تاريخ اللهجة الكويتية وأهم ما يميزها
من أبرز ما يميز المجتمع الكويتي هو لهجته المميزة بين العديد من المجتمعات العربية، وتعد اللهجة الكويتية الاسم الشامل لمجموعة من اللهجات، وعددها حوالي ست لهجات تعود جميعها إلى الأصل العربي. وبفضل ممارسة أهل الكويت للعديد من المهن القديمة مثل التجارة والسفر والانفتاح على العديد من الدول والأقطار المجاورة مثل الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية وبلاد فارس، تم جمع اللهجة الكويتية بين العديد من الألفاظ واللهجات المختلفة لتشكل اللهجة الكويتية .
تناولت هذا التقرير تاريخ تطور اللهجة الكويتية وأهم ما يميزها على مدى السنوات الماضية
تاريخ اللهجة الكويتية وتطورها : يقسم المؤرخون اللهجة الكويتية إلى عدة مراحل مختلفة، حيث تنوعت هذه اللهجة خلالها. وذكر المؤرخ الكويتي خالد الرشيد ست مراحل رئيسية، وهي اللهجة الجبلة أو القبلة، واللهجة الخاصة بالشرق وجزيرة فيلكا والجهراء والفنطاس والدمنة أو العوازم. ويرجع الفرق بين اللهجات في دولة الكويت إلى الاختلاف في المفردات والقواعد والنطق والألفاظ الجوهرية في اللغة، على الرغم من الاعتقاد السائد بوحدة اللهجة الكويتية .
يتضح أحد أبرز الاختلافات في اللهجة الكويتية من خلال كلمة `سكر`، حيث تنطق بكسر الشين في لهجة منطقة الشرق في الكويت وبفتح الشين في لهجة منطقة الفنطاس في الكويت. وبالإضافة إلى ذلك، في لهجة منطقة الجبلة أو القبلة في الكويت يتم فتح الشين وكسر الكاف. وهناك العديد من الاختلافات الأخرى في المفردات المستخدمة في اللغة، مثل كلمة `كرفاجة` التي تعني `سرير` في لهجة الفنطاس، وكلمة `غدان` في لهجة جزيرة فيلكا في الكويت، وتعني `علاق الملابس`. هذه الكلمة عتيقة وما زالت تستخدم بنسبة قليلة حتى الآن .
أسباب تعدد اللهجات في دولة الكويت : ويشير المؤرخون إلى أسباب عديدة لتعدد اللهجات في دولة الكويت، منها وفيات الطاعون التي حدثت في عام 1831 وجدري عام 1930، بالإضافة إلى الزواج من خارج الكويت والانفتاح النفطي ودخول العمالة العربية الوافدة إلى أراضي الكويت، وكذلك التجنيد الإلزامي والغزو العراقي الذي جمع الكويتيين من كل الفئات والطوائف، وجميع هذه العوامل أدت إلى تعدد اللهجات داخل الكويت .
والجدير بالذكر انه لم تتأثر اللهجة الكويتية باللجهات العربية فحسب ، بل كان للغات الغير عربية دور ايضاً في تطوير هذه اللهجة ، وهذا ما أكده الدكتور يعقوب الغنيم حين قال « وإذا كانت اللهجة الكويتية قد عادت إلى توازنها بعد تلقي هذا الضغط القوي ، وذلك بحذف بعض الكلمات الدخيلة واستبدال كلمات عربية فصيحة بها مثل : الموتر و الكرفاية و الطنباخية و السلقي و الرنق و الكنديشن حيث أصبحت تستعمل بدلاً منها كلمات السيارة والسرير والكرة و المساحة واللون أو الصبغ والمكيف» وذلك بسبب توافد العمالة العربية الأجنبية ووسائل الإعلام الحديثة.
اللهجة الأقرب الى اللهجة الكويتية : تعد اللهجة القطرية الأقرب للهجة الكويتية بسبب الاحتكاك المستمر، خاصة بعد اكتشاف النفط في الأربعينات، وما زالت الأجيال تفضل اللغات الأجنبية بسبب الانفتاح الذي يعيشه الأشخاص الحاليين .