تأثير الطقس على المزاج
الطقس يكون لديه عوامل عديدة تؤثر على تغيرات الدماغ، المزاج يمكن ان يتحسن او يصبح اسوا، العلاقات يمكن أن توصف بأنها عاصفة. أي أن العواطف تشبه الطبيعية، غير مستقرة، تتطور ولا يمكن التحكم بها. الطقس يوفر لغة واضحة من أجل وصف الجو العاطفي، ويمكن ان يؤثر فيه. يمكن ان يجعله افضل أو أسوا
تأثير الشمس على المزاج
من بين جوانب الطقس المتعددة، تلك التي تتعلق بالشمس هي العامل الأساسي في التحكم بالمزاج. ورغم أن الرابط بينهما أضعف بكثير مما يتصوره الكثيرون، فإن ضوء الشمس قد ثبت أنه يعزز المزاج الإيجابي ويقلل من المزاج السلبي، كما يخفف من التعب
أي شيء يؤثر على المزاج يمكن أن يؤدي إلى تأثيره على السلوك أيضا. يمكن للأشخاص السعداء أن يخدموا بعضهم البعض بشكل أفضل، ويكون الناس أكثر تعاونا في الأيام المشمسة أيضا. إحدى الدراسات أظهرت أن زبائن المطاعم في مينيسوتا عادة ما يعطون بقشيش أعلى في الأيام المشمسة. يمكن للمستثمرين أيضا الاستفادة مثل النوادل. ووجدت دراسات أمريكية أن العوائد المالية تكون أفضل في الأيام المشمسة
تستطيع الشمس أيضا أن تذيب القلوب. في عام 2013، قام بحث نفسي شاب فرنسي وسيم بمحاولة التغزل في مجموعة من الفتيات العازبات. حقق الشاب تأثيرا أكبر على الفتيات وجذبهن في الأيام المشمسة بنسبة 22% مقارنة بالأيام الممطرة والغائمة التي بلغت نسبتها 14% فقط. قام أيضا بدراسة تأثير التغزل على النساء باستخدام مساعدة الشمس، وأجرى دراسة حول تأثير التعرض للزهور والمعجنات في إغواء النساء.
دراسات حول تأثير الشمس
هناك أيضا دراسة أسترالية أظهرت أن أشعة الشمس يمكن ان تؤثر على الحدة العقلية، حيث طلب من أشخاص يقومون بالتسوق تذكر الأشياء التي رأوها ومروا بها، معظم الأشخاص أظهروا قدرة على التذكر وحدة عقلية أكبر في الأيام المشمسة، يتوافق هذا التأثير مع نتائج أخرى بمعنى أنه يمكن أن تؤدي أيضا الحالة المزاجية السلبية إلى زيادة الحذر واليقظة.
قد يؤدي الطقس الرمادي إلى جعل الشخص أكثر يقظة وحذرًا، وأظهرت إحدى الدراسات أن المسؤولين عن القبول في الجامعات قاموا بتوزيع أوراق الاعتماد الأكاديمية للمتقدمين بشكل أكبر في الأيام الغائمة، بينما تم توزيع الأوراق غير الأكاديمية في الأيام المشمسة
تأثير درجة الحرارة على المزاج
يمكن أن تؤثر درجات الحرارة على المزاج والسلوك بشكل مستقل عن أشعة الشمس. كلما ارتفعت درجة الحرارة بعيدًا عن 20 درجة مئوية، كلما شعر الإنسان بعدم الارتياح أكثر. وأظهرت دراسة أيضًا أن معدل المساعدة الشخصية ينخفض عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون القيمة
بالإضافة إلى ذلك، كلما ارتفعت درجة الحرارة كلما زادت نسبة التصرف بعدوانية لدى الأشخاص. ويزداد معدل التصرف بعدوانية في السنوات والشهور والأيام وأوقات النهار الحارة، وهو نمط يلاحظه المجرمون ومن يرتكبون أعمال الشغب، كما تصبح لاعبي البيسبول أكثر قسوة في الأيام الحارة، وهذا التأثير لا يعتمد فقط على العرق .
يمكن أيضًا أن تؤدي الحرارة إلى زيادة العنف اللفظي، ووفقًا لدراسة أمريكية، يمكن أن يزداد معدل الكلمات السلبية والعنيفة في الأيام الحارة، حتى عند التحدث في المواضيع العادية
تأثير الرطوبة على المزاج
جوانب الطقس المختلفة عن الحرارة وأشعة الشمس يمكن أيضا أن تؤثر على المزاج. الرطوبة يمكن ان تجعل الأشخاص متعبين ومنزعجين، ويمكن ان تؤدي تقلبات الضغط الجوية إلى تغير في الحالة المزاجية والصداع، وقد وجدت بعض الدراسات صلة بين الضغط المنخفض والانتحار. في الأيام الممطرة، يشعر الناس برضى اقل عن حياتهم.
