تأثير الثقافة في شخصية الطفل
كيف تؤثر الثقافة على تنمية الطفل
هناك الكثير من المصادر التي تساعد الوالدين في بناء شخصية أطفالهم وتنميتهم، وهذه المصادر تسهم في تعليم الطفل الحديث والاعتماد على النفس واحترام الآخرين وتطوير فكرهم، وتنمية الطفل هي عملية غير محدودة لأنها تتفاعل مع العالم المحيط بكل طفل، وهذا العالم المحيط هو البيئة التي تساعد في تشكيل تفكيرهم وسلوكهم، ولذلك هناك اختلافات كبيرة في ثقافة ومعتقدات الأطفال وسلوكهم وهواياتهم وعلاقتهم بالآخرين في ثقافات مختلفة لكل دولة.
ويجب تمهيد الآباء قبل ولادة أطفالهم من خلال تدريبهم وتأهيلهم وتعليمهم الطرق التربوية السليمة للأعتناء وتنمية أطفالهم وذلك لأن مع نمو الطفل شيئاً فشيئاً يجب استخدام أساليب مختلفة على حسب المرحلة العمرية للطفل لتساعده في تكوين شخصيته ونموه الفكري والاعتماد على النفس والأدراك والاتصال الجيد مع العالم الخارجي، ومعرفة الألعاب التي يتفاعل معها الطفل واستمثارها الجيد في تنمية عقل الطفل وهذا التمهيد يتمعن طريق الاستعانة بالأخصائيين التربوين والأستفادة بخبرتهم.
أهمية ثقافة الطفل
من أهم السمات المطلوبة لثقافة الطفل وللاستجابة لمتطلباته، هي القدرة على التعبير والإبداع وتنمية هوايته. يتم تحفيز الطفل ليصبح شخصا هادفا وفعالا في المجتمع الذي يعيش فيه، وتتأثر ثقافة الطفل بشكل كبير بالثقافة العامة للمجتمع، إذ يمتاز الأطفال في مختلف المجتمعات بمفرداتهم وعاداتهم وسلوكهم وطريقتهم المختلفة في التعبير.
العوامل المؤثرة في ثقافة الطفل
ومن العوامل المؤثرة في ثقافة الطفل :
- البرامج المتلفزة : لكل برنامج فئة عمرية معينة لكي يؤثر على الطفل بشكل صحيح، ويجب مشاهدة هذه البرامج مع الأطفال لمساعدتهم في زيادة ثقافتهم، ويجب الإجابة على جميع أسئلتهم لأن هذا يزيد من جانب المعرفة عندهم.
- سرد الوالدين القصص : يفضل سرد العديد من القصص التي تناسب أعمار الأطفال لأن ذلك يعد أمرًا رئيسيًا في تنمية الثقافة لدى الأطفال وتنمية الخيال الفكري.
- شخصية الوالدين : يعد الوالدان هما الأشخاص الأكثر تأثيرًا على أطفالهم، إذما هما يمثلان النموذج الأول والأكبر لأطفالهم، حيث يعد النموذج هو الأساس في تعليم القيم والأخلاق للأطفال، وتنتقل هذه القيم والأخلاق إلى الأطفال من خلال طريقة تربيتهم، ويجب تجنب التصنع والتمثيل أمام الأطفال.
- طبيعة العلاقة بين الأبوين : يجب توفير بيئة مناسبة لتربية الأطفال بشكل سليم، فالطفل الذي ينشأ في بيئة مليئة بالحب والاحترام المتبادل والثقة بالنفس والتعاون مع الآخرين، سيتعلم هذه الصفات الإيجابية وغيرها، وهذا ما يُعرف بالمناخ الأسري المثالي لتربية الأطفال.
- الظروف والمتغيرات البيئية والاقتصادية التي تمر بها الأسرة : تتأثر شخصية الطفل بالبيئة التي ينشأ فيها وبالتالي الظروف الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالأسرة تؤثر بشكل كبير في إنشاء تربية الطفل ويجب الحرص وبشدة على ان لا تؤثر هذه الجوانب بشكل سلبي في الطفل ودور الوالدين أن يزرعوا الرضا والاقتناع في أطفالهم للتكييف مع الظروف والمتغيرات وعدم الاستسلام لأي متغير سلبي في الظروف البيئية والاقتصادية للأسرة والظروف المادية لا تؤثر ولا تكون عائق في التربية.
- الناحية الدينية : الناحية الدينية تؤثر على عملية التربية والتنشئة، فمثلاً يحرص الدين الإسلامي على التربية باتباع القرآن الكريم والسنة، وله دور وتأثير كبير أيضاً في دور العبادة.
- المؤسسات التعليمية : هى تمثل دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة، فالمدرسة لها تأثير مهم وكبير في تربية الأطفال وتنميتهم الفكرية والسلوكية، فالمعلم له تأثير في بناء البعد الأخلاقي والمعنوي للأطفال وأيضاً يكون قدوة جيدة مثل الوالدين، ولهم تأثير شديد في كافة الحركت والألفاظ التي يستخدمها الطفل.
- ثقافة المجتمع : تؤثر ثقافة المجتمع بشكل أساسي على تنشئة وتشكيل الشخصية، ولكل مجتمع ثقافته الخاصة به.
