بروتين الميوستاتين
إن بروتين الميوستاتين هو عبارة عن عامل نمو بشري يعمل على منع نمو العضلات بطريقة مفرطة ويمكن أن تتسبب المستويات العالية والمرتفعة بشكل غير طبيعي من بروتين الميوستاتين في فقدان كتلة العضلات ، ولكن على الرغم من ذلك هناك الكثير من الرياضيين ومدربي كمال الأجسام الذين يدعون أن الميوستاتين يعمل على تعزيز نمو العضلات .
ما هو الميوستاتين
يوجد هرمون الميوستاتين في كل من البشر والحيوانات ، وهو عبارة عن هرمون يعمل على مساعدة العضلات بالتوقف عن النمو مما يساعد على منعها من أن تصبح كبيرة جدًا بطريقة مفرطة ، ويعتبر ذلك أمر غاية في الأهمية لأن الزيادة من كتلة العضلات لا يجعلها قوية وذلك لأن العضلات الكبيرة والضخمة جداً يمكن أن تكون أيضًا أكثر عرضة للتلف ، بالإضافة إلى أن العضلات المتضخمة يمكن أن تقف كعائق في طريق نمو الأعضاء المهمة الأخرى مما يقلل من حجمها ويضعف وظائفها .
عندما ندرس تأثير الميوستاتين، نجد أنه يتفعل في مراحل متعددة من دورة حياة البشر والحيوانات على حد سواء، سواء قبل الولادة أثناء التطور الجنيني، حيث يعمل الميوستاتين على تحديد إجمالي عدد ألياف العضلات التي سيحصل عليها الجنين. كما يلعب دورا هاما في دورة حياة البالغين، حيث يسيطر الميوستاتين على نمو الألياف العضلية ويتأثر ذلك بالنظام الغذائي والنشاط البدني والعمر. ويعتقد العلماء أن التمارين الرياضية تؤثر مباشرة على مستويات الميوستاتين، وذلك في تمارين مثل تمارين المقاومة التي تركز على زيادة قوة العضلات .
عند دراسة هرمون الميوستاتين في البشر، نجد أن مستويات الميوستاتين غالبا ما تزداد مع التقدم في العمر، مما قد يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات أثناء الشيخوخة والمراحل المتقدمة من العمر. يمكننا أيضا أن نجد أن مستوى الميوستاتين يكون أعلى في المرضى الذين يعانون من أمراض مثل الضمور العضلي وتصلب العضلات التي تنجم عن فقدان كبير في كتلة العضلات .
العلاقة بين الميوستاتين وتلف العضلات
تم تأكيد من خلال الدراسات والأبحاث العلمية أن الميوستاتين يتم إنتاجه عن طريق أنسجة العضلات الموجودة في القلب، وبالتالي قد يؤدي تلف القلب إلى إفراز الميوستاتين في الدورة الدموية، وعندما يصل إلى العضلات عبر الدورة الدموية، يؤدي إلى تدهورها مع مرور الوقت، وبنتيجة لذلك، يعاني معظم مرضى أمراض القلب من أعراض تناقص العضلات .
اقترح بعض العلماء مؤخرًا أن القضاء على الجينات المسؤولة عن إنتاج الميوستاتين في القلب يمكن أن يمنع تلف العضلات المرتبط بأمراض القلب، مما يشير إلى أن تثبيط الميوستاتين قد يلعب دورًا في منع تلف العضلات لدى البشر المصابين بأمراض القلب .
يعتقد العديد من لاعبي كمال الأجسام وبعض العلماء أن خفض مستويات الميوستاتين يمكن أن يساعد على زيادة نمو العضلات وتأخير الشيخوخة وتحسين الصحة العامة، وبالتالي يعتبر خفض هذه المستويات مفيدا أيضا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طبية تؤثر على نمو العضلات مثل التصلب العضلي أو أمراض العضلات الأخرى، ولتقليل مستويات الميوستاتين يمكن ممارسة التمارين الرياضية القلبية والأوعية الدموية والتمارين المقاومة، كما أشارت الأبحاث إلى أن الإقلاع عن التدخين قد يقلل من مستويات الميوستاتين .
