تأثير الختان على العلاقة الزوجية
تحاول بعض الدراسات العلمية معرفة تأثير الختان على العلاقة الزوجية، فقد تم ملاحظة ما يجري الآن من محاولات لتعزيز ختان الذكور في الكثير من المناطق، وخاصتًا في قارة أفريقيا، كواحد من الإجراءات الصحية، بالإضافة إلى عملية ختان الإناث المنتشرة في مناطق مختلفة في جنوب وشرق قارة أفريقيا، للوصول إلى صورة واضحة حول إيجابيات وسلبيات هذه العمليات وتأثيرها المستقبلي على الحياة الزوجية لهؤلاء الأشخاص.
فوائد الختان في الذكور
أجرت إحدى الدراسات مجموعة من التجارب السريرية حول عملية الختان للذكور وعلاقتها بالوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة، وتبين أن هذه العملية تساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لدى الرجال بنسبة تتراوح بين 51-76%.
أظهرت الدراسة بعض الآليات التي ساعدت في الوقاية من العديد من الأمراض في حالة الذكور الذين قاموا بإجراء عملية الختان، وتتمثل هذه الآليات فيما يلي
- انخفاض معدل الإصابة القضيب أثناء الجماع.
- يعاني الرجال المختونون من تقرن أكثر للقضيب (penile cornification).
- تقليل معدل الإصابة بالالتهابات وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض التي تنتقل جنسيًا.
- تقليل عدد المستقبلات لفيروس نقص المناعة البشرية.
- يقلل الختان لدى الأطفال الرضع من احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية.
- تشير البيانات إلى أن عملية ختان الذكور تقلل من معدل الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي.
- لا يعاني الذكر المختون من مرض فرط الشبم أو شبه الشبم.
- ينخفض معدل تعرض الرجال المختونين للإصابة بالتهاب الحشفة.
- تقلل أيضا من احتمالية الإصابة بسرطان القضيب والعدوى الفيروسية لورم الحليمة البشرية.
- تم إثبات انخفاض خطر الإصابة بسرطان الرحم وعدوى الكلاميديا لدى شريكات الرجال المختونين جنسيًا.
تثبت بعض التجارب السريرية انخفاض معدل حدوث أثار جانبية خطيرة نتيجة إجراء هذه العملية، وتوصي منظمة الصحة العالمية بختان الذكور كواحد من عناصر برامج الوقاية ضد فيروس نقص المناعة البشرية.
تأثير ختان الذكور على العلاقة الزوجية
رغم الفوائد المتعددة لختان الذكور، إلا أنه ما زال هناك قلق بشأن تأثيره على العلاقة الزوجية، إذ قد يؤدي إلى تقليل الوظيفة الجنسية للذكور وتأثير سلبي على الشعور بالرضا.
يعتقد البعض أن تأثير الختان على العلاقة الزوجية إيجابي، حيث يحسن أداء الوظائف الجنسية للرجل، ولكن يشعر البعض الآخر بالقلق من أنه يمكن أن يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، مثل
- يمكن أن يتسبب تضمّر الدوائر العصبية في تقليل القدرة على أداء الوظائف الجنسية.
- حدوث التقرن في حشفة القضيب يمكن أن يؤدي إلى تقليل الإحساس الجنسي.
- انخفاض القدرة على الانتصاب.
وصفت دراسات معينة تأثير الختان على الوظيفة الجنسية للرجال، وكيفية تأثيره على العلاقة الزوجية في مقارنة بين الرجال المختونين والرجال غير المختونين، من حيث المتعة والإحساس الجنسي والاستمناء، وأظهرت نتائج هذه الدراسات ما يلي
- يرغب البعض في الإبلاغ عن انخفاض الإحساس بالقضيب بعد إجراء الختان.
- في حين أن آخرين قد أبلغوا عدم وجود أي اختلاف في الشعور بالرضا والحساسية في القضيب.
- يزعم بعض الناس أن هناك زيادة في وقت الكمون بعد إجراء الختان ، والذي يعتبر ميزة.
- يساعد الختان في تقليل مشاكل الانتصاب وآلام الجسم أثناء الجماع، وفقاً للتقارير.
- لم يبلغ أي من الرجال المختونين عن أي نوع من الآثار السلبية المتعلقة بالوظيفة الجنسية أو الرضا الجنسي.
عملية ختان الإناث
يصف ختان الإناث عملية تشويه أو بتر لأحد أعضاء التناسلية لدى الإناث، ويسبب هذا الممارسة مضاعفات جنسية للنساء. ولذلك، حاول الباحثون الوصول إلى أدلة بحثية لتحديد تأثير الختان على العلاقة الزوجية بين النساء المتزوجات اللاتي خضعن لهذه الممارسة الثقافية.
