تأثير الغدة الدرقية على الحمل
تعتبر فترة الحمل من أهم فترات حياة المرأة، وتترتب عليها العديد من التغييرات في نمط الحياة. وعلى الرغم من أنه يجب على الرجل والمرأة مواجهة معظم هذه التغييرات في أي علاقة بينهما، إلا أن هناك بعض التغييرات في نمط الحياةتتعلق بالنساء بشكل خاص .
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الزوجين اتخاذ بعض التغييرات ككيان واحد، وتشمل هذه الأشياء التخطيط المالي، وبعد أن تم التخطيط بشكل جيد للحصول على هذا الطفل، يجب أن يكونوا سعداء، وقد يبدو الأمر وكأنه خرج من فيلم مثالي .
وعلى الرغم من ذلك، تدرك أن الحقيقة تكون أبعد ما يكون عن ذلك عندما يتحدث الطبيب معك حول مشاكل غدة الدرقية التي تعاني منها. في هذه الأوقات، يجب ألا تشعري بالهلع وتبذلي مجهودا خاصا لمعرفة المزيد عن تأثير غدة الدرقية على الحمل ومعرفة كيفية البقاء على قيد الحياة في حالة صحية خلال الحمل، على الرغم من معاناتك من مشاكل الغدة الدرقية.
تأثير الغدة الدرقية على الحمل :
1- العامل الوراثي (الجين) : تؤدي طفرة جين MTHFR إلى مشاكل في الغدة الدرقية لدى عدد من النساء الحوامل، مما يجعل فكرة الولادة الطبيعية غير ممكنة بالنسبة لهن. ووفقًا للتقارير، يُقال إن 1 من كل 5 نساء حوامل معرضات لهذه المشكلة.
الحقيقة أن هناك الكثير من الأبحاث الطبية التي تجرى في هذا المجال حاليا. وإذا تم الكشف عن هذه التغيرات في وقت مبكر من الحمل، يمكن التعامل معها بفعالية. لذا، من المستحسن أن تجري اختبارا لهذا النوع من التحولات بمجرد معرفتك بأنك حامل. وهناك اختبارات منزلية متاحة (مثل اختبار 23andMe) لاختبار طفرة MTHF.
2- رشح الأمعاء و الغدة الدرقية : في بعض الأحيان، يكون الجسم غير قادر على هضم الطعام والمغذيات بشكل صحيح وتنشأ حالة نفاذية الأمعاء، حيث تصبح الأمعاء رقيقة وتتسرب البكتيريا الجيدة وينزلق الطعام، مما يسبب مشاكل في الامتصاص والهضم .
يبدو أن لهذا الدواء تأثيرًا على مستوى الغدة الدرقية للشخص، ويمكن أن يؤثر على الحمل أيضًا. وبالتالي، إذا كنت حاملًا أو تخطط للحمل، فيجب عليك أن تتخذي احتياطات خاصة لضمان عدم تعرضك لهذه المشكلة. وفي هذه الحالة، يجب عليك إخبار طبيبك في أقرب وقت ممكن .
3- إمتصاص الحديد : بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من طفرة MTHFR، فإن حمض الفوليك الذي يتم استهلاكه بشكل صحيح لا يتم امتصاصه بالطريقة الصحيحة، ومن أجل منع العيوب الخلقية وتعزيز نمو الطفل، يجب على الأم الحامل استهلاك 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميا.
إذا كانت لديك مشاكل في الغدة الدرقية، يمكنك ضمان توفير العناصر الغذائية الضرورية اليومية لطفلك عن طريق تناول الفولات بدلا من أقراص حمض الفوليك. يمكن الحصول على حمض الفوليك من العديد من الخضروات، وهو موجود أيضا في الفواكه مثل التوت. إذا كنت حاملا أو تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، تأكدي من إبلاغ طبيبك حتى يتمكن من وضع نظام غذائي ملائم لحالتك وضمان نمو صحي للجنين الذي لم يولد بعد.
4- التسمم : التراكم السمي هو حدوث شائع في مرضى الغدة الدرقية بشكل عام، وهو أكثر انتشارا بين السيدات الحوامل اللاتي يعانين من مشاكل في الغدة الدرقية، والآن، ندرك أن التلوث في مدينتك أو الملوثات في مياه الصنبور الخاصة بك هي أمور خارجة عن إرادتك. ومع ذلك، إذا كنت حاملا وتعانين من مشاكل في الغدة الدرقية، فتأكدي أنت وشريكك من تنظيف المنزل بدون استخدام المنتجات المليئة بالمواد الكيميائية الضارة.
وهذا يعني التخلص من الروائح الكريهة في الغرف ومزيلات العرق والطعام الفاسد وأمور مماثلة. وبالنظر إلى أنك تقضي جزءا كبيرا من يومك في المنزل طوال 24 ساعة (سواء كنت نائما أو مستيقظا) ، من المنطقي أن تستثمري وقتك وجهودك في تنقية البيئة. هذه الخطوات الصغيرة ستكون لها أثر كبير في توفير بيئة آمنة وصحية لطفلك للنمو فيها ، قبل وبعد الولادة .
5- اضطرابات السكر في الدم : ترتبط جميع الهرمونات في جسم الإنسان مع بعضها البعض. وبالتالي ، فإن مستوى السكر في الدم لدى الشخص يؤثر مباشرة على أجسام المضادات للغدة الدرقية. يقول الأطباء أن التوازن في مستوى السكر في الدم لدى النساء الحوامل يمكن أن يقلل من القلق وأجسام المضادات للغدة الدرقية.
لذلك، ينبغي على النساء الحوامل، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية، تناول كمية جيدة من الدهون والبروتينات على مدار اليوم. إذا لم تتمكني من تناول الكمية الموصى بها في وجبة واحدة، يمكنك تقسيمها إلى جزئين وتناولها في أوقات مختلفة. سيساعد ذلك في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة، وبالتالي ضمان أن مشاكل الغدة الدرقية تبقى تحت السيطرة.
6- استهلاك اليودين : يعتمد طفلك الصغير بشكل كامل على هرمون الغدة الدرقية في الثلث الأول من الحمل. ومع مرور الشهور، يبدأ طفلك بإنتاج هرمون خاص به، ويصبح مكتفيا ذاتيا. وفي ذلك الوقت، يحتاج الجنين إلى اليود لإنتاج هرمونه الخاص، ويجب أن يدرج اليود كجزء من نظامك الغذائي، حتى يتمكن الجنين من إنتاج الهرمون الخاص به.
يجب على النساء الحوامل استهلاك 250 ملغ من اليود يوميًا، وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وللتأكد من سلامة صحة طفلك، يجب تعديل نظامك الغذائي بما يلبي احتياجات الجنين المتزايدة لليود، وذلك للحد من خطر إصابته بأمراض الغدة الدرقية.