أهمية تقليل بروتين الميوستاتين
الميوستانين يمنع تلف العضلات
أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن تثبيط الميوستاتين يؤثر على العضلات بطرق متعددة، حيث أشارت بعض الأدلة إلى أن تقليل مستوى الميوستاتين يمكن أن يحول دون ضعف العضلات خلال فترات طويلة من الخمول. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات تأثير تقليل مستوى الميوستاتين في الفئران الصغيرة على منع فقدان العضلات. كما يعتقد العلماء أن تثبيط الميوستاتين قد يمنع أيضا فقدان العضلات الناجم عن أمراض أخرى، مثل الفئران المصابة بأمراض الكلى المزمنة حيث أظهر تقليل مستوى الميوستاتين تأثيرا في منع فقدان العضلات الناجم عن هذه الأمراض وتعزيز نمو العضلات .
يمكن أن يتسبب فقدان العضلات والدهون في وفيات السرطان على الرغم من التغذية الكاملة، وتشير بعض الدراسات إلى أن تقليل الأيض العضلي قد يمنع فقدان العضلات المرتبط بالسرطان، سواء في سرطان الرئة أو سرطان الجلد .
إن لتقليل الميوستاتين دوراً هاماً في مرض فقدان الأنسجة العضلية حيث ثبت أن تثبيط الميوستاتين يزيد من كتلة العضلات مما يشير إلى أنه يجب التحقيق في إمكانيات أدوية مثبطات الميوستاتين في المرضى الذين يعانون من مرض فقدان الأنسجة العضلية ، بالإضافة إلى ذلك أدى تقليل الميوستاتين إلى منع ضعف العضلات وفقدان العضلات في المرضى المصابون باضطراب وراثي يتسبب في تدهور العضلات بمرور الوقت .
يساعد الميوستاتين في بناء العضلات
لقد أكدت الدراسات والأبحاث العلمية أن تثبيط الميوستاتين قد عمل على نمو العضلات أثناء مراحل نمو الأطفال ، على سبيل المثال أكدت دراسة حالة طفل كان لديه مستويات منخفضة جدًا من الميوستاتين أنها ساعدت على نمو العضلات بطريقة سليمة ، ولذلك اقترح العلماء أن تثبيط الميوستاتين ربما يكون قد شارك في نمو العضلات .
في دراسة علمية أخرى أكدت أن استخدام أدوية تقليل مستويات الميوستاتين ساعدت في زيادة قوة القبضة في 6 أشخاص في منتصف العمر ، ولذلك قال العلماء أن هناك علاقة بين الميوستاتين وتطور العضلات لدى البشر الأصحاء ، ولقد أدى تثبيط الميوستاتين إلى زيادة كتلة العضلات العامة وقوة قبضتها مما يشير إلى أن الميوستاتين يواصل تنظيم حجم العضلات طوال فترة البلوغ .
الميوستاتين يقلل من اكتساب الدهون
تشير الدراسات العلمية أن تثبيط الميوستاتين قد يقلل من تراكم الدهون في الجسم ، حيث أدى استخدام أدوية تقليل الميوستاتين إلى تقليل كمية الدهون كما قلل حجم خلايا تخزين الدهون ، ويعتقد بعض العلماء أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث لتثبيط الميوستاتين للوقاية من السمنة ومرض السكري .
أطعمة تقلل مستويات الميوستاتين
لقد أشار بعض العلماء إلى أنه يمكن تقليل مستويات الميوستاتين في البشر عن طريق تناول المكملات الغذائية وتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات التي يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على نشاط الميوستاتين في الجسم ، ولكن يجب دائماً التحدث إلى الطبيب المختص قبل تناول أي مكملات أو إجراء تغييرات كبيرة على روتينك اليومي ، ويجب أن تتذكر أن أفضل طريقة للحفاظ على كتلة العضلات بأمان هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي صحي يحتوي على ما يكفي من البروتين وأيضاً يجب الحصول على ما يكفي من الراحة والانتعاش .
يعتبر الكرياتين من مثبطات الميوستاتين، ويمكن للكرياتين زيادة نمو العضلات عن طريق خفض الميوستاتين، وتشير بعض الدراسات إلى أنه قد يساعد في بناء العضلات لدى الرياضيين المحترفين، ولكن لم يتم الموافقة على استخدام مكملات الكرياتين من قبل إدارة الغذاء والدواء بسبب نقص البحوث السريرية حولها .
يمكن اعتبار تناول الشاي الأخضر والشوكولاتة، وبشكل خاص الشوكولاتة الداكنة ومسحوق الكاكاو الخام، والتوت والرمان والفول من أهم العوامل التي تساعد في تثبيط الميوستاتين .