بم تدرك صلاة الجماعة
ما تدرك به صلاة الجماعة
في الأصل، ينبغي على المسلم أن يكون حريصا على أداء الصلاة ويهتم بأن يكون من الأوائل في ذهابه إلى المسجد، حتى يتمكن من أداء صلاة الجماعة بكاملها خلف الإمام. فور سماعه للأذان، يجب عليه أن يرد عليه بأقصى سرعة ممكنة، مع الحفاظ على الوصول إلى المسجد بسكينة. بعد ذلك، يمكنه أن يؤدي تحية المسجد والسنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض الصلوات الفرض، ثم يلي ذلك تكبيرة الإحرام خلف الإمام.
وفيما يتم من بحث عن صلاة الجماعة فإنه إذا تأخر المؤمن في الالتحاق بالجماعة لأحد الأسباب، فعليه الدخول في الصلاة حال وصوله على الفور، وبدء أداء ما وصل الإمام إليه من أركان الصلاة، حتى لو وصل الإمام إلى التشهد الأخير، وهو ما يؤكده النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: (إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال، فليصنع كما يصنع الإمام)، وهذا يشير إلى أهمية الالتزام بصلاة الجماعة.
وقد اختلف الفقهاء في أقل ما يمكن أن يدرك فضل صلاة الجماعة به، حيث قال البعض من علماء الإسلام أن من أدرك صلاة الجماعة قبل أن يسلم الإمام نال فضلها، بينما أصحاب المذهب المالكي فقد خلصوا أن من لم على الأقل ركعة من صلاة الجماعة من الممكن له أن يحصل على فضل أداء صلاة، وهناك رأي آخر للمالكية يفرقون به بين حكم صلاة الجماعة وفضلها، وإذ يقول ذلك الرأي بالحصول على فضل صلاة الجماعة لمن أدرك جزء منها أي كان، في حين أنه فيما يتعلق بحكمها فلا ينله إلا من أدرك ركعة واحدة بها على الأقل.
ادراك فضل الجماعة بإدراك التشهد الأخير
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح: (لا تأتوا الصلاة وأنتم تسعون، وأتوها عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) فقد قال النبي الكريم (فما أدركتم فصلوا يعم من أدركها)، بمعنى أن من الإمام بالتشهد الأخير أدرك صلاة الجماعة، ولكن الحديث الشريف يذهب إلى أنه لا تدرك الجماعة بغير أداء ركعة على الأقل وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة فهي تدرك بركعة الجماعة).
ومع ذلك، يمكن أن يتعرض المسلم في بعض الأوقات لظروف طارئة تتسبب في تأخره عن بلوغ صلاة الجماعة في بدايتها، مما يجعل له الأفضلية فيها حتى إن لم يتمكن من الانضمام إليها بالكامل. ففي حالة التأخر عن بعض الصلوات لأسباب شرعية، مثل الحاجة إلى استيفاء الحاجة البشرية، والرغبة في الذهاب إلى المسجد، ولكنه تعرض لحاجة بشرية مثل الغائط أو البول، فإنه يمكن له فضيلة صلاة الجماعة، ويمكنه الحصول على فوائد هذه الصلاة حتى لو لم يصلها كاملة، ولكن في حالة عدم وجود عذر شرعي، فإنه لا يمكنه الحصول على فضل الصلاة الجماعة إلا إذا قام بأداء ركعة واحدة على الأقل، ولا يمكنه الحصول على المزيد من الفضل في هذه الحالة.
حكم صلاة الجماعة
حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على أداء صلاة الجماعة، كما ورد في أحاديث صحيحة عدة تؤكد أهمية صلاة الجماعة وفضلها. واعتمد العلماء بناء آرائهم فيما يخص حكمها على هذه الأحاديث، وقد وصلوا في ذلك إلى ثلاث آراء. وأول تلك الآراء جاءت من الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – الذي قال: (إن صلاة الجماعة فرض عين على كل قادر عليه). ووافقه في ذلك ابن حبان والظاهرية والأوزاعي وغيرهم، وقد استدلوا بهذا الرأي على عدد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما قاله للأعمى الذي سأله أن يرخص له بالصلاة في بيته لعدم توفر سائق يقوده للمسجد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال: نعم. قال: فأجب).
