تاريخ الجيش السعودي و مراحل تطوره
أظهر الجيش السعودي مع مرور السنين قوته وقدرته على مواجهة جميع الأزمات التي يتعرض لها، وأثبت لشعب السعودية قدرته على تأمين الحماية اللازمة للبلاد والشعب بفضل كفاءته العالية. دعونا نتعرف على تاريخ تأسيس القوات المسلحة السعودية ونلقي نظرة على إنجازاتها المهمة في الوطن والمنطقة الإقليمية .
تتكون القوات المسلحة السعودية من أربعة أقسام رئيسية وهي القوات البرية الملكية السعودية، والقوات الجوية الملكية السعودية، وقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، بالإضافة إلى قوة الصواريخ الاستراتيجية الملكية السعودية. يترأس الملك سلمان بن عبدالعزيز هو خادم الحرمين الشريفين ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز جميع هذه الأقسام، بالإضافة إلى فريقين كبيرين: رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن فياض بن حامد الرويلي .
النشأة والتاريخ :
أول من شكل القوات المسلحة السعودية هو الملك المؤسس ” عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ” حيث بدأت بستين رجلا فقط ، ورغم صغر حجمها، كان لها أثر كبير في استعادة أراضي المملكة وتأسيس الدولة السعودية الأولى. زاد عدد الجيش بعد نقله من الكويت إلى الرياض بعد تحريرها في عام 1902، وأصبح تنظيم القوات المسلحة يتألف من فرق محاربة من جيش الجهاد، وهم رجال الحاضرة، وجيش الإخوان، وهم رجال البادية. هذا كان أول تنظيم للجيش السعودي الذي تم تشكيله .
مع مرور الوقت، تم تعزيز الجيش النظامي وتطويره تدريجيًا حتى أصدر الملك قرارًا بتأسيس مديرية للأمور العسكرية لإدارة شؤون الجنود والإشراف على الجيشالنظامي، وكان المقر الرئيسي لها في مكة المكرمة، وكانت تخضع لإدارة وكالة المالية في ذلك الوقت .
بعد توحيد البلاد وتأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932، صدر قرار بتشكيل وكالة للدفاع إضافة إلى إنشاء مديرية الأمور العسكرية، وكان مقرها في مدينة الطائف. تم تعيين الشيخ عبدالله بن سليمان كأول وكيل للوكالة بالإضافة إلى منصبه كوزير للمالية. بعد توليه منصب الوكيل، قام بإعادة تنظيم وحدات الجيش لتصبح مقسمة إلى سلاح المشاة وسلاح المدفعية وسلاح الفرسان. تم تشكيل أفواج وكتائب وألوية وتزويدها بالأسلحة والرشاشات والمدافع وأجهزة اللاسلكي. تم توزيعها في جميع أنحاء المملكة. تم أيضا إنشاء أول مدرسة عسكرية في الطائف في عام 1934 لتدريب وتخريج دفعات من العسكريين، ولكن تم إلغاؤها لفترة وأعيد تشكيلها في عام 193 .
نظرا لتوسعة تنظيم الجيش السعودي، صدر أمر ملكي في عام 1943 بإنشاء وزارة الدفاع لتحل محل وكالة الدفاع. تم تعيين الأمير منصور بن عبدالعزيز كأول وزير للدفاع السعودي، وفي ذلك الوقت بدأت فكرة الابتعاث إلى الخارج لإرسال منسوبي الجيش السعودي للتدريب في عدد من الدول العربية. وبعد وفاة الأمير منصور في عام 1951، تم تعيين الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع .
بعد وفاة الملك عبدالعزيز، تولى ابنه الأمير فهد بن سعود بن عبدالعزيز رئاسة المملكة والقوات المسلحة، ثم توالت على الحكم الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالعزيز ال سعود. وتميزت فترة حكمة للأمير سلطان بن عبدالعزيز بتطور ملحوظ في قوات الدفاع السعودية .
