنبًا إلى جنب، ثم يتم ثقب الإسقاط أو الخط على الورقة باستخدام السومبا، وبعد ذلك يتم نسخ حبوب لقاح الفحم الأصلية على البلاط، ثم يتم تلوينها بأكسيد المنغنيز والألوان المختلفة .
يتم تقليل درجة حرارة الفرن الأولية للبلاط ثم يعاد إدخالها للفرن لتثبيت المنتج وتعتبر الألوان الأساسية المستخدمة في هذه العمليات هي الأصفر والأحمر والفيروزي والأزرق والسماوي بالإضافة إلى الأبيض والأسود .
تم استخدام ألوان أخرى مؤخرًا في البلاط الزخرفي، مثل اللون الأخضر والذهبي وغيرها، ويعتبر البلاط الزخرفي ذو السبع بلاطات أسرع في التركيب من الفسيفساء، ويستخدم عادة في المواقع التاريخية .
الفرق بين البلاط والقاشاني
يعتبر البلاط من أهم مواد العمارة والعناصر المستخدمة مقارنة بالمواد الأخرى مثل الطين والجبس والحجر والخشب والزهور. إنه يكمل الهندسة المعمارية ويعد البلاط العنصر الوحيد الذي يمكنه تحقيق أهداف الفن الإسلامي. يمكن مشاهدة أعماله الرائعة في معظم المراكز الإسلامية الهامة في الدول الإسلامية. إنه عنصر زخرفي ومعماري مهم، وهناك العديد من الفنانين الذين كرسوا حياتهم لهذا الفن ولتقديم الفن الإسلامي المتميز .