بماذا عذب الله قوم لوط ؟
يبعث الله رسلًا للناس لتوجيههم إلى الإيمان وعبادة الله الواحد بلا شريك، ولكن هناك بعض الأمم الذين تكبروا وعصوا ورفضوا العودة إلى الإيمان بالله الواحد، ومنهم قوم لوط الذين تكبروا وعصوا، فأهلكهم الله سبحانه وتعالى وعاقبهم على ما فعلوه .
أين عاش قوم لوط
: تقع القرية التي عاش فيها قوم لوط حاليا في منطقة البحر الميت، وتحديدا في قرية تدعى سدوم التي ذكرت في أحاديث النبي وأيضا في كتب التاريخ، وتعتبر منطقة البحر الميت واحدة من أكثر الأماكن انخفاضا على وجه الأرض، ومياهه ملحية بشدة .
الفواحش التي أرتكبها قوم لوط
: خلق الله سبحانه وتعالى الرجال والنساء وأمر الرجال بالزواج من النساء، فالذكر لا يمكنه الاستغناء عن الأنثى والأنثى لا تستطيع الاستغناء عن الرجل، فقد زرع الله في كل جنس منهم حب الجنس الآخر والرغبة في الزواج وتكاثر البشر على الأرض. ومن خلال ربط الذكر والأنثى واتحادهما، تتمم شريعة الله في العالم. ولكن قوم لوط تخلوا عن فطرة الله سبحانه وتعالى واختاروا السير على طريق الانحراف والطغيان والفواحش. فقد كان قوم لوط يشتهون وينجذبون جنسيا إلى أفراد نفس الجنس، حيث يتزوج الرجل رجلا ويتركون معاشرة النساء. ولم يكنوا يفعلون ذلك سرا، بل كانوا يعلنون عنه ويخصصون أماكن لارتكاب الفواحش، وكانوا يمارسون كل ما حرمه الله من الشذوذ وشرب الخمر وغيرها من الآثام، وكانوا يفاخرون بذلك علانية .
إرسال سيدنا لوط : أرسل الله سيدنا لوط عليه السلام إلى هؤلاء المفسدين لينذرهم ويحاول إرشادهم إلى ترك الفواحش والمعاصي. ولكنهم رفضوا الاستماع إليه واستمروا في ارتكاب الفواحش. في يوم من الأيام، أرسل الله ملائكته على شكل رجال جميلي المظهر إلى سيدنا لوط ليحذرهم من العذاب العظيم الذي سينالهم بسبب أعمالهم. وأمروهم بمغادرة بيتهم والابتعاد عن القرية. ولكن زوجة سيدنا لوط كانت امرأة فاسدة، فأخبرت القوم بوجود الرجال الجميلي المظهر في بيتهم. فأسرع القوم إلى بيته وطالبوا بتسليم الرجال. ولكن سيدنا لوط عرض عليهم بناته وطلب منهم ترك الفواحش. ولكنهم رفضوا وحاصروا بيته. فدعا سيدنا لوط الله ليعاقبهم، فأصابهم العمى وخرج هو وأهله من القرية. وأمر الله لوط وأهله بعدم النظر خلفهم، ولكن امرأة لوط نظرت فأصابها العذاب وتحولت إلى صخرة .
عذاب قوم لوط
: أرسل الله سيدنا جبريل في ساعة الصبح إلى قوم لوط، وقام بسخط القرية وقلبها رأسا على عقب، فأمطرت السماء حجارة وحدثت العواصف وهلكت القرية بالكامل، وهذا هو جزاء كل من يعصي الله ويخالف أوامره .