فيما يتعلق بحكم الصلاة الجماعة، فإن ثاني الآراء هو رأي الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والعديد من أئمة الشافعية، حيث يرون أن الصلاة الجماعة هي سنة مؤكدة، واستندوا إلى العديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تشير إلى فضل الصلاة الجماعة وثوابها الكبير، مثل حديثه صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (الذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام)، وهذا يشير إلى أن صلاة الجماعة تحمل أجرا وثوابا عظيما أكثر من الصلاة الفردية، مع الاعتناء بأن تكون الصلاة صحيحة ومقبولة.
في حين يرى الرأي الثالث أن (صلاة الجماعة فرض كفاية) وفقا لقول بعض الشافعية والكثير من المالكية، وهذا يعني أنه إذا قام بعض المسلمين بأدائها، فإنها تكفي للباقين، وبالتالي فإن هذا الرأي له قوة وجدارة، حيث يجمع بين الأحاديث التي تشير إلى وجوبها كفرض ينبغي على بعض المسلمين القيام بها، وبين الأحاديث التي تشير إلى استحبابها كسنة مؤكدة لجميع المسلمين.
وقد ورد عن بعض العلماء: إذا كان لديك زوجة وأولاد ولم يصلوا إلا إذا صليت معهم في المنزل، فمن الأفضل أن تصلي معهم جماعة طالما أن هناك مسلمين يؤدون الصلاة الفريضة في المسجد، وهذا ينطبق على الرجال فقط، أما النساء فلا يجب عليهن الصلاة جماعة في المسجد، بل الأفضل أن تصلي المرأة في بيتها وفقا للأحاديث المقبولة في هذا الشأن، والغرض من صلاة الجماعة هو تعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين، وإذا كان بإمكان المرأة الصلاة جماعة في بيتها فهذا أفضل لها.
كيفية أداء صلاة الجماعة للرجل
تتم صلاة الجماعة بين مجموعة من المصلين، ويسمح بأن تتم بين فقط اثنين من المصلين. وبالنسبة لحكمها، فإنها سنة، ولا يوجد إثم لمن يتركها، ولكن فاعلها يحصل على الأجر العظيم من الله تعالى.
- يجب على الإمام أن يتقدم المأمومين ولا يجوز لأحد المأمومين التقدم عليه.
- يجب على المأموم متابعة الإمام في جميع حركات الصلاة ولا ينبغي له التقدم عليه أو التأخر عنه بشكل كبير.
- يقرأ المأموم خلف الإمام سورة الفاتحة في الصلاة الجهرية والصلاة السرية، ويقرأ سورة قصيرة فقط في الصلاة السرية.
- خلال الركوع والسجود والتشهد والصلاة الإبراهيمية، يقوم المصلي بقراءة ما يقرأه عادة في الصلاة الفردية، ولكن بعد الرفع من الركوع، يقول “ربنا ولك الحمد” بدلاً من “سمع الله لمن حمده”، ثم يقول الإمام “سمع الله لمن حمده.
- إذا ارتكب المأموم خطأ سهواً في الصلاة، فليس عليه أن يؤدي سجود السهو، بينما يتحمل الإمام المسؤولية عن هذا الخطأ، أما إذا ارتكب الإمام خطأ سهواً فيجب عليه السجود للسهو، ويتبعه المأموم في ذلك.
- يجب ألا تكون المسافة بين المأمومين والإمام كبيرة لدرجة تحول دون رؤيتهم له، ولا ينبغي وجود أي حواجز مادية كالجدران بينهم.
صلاة الجماعة للمرأة
تتبع صلاة الجماعة للمرأة نفس الطريقة التي يتبعها الرجل في الصلاة الجماعية، باستثناء الحالات التالية:
- تقف المرأة الإمام بين المأمومين دون التقدم عليهم، وذلك لأن الواجب على المرأة هو الستر.
- لا يجوز للمرأة أن تؤذن أو تقيم الصلاة الجماعية كإمام، ولا يجوز لها أيضًا الصلاة بمفردها كإمام.
- بالرغم من أنّ المرأة لا تحقّ لها رفع صوتها في الصلاة الجهرية، إلاّ أنّها تؤديها بنفس الطريقة التي تؤدي بها باقي الصلوات.