تأثير الرسوم المتحركة على الاطفال
بداية الرسوم المتحركة وسيطرتها على الاطفال
الرسوم المتحركة أو أفلام الكرتون أو الرسوم الهزلية هي عبارة عن مجموعة من الصور الكرتونية التي تعرض بالتتابع والسرعة على آلة العرض لتوهم العين بأن الأشكال المرسومة تتحرك .
أعلن العالم الإنجليزي بيتر مارك روجيت نظريته الخاصة بالاستمرارية في الرؤية في العين، والتي تقول إن العين تحتفظ بانطباع عن الصورة بعد اختفائها لمدة تتراوح بين ثانية واحدة وعشر ثوان. فمثلا، إذا تم عرض سلسلة متتابعة من الصور الثابتة بشكل لحظي، وكان هناك اختلاف بسيط في حركة الرسمة أو الشيء أو الشخص المصور في أي صورة مقارنة بالصورة السابقة، فإن المشاهد يشعر بأن الحركة متواصلة وطبيعية. تم طرح هذه النظرية في عام 182 .
ثم بدأ العلماء في أوروبا بتجربة هذه النظرية في عدة تجارب، وبعد عدة محاولات تم ابتكار أجهزة مختلفة تعرض الصور بطرق مختلفة لإنتاج صور متحركة، ومن بين هذه الأجهزة:
- الفانوس السحري هو النسخة الأولية لجهاز العرض الحالي أو المسمى بمشغل العرض
- تامتروب هي لعبة شهيرة للأطفال في القرن التاسع عشر، وهي عبارة عن قرص بوجهين يحتوي على صورة حيوان وقفص على كل وجه، وبتحريكه يظهر وكأن ذلك الحيوان يدخل القفص ويخرج منه
- فيناكيستوسكب هو أول جهاز عرض للرسوم المتحركة
- الزويتروب هو جهاز اسطواني يدور لعرض صور متسلسلة مرسومة حول محيطه الداخلي
- الكتاب المتحرك هو كتاب يحتوي على صفحات متحركة سريعة تخلق شعورًا بالرسوم المتحركة
بعد محاولات كثيرة على مدى العقود الماضية لإنتاج الرسوم المتحركة، تم إنتاج أول رسم محوري عام 1900 من قبل ستيوارت بلاكتون، وتبع ذلك أول فيلم كرتون كامل بشخصيات فكاهية عام 1906 .
في عام 1923، بعد افلاس استوديوهات laugh o grams الخاصة به، قام والت ديزني بفتح استوديو جديد خاص به في لوس أنجلوس، وهو أحد أول مشاريعه. وكانت عبارة عن سلسلة كرتون كوميدية تحمل عنوان `كوميديا الأليس`. وفي عام 1928، أصدرت ديزني الفيلم الثالث لشخصية ميكي ماوس الشهيرة .
تأسست شركة وارنر بروذرز في عام 1930 وتعاملت بذكاء مع منافستها والت ديزني وأنتجت سلسلة لوني تونز الشهيرة للعالم، وفي عام 1932 تم إنتاج أول فيلم ملون وهو من إنتاج والت ديزني أيضًا .
تطورت صناعة أفلام الكرتون حول العالم، وأصبحت لها ثقلها وقيمتها بين التراث الثقافي البشري، وانتشرت العديد من القنوات وأفلام الكرتون، وأصبحت شيئاً أساسياً في حياتنا، وحصلت على العديد من المميزات والعيوب التي تؤثر في العقول .
استمرت أفلام الرسوم المتحركة في التطور و الازدهار و ظهور شركات مختلفة و منوعة تتنافس فيما بينها في القصة و الاسلوب و الرغبة في كسب رضاء أكبر عدد من الجماهير حتى طرق الكمبيوتر أبواب هذه الصناعة كما فعل مع كل المجالات، لتدخل به حقبة جديدة و هي الأفلامالمصنوعة بطريقة CGI او رسومات الكومبيوتر الرقمية.
و اخرجت استديوهات شركة بيكسار أول فيلم كارتون طويل مصنوع بأكمله بالكمبيوتر و هو حكاية لعبة عام 1995 لتمتد هذه الحقبة حتى الان و بتطور مستمر في الافكار و الرسوم و القصص و جعل أفلام الكارتون تحصل و تفوز كأي فيلم سينمائي على اهتمام الجمهور و من ثم بيع التذاكر في السينمات عبر شباك التذاكر و تحقيق إيرادات وأرباح تجارية كبيرة .