الطقس يؤثر على نفسية الأشخاص بطريقة لا تعد ولا تحصى، أسباب ذلك لا تزال غير واضحة بشكل كافي. أحد الاحتمالات هو أن تأثيرات الطقس على المزاج هي فيزيولوجية في المرتبة الأولى. الحرارة الزائدة مزعجة وتفرض ضغوط على الجسم في تنظيمه الحراري، لذا يمكن ان يصاب الشخص بالتهيج والعدوان.
تعرض الجسم لأشعة الشمس يؤدي إلى إنتاج فيتامين د وزيادة إنتاج السيروتونين في الدماغ، الذي يحسن المزاج. يُعَدُّ التعرض للضوء المشع طريقة لعلاج الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشتوي والاضطراب العاطفي الموسمي، كما أن تعرض الأشخاص غير المتأثرين لأشعة الشمس يزيد من مزاجهم.
اختلاف تأثر المزاج بالعوامل الطبيعية
على أي حال، لا تؤثر التغيرات الجوية بشكل مباشر على المزاج، بل تؤثر على الأحوال الفيزيولوجية والاجتماعية للإنسان. وهناك سبب يربط بين الحرارة والعدوانية، وهو أن الناس يتفاعلون بشكل أكبر مع بعضهم في الأيام الحارة، وليس بسبب تأثير مباشر للطقس على المزاج.
تعتمد تأثيرات الطقس على المزاج أيضًا على كيفية تفكير الأفراد وسلوكهم، وبشكل أساسي تكون تأثيرات الطقس على المزاج موجودة فقط عند التواجد في الخارج، وفي دراسة وجد أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات حضرية يقضون فقط 7% من أوقاتهم في الخارج .
أظهرت دراسة أجراها باحث علم النفس الأمريكي ماثيو كيلر وزملاؤه أن الآثار المفيدة للظروف الدافئة والمشمسة على المزاج لم تظهر إلا في الأشخاص الذين أمضوا أكثر من 30 دقيقة في الهواء الطلق في ذلك اليوم. حتى أن الطقس الجيد كان له آثار سلبية على الحالة المزاجية للأشخاص المحاصرين في الداخل، الذين ربما يحدقون في الخارج إلى الجو الشمسي الرائع.
تأثير المطر على المزاج
يمكن أن يؤثر الطقس السيء بشكل سلبي على المزاج، ووجدت دراسة أن 9٪ من الأشخاص يمكن تصنيفهم على أنهم كارهون للمطر. تشعر هذه المجموعة بالغضب وقلة السعادة في الأيام الماطرة، كما وجدت دراسة أخرى صلة بين الأيام الماطرة وزيادة عدد المنشورات الحزينة على Facebook.
يرون الأطباء والخبراء أنه عندما يصبح الجو مظلمًا وكئيبًا يصبح الناس أكثر عرضة للإصابة بالإحباط والوحدة، ويشعر الكثيرون بالوحدة أو نقص الاحترام الذاتي عندما يكون الجو ممطرًا في الخارج.
ينصح الخبراء الأشخاص الذين يشعرون بالكآبة عندما يكون الجو ماطرا بتشغيل الأضواء بدلا من الاختباء في سريرهم وإطفاء الأنوار في عاصفة ماطرة، حيث أثبتت الدراسات أن الضوء يمكن أن يزيد من إفراز السيروتونين ويرفع المزاج. ويشجع الأطباء الناس على المشي في الخارج، حتى عندما يكون الجو باردا وممطرا، حيث يستمر الشخص في التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تساعد في تنظيم الإيقاع اليومي وتحسين المزاج، على الرغم من أن الضوء يكون خافتا.
يمكن أيضا عندما يكون الطقس سيئا ان ينشغل الشخص بمشاهدة فيلم ممتع، أو لعب لعبة او القيام بالأعمال اليدوية أو الرسم وقراءة كتاب. أو شيء مهم آخر جدا ومفيد وهو ممارسة التمارين الرياضية، هذا يمنح الأشخاص المعرضين للإصابة بالكآبة في الأيام الماطرة الحيوية وتقدير الذات، ويزيد من الإندروفين الذي يكون له تأثير إيجابي على المزاج، يمكن ممارسة التمارين من خلال الفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب أو وضع بعض الموسيقا والقيام بالرقص
لا ينبغي للشخص الانعزال في الطقس الماطرد، لأنه عندما يكون بمفرده يمكن أن يشعر بالوحدة بشكل أكبر ويشعر أن الأمور أسوأ مما هي عليه في الواقع. يجب على الشخص التواصل مع الآخرين بدلاً من الانعزال في منزله في مثل هذه الأحوال.
يعتقد الكثيرون أن الطقس له تأثير حقيقي وقابل للقياس على مزاجهم، ولكنه يتأثر بالعديد من العوامل. يمكن أن يكون تأثير الطقس أكبر في أي موقع جغرافي يعاني من فترات طويلة من الطقس غير المعتاد، ولكن يحتاج الأمر إلى دراسات أكثر لفهم تأثيره بشكل أوسع