تاريخ البرتغال و إنتشار الإسلام بها
البرتغال تقع في شبه الجزيرة الأيبيرية، وسيطر عليها الحكم الإسلامي لفترة قصيرة من الزمن، مما جعلها منطقة صراع بين طوائف المسلمين والمسيحيين، وحتى الآن، لا تزال العديد من مدنها تحمل أسماء تذكرنا بتاريخنا الإسلامي، ومن أبرز مدن البرتغال مدينة لشبونة، التي كانت تعتبر عاصمة الغرب الأندلسي في الدولة الإسلامية .
نبذة عن تاريخ البرتغال
يربط بعض المؤرخين تاريخ البرتغال بإسبانيا، وعلى الرغم من وجود تشابه في الحضارتين، فإن هناك اختلافات بين كل منهما، والحقيقة هي أنهما كانتا تحت حكم الدولة الأيبيرية .
– و يمكن تقسيم تاريخ البرتغال إلى عدة فترات ، و تبدأ هذه الفترات منذ عام 1095 و حتى 1974 .
تأسست المملكة البرتغالية في الفترة بين عام 1095 وعام 1279، وامتدت حدودها حتى وصلت إلى الحدود الحالية .
يعد هذا التاريخ وحتى عام 1415 م، فترة تم خلالها إنشاء الحكم الملكي بشكل تدريجي، وكان هذا الإنشاء ليس تغييرًا مفاجئًا أو جذريًا، بل حدث ببطء، وعلى الرغم من مقاومة بعض النبلاء والكنيسة لإنشاء هذا النظام الملكي، فقد حدث على أية حال .
منذ عام 1415 وحتى عام 1580، شهدنا حروبا صليبية، وتبعتها العديد من الاكتشافات الهامة في المحيط والمسار المحيط بالهند. بعد ذلك، تمكن البرتغاليون من توسيع إمبراطوريتهم بشكل واسع، تمتد من البرازيل إلى جزر الملوك. وتميزت هذه الفترة بأنها ذروة ازدهار الإمبراطورية البرتغالية قبل سقوطها .
انتقلت البرتغال لحكم الملوك الإسبان بين عامي 1581 و1640، ثم استقلت عن إسبانيا في عام 1755، ومن ثم خضعت لفترة طويلة من الإصلاح وانتهت بإعلان مملكة البرتغالالدستورية في عام 1910 .
ثم سقطت البرتغال ووقعت تحت نظام ديكتاتوري، وظلت تحت حكمه حتى تأسيس النظام الديمقراطي فيها عام 1974 .
الفتح الإسلامي في البرتغال
– كانت بداية الفتح الإسلامي للبرتغال في عام 800 م تقريبا ، و لم يكن الفتح في هذه المنطقة يعرف وقتها بفتح البرتغال ، بل عرف بفتح منطقة ايبريا ، و التي كانت تضم اسبانيا و البرتغال ، و قد كان الهدف من فتح بلاد البرتغال و اسبانيا في ذاك الوقت ، هو تمديد بقعة الدين الإسلامي ، و صد الهجمات التي تأتي من الغرب و الشمال ، فضلا عن رغبة المسلمين في نشر الإسلام في تلك البلاد المحيطة .
كان السكان الذين يعيشون في هذه المنطقة في ذلك الوقت يعرفون باسم القوطيين، وكانوا ممزوجين مع المسلمين، حيث اعتنق العديد منهم الإسلام بعد الفتح الإسلامي. كانت شبه الجزيرة الإيبيرية في ذلك الوقت تدين سكانها بالمسيحية، وذلك منذ أن كانت تحت حكم الرومان .
– تم فتح الدولة الأيبيرية في عصر الدولة الأموية الثانية، وسبب التوسع هناك كان موسى بن نصير، الذي كان واليا لأفريقيا في ذلك الوقت، وكان معروفا بخططه لنشر الإسلام، مما مكنه من توسع بقعة الإسلام وازدهارها، حتى وصلوا إلى الأندلس بعد السيطرة على مدينة طنجة المغربية .
النزاعات على الأندلس و البرتغال
ورد أن الرومان لم يستطيعوا الاستسلام لحكم المسلمين بسهولة ، و قد حاولوا إغراء المسلمين بالاراضي و الأموال ، حتى يعودوا إلى المغرب و يتركوا الأندلس ، و قد ذكر أيضا أن هذه البلاد بعد الفتح الإسلامي كانت في أوج إزدهارها ، و استطاع المسلمين القضاء على الفوضى السياسية و الاضطهاد بها ، كما أنهم استطاعوا نقل العديد من الحضارات و العلوم و الطب و الفلسفة و غيرها ، و نشروها هناك مما مكنهم من تنوير السلالات التي تسكن الأندلس .