- وسائل الاعلام : تُعد واحدة من أخطرين الأكثر تأثيرًا على ثقافة الطفل، حيث تساهم في كسب الأطفال العديد من القيم والثقافات.
- الأصدقاء : يؤثر أصدقاء الحضانة أو المدرسة أو الجامعة أو نفس الحي السكني على أولادنا أيضًا.
العوامل المؤثرة في مرحلة الطفولة المبكرة
يوجد العديد من العوامل المؤثرة في مرحلة الطفولة فمثلاً هناك عوامل بيئية واجتماعية، وتشمل هذه العوامل جانب الأسرة الذي يكون الأول والأكبر في تأثير وتكوين شخصية الطفل وأيضاً جانب الروضة أو المدرسة وهذا العامل يساهم في النمو الاخلاقي عبر مراحل نمو الطفل حيث الطريقة التي يسلك بها حياته في طريق الصواب ومواجهة المشكلات.
يتكون النمو الأخلاقي من عدة من الأبعاد، مثل كيفية التعامل مع الآخرين، والقدرة على فهم النفس وفهم الآخرين، وقدرة الطفل على القيام بأدواره الاجتماعية، وإدراك المواقف المختلفة والتفكير فيها.
النمو الأخلاقي يساهم في تقييم الطفل لسلوك الأطفال الآخرين وموقفه عند طلب مساعدة غيره من الأطفال. وهو تطوير مجموعة من القيم والمبادئ التي يسير بها الفرد ويأخذها كأسلوب حياة. وهذا الأسلوب الحياتي هو الذي يؤثر في قراراته اليومية. وهناك عوامل عديدة تؤثر في النمو الأخلاقي وتؤثر في السلوك الأخلاقي للأفراد داخل أي مجتمع، وتحدد الخلفية الثقافية نشأة النمو الأخلاقي والطموح والرغبة في تحقيق الذات وعمل الصواب. وهذا النمو الأخلاقي الذي يشعر الفرد بالرضا والسعادة نتيجة عمل الصواب يتطلب التحكم والانضباط الذاتي والأمان الانفعالي الذي ينتج من شعور الحب تجاه الآخرين، وكذلك الصحة الجسدية الجيدة.
مستويات النمو الاخلاقي وتطورها
- المفهوم أو المعرفة لما هو صحيح وما هو خاطئ.
- النمو التدريجي لمعايير طاعة الأوامر والنواهي.
- يتضمن الفهم الجيد للقواعد الأخلاقية احترام الآخرين.
- القدرة على استيعاب وتقدير الظروف المحيطة.
- يؤدي النمو الأخلاقي إلى تكوين علاقات اجتماعية قوية.
عناصر التنمية الإجتماعية
يشير المصطلح `العنصر الاجتماعي للطفل` إلى المحيط الذي يترعرع فيه الطفل ويؤثر في تشكيل شخصيته، ويشتمل على العوامل التي تؤثر في تكوين الطفل وتساعده على التكيف مع البيئة والمجتمع المحيط به، ويهدف التنشئة الاجتماعية في المرحلة الأولى للطفل إلى تحقيق التوازن بينه وبين محيطه، وتشمل العوامل التي تؤثر في هذه العملية الأسرة والطبقة الاجتماعية والتعليم، وتهدف المرحلة التالية إلى تشكيل شخصية الطفل وتنمية مسؤولياته الاجتماعية.
أهمية التنشئة الأجتماعية
- التكيف: يعني تكيف الطفل واندماجه مع العالم المحيط به في المنزل أو المدرسة أو مع الأصدقاء والأقارب.
- تكوين الشخصية: تعلم هذه الطريقة الطفل اللغة وأشكال السلوك والقيم والعادات المتعلقة بالمجتمع الذي يعيش فيه.
- إشباع حاجات الطفل: من الضروري تلبية احتياجات الطفل ليصبح شخصا طموحا ومسؤولا ومفيدا لنفسه وللآخرين.
- تكوين الضمير: ينشأ لدى الطفل ضمير داخلي هو الرقيب الذي يمنعه من الخطأ ويدفعه نحو الصواب، وذلك من خلال التنشئة الاجتماعية والتربية الأسرية الصحيحة، ومن خلال المواقف الحياتية التي يواجهها.
- السلوك الاجتماعي: وهو يجعل الطفل فردًا اجتماعيًا يدرك وجود الآخرين في العالم من حوله ويتفاعل معهم بشكل اجتماعي جيد.
- التوجيه والإرشاد: يشير هذا إلى قدرة الطفل على فهم الصواب والخطأ من خلال توجيهات وإرشادات صحيحة.
- التفاعل بين الطفل والعالم المحيط: هذه هي العلاقة بين الطفل وبيئته الاجتماعية، وهي علاقة تأثير وتأثر، وبالطبع تتغير من طفل إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى، مما يجعل لكل طفل شخصيته الخاصة.
- التسامح: تعني القدرة على التسامح والصفح الجميل بدلاً من العنف أو الانتقام في الأطفال.
- الأحترام: إن احترام الطفل للآخرين وعدم تعريض نفسه للإهانة أو العقاب، وتقدير الآخرين وقبول الأطفال كما هم، يساعد في تنمية عدم التمييز بين الأشخاص وعدم التحيز العرقي.