و قد تكون أفلام الرسوم المتحركة الأميركية هي الأشهر عالمياً في القرن العشرين لتنوعها الكبير و قدرتها الكبيرة و الناجحة للغاية في التوزيع عالمياً، ولكن ذلك لا ينفي محاولات دول أخرى في دخول هذه الصناعة، و من أهمها الدول الأوروبية بما فيها دول أوروبا الشرقية والصين و الهند و ايران و الأرجنتين و البرازيل و المكسيك، ولكن أبرزهم و أكثرهم شراسة في منافسة الرسوم المتحركة الأميركية هي اليابان بكارتونها المميز الذي اشتهر بإسم الانمي .
التأثير الإيجابي للرسوم المتحركة على الاطفال
- تكسب الأطفال بعض المهارات والمعارف والثقافات الجديدة من خلال مشاهدة أفلام الكرتون .
- تحتوي الرسوم المتحركة على حكايات متنوعة تساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية، وهناك بعض الرسوم المتحركة التي تشجع الأطفال على الالتزام ببعض الآداب والنظافة والتعاون .
- تعرض الرسوم المتحركة بأكثر من لغة حول العالم، فعلى سبيل المثال، إذا تم عرضها لطفل يتحدث العربية والإنجليزية، فإن الرسوم المتحركة تساعده على اكتساب مفردات جديدة في اللغتين التي لم يكتسبها من قبل .
- تعمل الرسوم المتحركة على تطوير الخيال من خلال القصص، مما يحفز على الإبداع .
- تعرض الرسوم المتحركة محتوى علميًا بسيطًا يساعد في إنشاء خلفية علمية لدى الأطفال .
التأثير السلبي للرسوم المتحركة على الاطفال
- ويشير الدراسات إلى أن الرسوم المتحركة يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى التأخر اللغوي واضطرابات النطق والكلام لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الست سنوات .
- تُفصل الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال الذين لم يتجاوزوا ست سنوات بينهم وبين الواقع المحيط بهم، ما يؤدي إلى اضطرابات نفسية لديهم .
- يمكن أن تؤدي مشاهد الرسوم المتحركة التي تتركز في ذاكرة الطفل إلى التبول اللارادي والانطوائية.
- قد تؤدي الرسوم المتحركة إلى خلق سلوك عدائي للأطفال، مما يبعدهم عن الشعور بالتعاطف .
- إذا كان هناك لغة غير مناسبة في الرسوم المتحركة، فقد يتأثر الطفل بها ويستخدمها لاحقًا.
- يمكن للطفل أن يأخذ من الشخصيات الشريرة أو السيئة في الرسوم المتحركة دورًا يحتذى به، مما يؤثر على سلوكه الاجتماعي .
- تحفز بعض الرسوم المتحركة سلوكًا وحشيًا وعدوانيًا .
- تؤثر الرسوم المتحركة على الصحة، مثل مشاكل النظر والسمنة، ويحدث ذلك بسبب الجلوس الطويل أمام التلفزيون لمشاهدة الرسومالمتحركة لساعات طويلة .
- تشير الدراسات الطبية إلى أن مشاهدة الرسوم المتحركة فيالأعوام الأولى من عمر الطفل يقلل من قدراتهم الذهنية المتعلقة بالتفكير ويؤثر سلبًا على ذكائهم العقلي.
- تستوحي هذه الرسوم المتحركة الأفكار الغريبة المختلفة عن العادات والتقاليد والثقافة العربية، وذلك بسبب اختلاف الثقافات بين الدول، مما يساعد الأطفال على اكتساب ثقافات وأفكار غريبة .
كيفية تقليل تأثير سلبيات الرسوم المتحركة على الاطفال
-
التحكم في وقت الطفل اي تحديد وقت معين لمشاهدة الطفل للرسوم المتحركة و ذلك بما لا يزيد عن ساعة في اليوم .
- يتحكم الوالدان في اختيار الرسوم المتحركة التي يشاهدها أطفالهم لتكون ذات محتوى هادف .
- يجب الالتزام بالحد الأدنى للعمر المسموح به لمشاهدة بعض الرسوم المتحركة.
- يمكن مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال في الرسوم المتحركة ومحاولة تشتيت انتباههم في حالة وجود بعض المشاهد غير المناسبة .
- أهمية تصحيح الكلمات بانتظام أمام الطفل .
- تشجيع الطفل على اللعب في الهواء الطلق يعد المناخ الصحي لنفسية الطفل، وهو أفضل وسيلة لاكتشاف الطفل للعالم المحيط به بطريقةٍ أفضل من الجلوس ومشاهدة التلفاز وأفلام الرسوم المتحركة.