تأثير لون الدواء على فاعليتها بالنسبة للمريض
يمكن أن يؤثر لون الدواء على نفسية المريض، حيث إذا تم تقديم قرص دواء باللون الوردي وآخر باللون الأصفر أو باللون البرتقالي لمريض، قد يحاول التفكير في طعم الدواء أو توقعه، وقد يتوقع بعض الأشخاص أن القرص الأحمر للدواء قد يكون له تأثير أكبر .
لون الدواء وأهميته بالنسبة للمريض :
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أهمية لون أقراص الدواء في نظر المريض، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على استجابته للعلاج وتناول الدواء وفقًا لتوجيهات الطبيب، بالإضافة إلى طعم الدواء في الفم .
يعتبر لون أقراص الدواء أمرا مهما بالنسبة لفعاليته على المريض. فالأدوية المتناولة عن طريق الفم لها ألوان مختلفة، بينما تكون محاليل الأدوية التي تؤخذ بالحقن في الوريد أو العضل أو تحت الجلد شفافة مائية، وتختلف أهمية لون الدواء بالنسبة لكل من المريض والطبيب والصيدلية والشركة المنتجة
كيفية تحديد شكل ولون الدواء
تُنفق الشركات المنتجة للأدوية مبالغ كبيرة في إجراء الأبحاث والدراسات التي تضمن فاعلية وسلامة الدواء الجديد عند إدخاله إلى السوق، وبهذه الطريقة تحصل الشركات على حقوق إنتاج الدواء وتسويقه لعدة سنوات.
وغير ممكن لأي شركة أدوية أخرى أن تشارك في ذلك حتى تتمكن الشركة المبتكرة من استعادة الأموال التي اتفقت عليها وتتمكن من تغطية تكاليف الإنتاج والتوزيع والدعاية الطبية وبالتأكيد تحقيق الربح المادي. ولكن من المهم ضمان توفير الدواء للمرضى بمعايير إنتاجية عالية، لأن الحصول على سمعة جيدة للدواء الخاص بها ونجاحه بالإضافة إلى الربح المادي أمر مهم للشركة المنتجة .
تقوم الشركة المبتكرة للدواء بوضع مواصفات خاصة للنسخة الأصلية من الدواء، بما في ذلك شكله ولونه وحجمه وأشكال العقاقير الأخرى المستخدمة في العلاج. وبالتالي، تختار الشركة مظهرا وحجما ولونا مختلفا عن تلك الموجودة في أي دواء آخر ليكون لديها علامة تجارية فريدة لهذا الدواء فقط. بعد انتهاء فترة الامتياز الحصري للدواء، يسمح للشركات التجارية الأخرى بإنتاجه، ولكن يبقى لون الدواء وشكله وحجمه خاصا بالشركة الأصلية. وتقوم الشركات الأخرى بتغيير لونه وشكله وحجمه ليكونوا مختلفين عن تلك الشركة الأصلية .
أهمية لون الدواء بالنسبة للطبيب :
يهتم الطبيب بالتأكد من قدرة المريض على الإمساك بالدواء وتناوله وابتلاعه بسهولة، بالإضافة إلى قدرته على التمييز بين الدواء وغيره، لتجنب الخلط بين الأدوية الأخرى، وبالتأكيد يهتم المريض أيضًا بالشكل والحجم واللون لنفس الأسباب .
دراسة هندية عن تأثير لون الدواء :
تم نشر دراسة هندية حديثة من قبل أحد الباحثين في جامعة بومباي. تم نشر هذه الدراسة في مجلة `المجلة الدولية للتكنولوجيا الحيوية`، والتي تركز على البحوث الدولية في مجال التكنولوجيا الحيوية. قام الدكتور سريفاستافا وزملاؤه بإجراء دراسة ميدانية على أكثر من ٦٠٠ فرد لدراسة تأثير الألوان المختلفة للأدوية عليهم، خاصة أقراص الدواء المتوفرة في الصيدليات والتي يمكن الحصول عليها دون استشارة الطبيب .
لاحظ الباحثون أن معظم المرضى يفضلون الأقراص الدوائية ذات اللون الأحمر عن الألوان الأخرى، وأن ثلاثة أرباعهم يعتبرون لون الدواء عاملاً مساعدًا لهم في تذكر الدواء وضمان استمرارهم في تناوله .
استنتج الباحثون أن 14% من المرضى يعتقدون أن الدواء ذو اللون الوردي يكون طعمه ألذ من الدواء الأحمر، وأن الدواء الأصفر يكون مالح الطعم، بينما يعتقد 10% من المرضى أن الدواء البرتقالي يكون حامض الطعم. تستند هذه التوقعات إلى لون الطعام فقط، بغض النظر عن مكونات الدواء أو طعمه أو هدفه. لاحظ الباحثون أيضا أن الدواء الأحمر يحظى بقبول خاص لدى الأشخاص في منتصف العمر والشباب، وخاصة النساء .
أفاد الباحثون بأن تناول المريض لقرص دواء يؤدي إلى حالة تفاعل نفسي تشمل التوقعات والخبرات الحسية المتعلقة بشكل ولون الدواء، ولذلك يكون له تأثير علاجي فعال. وطالب الباحثون بضرورة استغلال هذه المعلومات لأنهم لاحظوا أن الوسط الطبي يلقي اهتماما ضئيلا للون فيما يتعلق بالتأثيرات النفسية والعلاجية، على الرغم من أن الوسط الطبي يعتبر اللون مهما جدا في تمييز الأدوية لتجنب الأخطاء في تناولها وتجنب الخلط بينها .