تاريخ سوق عكاظ ولماذا سمي بهذا الاسم
كانت الأسواق العربية القديمة ذات قيمة كبيرة جدا بين القبائل العربية وأيضا تعتبر واحدة من أهم الأشياء التي يمكن من خلالها تعارف القبائل، وواحدة من أهم تلك الأسواق العربية هي سوق عكاظ، وسنأخذ جولة داخل سوق عكاظ اليوم لنتعرف على أهميتها وتاريخها.
سبب تسمية سوق عكاظ
سوق عكاظ من الأسماء المميزة في الأسواق العربية، وكانت الأسباب المختلفة وراء تسميته عكاظ تتمثل في أن كلمة عكاظ في اللغة العربية لها عدة معان، منها: اسم القهر، والتجادل، والفخر، والحبس، وغيرها من المعاني المميزة، وكل هذه الأسماء كانت حافزا قويا لتسمية السوق بهذا الاسم المميز. وقديما، كان الناس يتنافسون في السوق في التجارة وتبادل الشعر والأدب، وكان هناك تدافع وتحدي بينهم. ولذلك، تم تسمية السوق باسم عكاظ، كما قيل أن التعاكظ هو التفاخر والتباهي، وهو ما كان يفعله التجار والشعراء داخل السوق.
ما نعرفه عن سوق عكاظ
سوق عكاظ هو واحد من أهم الأسواق العربية وكان مشهورا جدا بين العرب في العصور الجاهلية. كان يعتبر سوق عكاظ المكان الرئيسي للسياسة والأدب في ذلك الوقت. وكان الشعراء والخطباء يتوجهون إلى السوق لإلقاء خطبهم. وفي سوق عكاظ، تعلق القصائد السبع، وهي واحدة من الأشياء التي تفاخر بها العرب بلغتهم الفصحى. وكانت العديد من القبائل تأتي إلى السوق، مثل قريش والأحباش وأيضا سليم وعقيل وغيرها من القبائل العربية. وكانت فترة السوق تمتد من منتصف ذي القعدة حتى نهاية الشهر نفسه. تم افتتاح سوق عكاظ بعد حادثة عام الفيل بحوالي خمس عشرة عاما.
من هو صاحب سوق عكاظ
كان السوق يخضع لقبيلة هوازن، وكان يملكه لقيس بن عيلان، وكان أيضاً مملوكاً لثقيف، وفي إحدى المرات، حاولت قبيلة هوازن منع قبيلة قريش من دخول سوق عكاظ.
اين يقع سوق عكاظ
كان سوق عكاظ موجودا في واد كبير بين مكة المكرمة والطائف، وتحديدا في منطقة تعرف باسم الأثيداء، وكانت هذه المنطقة معروفة بزراعة النخيل وتوفر المياه، كما كانت المنطقة مستوية بشكل كبير وخالية من الجبال. ومع ذلك، كان هناك بعض الأنصاب في السوق التي وضعت هناك للرحلة العربية التي كانت تمر في السوق أثناء ذهابها وعودتها من الحج. وبما أن المنطقة كانت تزخر بالناس، كان الشعراء يأتون إلى السوق ويقولون شعرهم، ويجتمع الناس حولهم للاستماع إليهم ويتم تداول أخبارهم وشهرتهم.
ماذا كان يحتوي سوق عكاظ
كان السوق في الأساس مكانا لتجمع التجار لعرض بضائعهم، وهو أحد أكبر الأسواق في الجزيرة العربية، وكان يمر عليه الكثير من القوافل. كان السوق المكان المناسب للشعراء الذين يأتون من كل قبيلة عربية لعرض لغتهم وأدبهم المميز، كما كان يتم بيع الخمور التي تأتي من البصرة وغرة، والسمن الذي يصنعه البادية، والأدام اليمني، والحرير والأحذية والسلاح والطيب والمعادن وغيرها من الأشياء. كما كان يتم بيع الزيت والزبيب من بلاد الشام. كما كان السوق مكانا لبيع الحيوانات، ويعتبر سوق عكاظ مكانا كبيرا لبيع الرقيق والعبيد، وهناك تم شراء زيد بن حارثة من قبل السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم. كما كانت الملابس والنسيج والتمر والعسل متوفرة للبيع. ومع ذلك، كان الشعر والتنافس فيه محورا رئيسيا، ولكن بسبب المنافسة في الشعر، كانت هناك الكثير من الحروب بين القبائل، وأحد أشهر تلك الحروب هي حرب الفجار. ذهب النبي الكريم إلى هذا السوق لنشر دعوة الإسلام.
ما هو الشعار الديني في سوق عكاظ
لكل منطقة في الجزيرة العربية وكل قبيلة كان لها شعار ديني تعتز به بين القبائل، وكذلك كان لسوق عكاظ شعار ديني خاص بها، فكان هناك صنم يعرف باسم جهار لهوازن، وكانت هناك أحجار أخرى يتم التطواف حولها، وكان هناك العديد من العرب الذين يتجهون إلى سوق عكاظ لأغراض العبادة والحج إلى هذه الأصنام، ولذلك كان سوق عكاظ من الأسواق الهامة جدا بين العرب بسبب العدد الكبير من الناس الذين كانوا يحجون إليه.
كانت العرب في أيام الجاهلية تشتهر بعدد كبير من الأسواق المميزة التي كانت تجذب القبائل من مختلف الأماكن، ومن أشهر تلك الأسواق سوق عكاظ وسوق ذي المجنة الواقع بالقرب من مكة المكرمة.