تأثير ختان الإناث على العلاقة الزوجية
أظهرت الدراسات التي أُجريت على مجموعة من النساء تأثير الختان على العلاقة الزوجية بشكل سلبي، حيث تم تسجيل انخفاض ملحوظ في أدائهن الجنسي مقارنة بالنساء اللواتي لم يخضعن لهذه العملية، فالنساء اللواتي لم يخضعن للختان تمتعن بأداء جنسي مرتفع.
وكشفت المناقشات التي أجريت مع نساء متزوجات عن تأثير الختان على العلاقة الزوجية، حيث تعرضوا لتجارب جنسية سلبية، وتأثروا فيما يتعلق بالإثارة والرغبة الجنسية والشعور بالرضى.
سلبيات ختان الإناث
تشير الدراسات المتعلقة بتأثير الختان على العلاقة الزوجية إلى وجود مجموعة كبيرة من الأعراض السلبية التي أبلغت عنها النساء اللاتي خضعن لهذه العملية، وتشمل ما يلي
- الجماع المؤلم.
- قلة الرغبة الجنسية.
- انخفاض الرضا الجنسي.
- قلة الإحساس بالنشوة الجنسية.
يؤدي ذلك إلى أداء جنسي منخفض بشكل كلي، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير على جودة الحياة الجنسية للأنثى، وبالتالي على حياتها الزوجية بصورة عامة.
تأثير الختان على الرغبة الجنسية
روت إحدى السيدات المتزوجات، البالغة من العمر 35 عامًا، تأثير الختان على العلاقة الزوجية والرغبة الجنسية لديها بعد خضوعها لعملية الختان بعد الزواج. فقد شعرت بالكثير من التغيير، وذلك لأن جسدها لم يعد يشعر بالإثارة أثناء ممارسة الجنس، وبدأ اهتمامها بممارسة الجنس يقل.
قبل إجراء عملية الختان، كانت رغبتها في ممارسة الجنس كبيرة للغاية، حتى أنها كانت تتوقف عن تناول الطعام لتمارس العلاقة الحميمة مع زوجهها. ومع ذلك، بعد إجراء العملية، تغير إحساسها تمامًا، وانقلبت رغبتها في الجنس رأسًا على عقب. وتقول إن زوجها قال لها إنه كان يستمتع بالعلاقة الحميمة معها أكثر قبل إجراء العملية.
الآثار النفسية السيئة لختان الإناث
توافق العديد من النساء المتزوجات اللاتي أجري لهن عملية ختان على أنهن يواجهن تحديات في الممارسات الجنسية، ويشيرن إلى حدوث اختلافات كبيرة في حياتهن الجنسية قبل وبعد إجراء العملية.
ومن هذه التحديات التي تؤثر سلبيًا على حالتهم النفسية، أنها تكون مرغمة على ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها، فقد أدى الختان إلى فقد الرغبة الجنسية لديها في حين أن زوجها لم ما يزال يرغب في هذه الممارسات، لذلك تفقد أي إحساس بالمتعة الجنسية ولا تستطيع الوصول إلى النشوة كما كانت في السابق.
المخاطر الصحية لعملية ختان الإناث
توجد بعض المخاطر المرتبطبيعة الحال لعملية ختان الإناث، وتنقسم إلى نوعين؛ الأول يحدث على الفور بعد الختان ويسمى “قصير الأجل”، والثاني يحدث على المدى البعيد ويشمل بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث، وتشمل ما يلي:
مضاعفات قصيرة المدى
- هناك آلام حادة وهذا الشعور يستمر لفترة طويلة حتى يشفى الجرح.
- تزداد احتمالية حدوث النزيف الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تحدث نتيجة تعرضالأدوات المستخدمة للتلوث.
مضاعفات طويلة المدى
- آلام الجماع تسبب تشوهات في الأعضاء التناسلية وصعوبة في الجماع.
- صعوبة في الولادة.
- آلام أثناء عملية التبول.
تشير جميع الدراسات التي أجريت حول تأثير الختان على العلاقة الزوجية إلى أن خضوع الرجال للختان يساعدهم في الاستمتاع بحياة جنسية جيدة وتحسين أدائهم الجنسي بشكل واضح، مع تجنب العديد من الأمراض الخطيرة. وهذا يتناقض مع ما يحدث عند خضوع النساء لهذه العملية، حيث يؤثر بشكل سلبي على حياتهن الزوجية وصحتهن الجسدية والنفسية.