إنجازات القوات المسلحة السعودية :
خاض الجيش السعودي العديد من الحروب بكل شجاعة وقوة ، فكانت له إنجازات مشرفة ، فمثلا في حرب الـ48 أمر الملك عبدالعزيز بإرسال الجنود البواسل إلى أرض المعركة وأرسل كمية من البنادق والذخيرة إلى الثوار الفلسطينيين ، كما تبرع عموم الشعب السعودي بمبلغ خمسة ملايين ريال ، وقد ذكرت الصحف آنذاك بأن الملك فاروق منح أنوط ونياشين لمجموعة من الضباط والجنود تقديرا لجهودهم وشجاعتهم في المعارك .
في عام 1973، شارك الجيش السعودي بجميع فروعه في حرب العدوان الثلاثي (حرب أكتوبر)، والتي شنتها إسرائيل وفرنسا وبريطانيا ضد مصر. وشاركت القوات الأردنية أيضا لدعم مصر في الصراع. وقامت القوات السعودية بحماية الطائرات المصرية من الغارات الجوية الكثيفة، وقدمت للقوات المصرية حوالي 20 مقاتلة نفاذة من طراز فامبير. وظلت القوات السعودية مرابطة حتى انتهاء الحرب الثلاثية على مصر .
من بين الحروب الهامة التي شاركت فيها المملكة لمساعدة جيرانها الدول، تأتي في مقدمتها حرب الخليج الثانية المعروفة أيضا بـ `عاصفة الصحراء`. حدثت هذه الحرب بعد أن اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت في 2 أغسطس 1990. طالبت الكويت بانسحاب العراق من أراضيها، وعقد اجتماع طارئ وفرضت عقوبات اقتصادية على العراق. وبسبب تصرفات القيادة العراقية بقيادة صدام حسين، قررت قوات التحالف المكونة من السعودية والكويت والولايات المتحدة وبريطانيا خوض حرب جوية وبرية وبحرية. بدأت الغارات الجوية المكثفة على العراق بواسطة المقاتلات السعودية والأمريكية والبريطانية، وبعد ذلك تم تنفيذ هجوم بري وجوي وبحري شامل في عام 1991. ومن بين المعارك الهامة التي خاضها الجيش السعودي كانت معركة الخفجي، حيث تقدمت القوات العراقية نحو المملكة العربية السعودية بهدف احتلال مدينة الخفجي التي تقع على الحدود بين الكويت والسعودية. ولكن في غضون 72 ساعة، تمكنت القوات البرية السعودية والحرس الوطني والكويت وقطر من هزيمة العراق. خلال هذه المعركة، قتل عشرة جنود سعوديين وأصيب 32 آخرين، بينما خسر العراق أكثر من 32 جنديا وأسر 113 آخرين .
أثبت الجيش السعودي بروحه المقدام وكفاءته العالية بأن دوره لا يقف عند حماية شعبه وأرضه ووطنه ، بل هو مستعد للتضحية بكل ما أوتي من قوة وعزم من أجل حماية جيرانه وكل من يطلب منه يد العون ، فيسرع ملبيا للنداء لأنه يؤمن بأن بلده بلد سلام ويدعو للسلام ودائما ما يكون في الصفوف الأولى من أجل حماية كل من يطلب الحماية للدفاع عنه وعن أرضه ، فهذا الجيش العظيم يعي تماما واجباته التي تحتم عليه أن يكون دائما على استعداد للرد على أي محاولة عدوان تتعرض لها الأرواح والمقدسات ، فهو قادر على ردع العابثين والمهددين للأمن والاستقرار سواء كان في الأراضي السعودية أم خارجها .
استخدام الجيش السعودي في حربه عاصفة الحزم عمليات رد فعل سريعة باستخدام تخطيطات استراتيجية، وتحول من الدفاع إلى الهجوم بأسرع وقت، مما جعل القوات الجوية السعودية تصل إلى أهدافها بأمان دون المساس بالمدنيين والأبرياء .
حل الجيش السعودي في المرتبة الثانية عربيًا كأقوى جيش عربي، وذلك وفقًا للإحصائيات التي نشرتها مجلة عالمية حول أقوى جيوش العالم لعام 2014 .