صحة

تأثير الديدان الطفيلية على الجهاز المناعي

تعد الديدان الطفيلية من المشاكل الشائعة التي تؤثر على الكثير من الأشخاص وتسبب العديد من الأضرار الصحية، ومن بين هذه الأضرار يأتي ضعف الجهاز المناعي، ولذلك يتم شرح تأثير الديدان الطفيلية على الجهاز المناعي بشكل مفصل .

آلية تنظيم المناعة :
– أثبتت العديد من الدراسات أن الديدان الطفيلية لها القدرة الرهيبة على تثبيط الخلايا المناعية بشكل محدد مما يؤدي إلى رد فعل مناعي أضعف من المعتاد ، وقد ذكر بروفسير الأحياء الدقيقة في جامعة لندن أن هذا الضعف الذي تسببه هذه الديدان في الجهاز المناعي يؤثر على كل من المتطفل والمتطفل عليه وهذا الضعف يصيب الجهاز المناعي بالكامل مما يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية ضد المتطفلات الحميدة.

– أوضح بعض الأطباء أن الديدان الطفيلية ذاتها تتكون من مواد تعمل على إثارة الحساسية بسبب شدة تثبيطها أو شدة إثارتها للاستجابة المناعية وهي مسألة توازن بين المؤثرات التنظيمية والعناصر التي تسبب الحساسية وذلك بالاعتماد على هذه المتغيرات فإن الديدان الطفيلية تزيد الحساسية بشكل أسوأ .

– كما أن الديدان الطفيلية تستثير للاستجابة المناعية وذلك لأن الديدان  تحفز خلايا (تي) المساعدة من النوع 2 ، وتكبت هذه الخلايا المساعدة النوع 1 ويتسبب ذلك في وجود مشكلة عن احتياج خلايا تي وهذه الحالات تحدث في الغالب مع الأمراض الفيروسية والكثير من الأمراض التي تزداد بشكل سيء.

تأثير الديدان الطفيلية على الجهاز المناعي :
كثير ما تضعف الديدان المعوية قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة للقاح المستخدم في التطعيمات ، لأن هذه الديدان تسبب ميول المناعة التي تتحول إلى خلايا تي من النوع 2 إلى يكون له استجابة أقل للمضادات ، وهذا يمثل للدول النامية مصدر قلق لأنه تكثر في الدول النامية الديدان الطفيلية ، و تشتد في هذه البلدان الحاجة إلى التطعيم و هذا الذي يفسر سبب اللقاحات التي لا تؤدي دورها الفعال في البلدان النامية.

الديدان الطفيلية والتهاب الكبد الوبائي :
التهاب الكبد الوبائي والبلهارسيا هما من الأمراض الأكثر انتشارا في الدول النامية، وقد يحدث الاثنان لنفس الشخص، حيث تزيد البلهارسيا من فرص الإصابة بفيروس الكبد ج، لأن البلهارسيا تؤثر سلبا على خلايا تي وتزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد. وذلك لأن الجسم لا يتلقى الدعم الكافي من خلايا تي. وبالتالي، فإن البلهارسيا تتناسب بشكل عكسي مع خلايا تي، وبسبب هذا السبب، يكون المصاب بالبلهارسيا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد وقد يتطور المرض إلى التهاب كبدي مزمن. أما بالنسبة للعلاقة بين الديدان الطفيلية والتهاب الكبد الفيروسي بي، فهي محل جدل لأن الدراسات تشير إلى وجود علاقة طفيفة بينهما، بينما تشير بعض الدراسات الأخرى إلى تفاقم المرض لدى المصابين بالديدان الطفيلية.

فيروس نقص المناعة :
فيروس نقص المناعة البشرية والديدان الطفيلية هي أمراض منتشرة في الدول النامية بشكل كبير ، لذلك الأشخاص المصابون بالديدان الطفيلية هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عن غيرهم من الأصحاء وهذا ما يجعل العدوى الفيروسية تصبح أكثر فرصة للحدوث بسبب الديدان الطفيلية.

مرض السل :
يحتاج الجهاز المناعي إلى خلايا تي كما ذكرنا حتى تستطيع مكافحة السل بشكل فعال وإذا كان الجهاز المناعي مستجيب للديدان الطفيلية عن طريق تثبيط (تي 1) ، فإن هذه الديدان الطفيلية تكون السبب في الإصابة بالسل ولذلك مرضى السل الذين يأخذون علاج ضد الديدان الطفيلية يتحسن شفائهم من مرض السل أيضًا.

الملاريا :
في 2004م أجريت دراسة على الأطفال في السنغال المصابون بالبلهارسيا فوجدوا أن نسبة البلهارسيا في الدم موجودة بشكل أكثر لمن يعاني من مرض الملاريا، وبسبب هذه الدراسة توصلوا  إلى أنه بسبب الإصابة بالديدان الطفيلية هذا يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالملاريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى