أصبحت تركيا مشهورة مؤخرا كوجهة طبية عالمية، حيث يتوافد العديد من الزوار والسياح إليها لغرض السياحة العلاجية. فقد أنعم الله تعالى على تركيا بعدد من الينابيع المائية الحارة والرمال والأسماك العلاجية التي تعالج العديد من الأمراض الجلدية والعظمية. في الماضي، كانت المياه الحارة تستخدم للعلاج من مختلف أمراض الجسم، ولكن اليوم، مع التقنيات الحديثة والاكتشافات العلاجية الحديثة، تم تحليل تلك المياه والإعلان عن فوائدها في علاج بعض الأمراض، ومن بين أماكن العلاج في تركيا تأتي بحيرة الملح الثلجية كواحدة من أهم الوجهات العلاجية للجلد في العالم. تجذب بحيرة الملح السياح والزوار من السكان المحليين والأجانب والعرب للمشي على سطحها الملحي بهدف الاستشفاء في فصل الصيف بعد أن يجف سطحها من الماء.
تقع بحيرة الملح في منطقة توزغولو بولاية أقسراي في تركيا، وتحتل مساحة كبيرة من الهضبة الوسطى. تبعد البحيرة 65 ميلا عن مدينة قونية، وتجاور محافظة أنقرة العاصمة ونيغدة. هذه البحيرة هي أكبر بحيرة مالحة في العالم ليس فقط في تركيا، وكثافة الماء فيها تبلغ 1.225 سم لكل جرام مربع، ونسبة الملح فيها تبلغ 34%. تقع هذه البحيرة في وسط الأناضول في شمال غرب تركيا .
البحيرة لديها أهمية سياحية كبيرة، خاصة في فصل الصيف بعد أن يجف الماء ويظهر الملح. عمق البحيرة يتراوح بين نصف متر ومتر، ويتبخر الماء في فصل الصيف، في حين يبقى كميات هائلة من الملح على السطح بعمق 30 سم. يتم استخراج هذا الملح وتكريره وبيعه في الأسواق، ويغطي البحيرة احتياجات تركيا من الملح. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الملح والماء في علاج الأمراض الجلدية، حيث يتم وضع قدم المريض في الملح أو الماء. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر البحيرة مقصدا للزوار والسياح للترفيه والاستمتاع بالمشهد الجميل الرائع. تنخفض درجة الحرارة في فصل الصيف مما يزيد من الفوائد الصحية للمشي على الرمال الملحية. يقال إنها تساعد في تخفيف التوتر والقلق بسبب احتوائها على كميات كبيرة من المعادن القيمة. يستخدم الملح أيضا في صنع مستحضرات التجميل للجسم والبشرة. كما تعتبر البحيرة مكانا لتربية طيور الفلامنغو الجميلة، ويمكن للزائر الوصول إليها عبر الطريق السريع بين أنقرة واسطنبول. وهناك نقطة توقف يتم استخدامها أيضا للوصول إلى منطقة كابادوكيا التاريخية. يقتصر الوقت المناسب للزيارة بين شهري يوليو وأغسطس. يحتوي الملح على 22 معدنا هاما للجسم، والمشي حافي القدمين على الرمال الملحية يساعد في التخلص من التوتر والقلق والاضطرابات العصبية .
تحتل البحيرة الجزء الجذري من الهضبة الوسطى في تركيا حيث تتلقى تغذيتها من تيارين من المياه الجوفية والمياه السطحية، ولكن لا توجد منافذ لها. نتيجة لذلك، تشكلت مستنقعات مالحة حول البحيرة نتيجة لوجود القنوات والمجاري التي تصب فيها. تحيط البحيرة بالحقول الزراعية، وفي فصل الشتاء ينصهر الملح في المياه العذبة، أما في الصيف فيجفف الماء ويتبخر. تعتبر البحيرة واحدة من المنافذ الملحية العالمية، وتم تصنيفها كمحمية طبيعية في عام 2001، ويجب المحافظة عليها. توفر السلطات التركية جميع الوسائل للحفاظ عليها. إنها أيضا موطن لطائر الفلامنغو وعدد من الطيور والعاسوق، وتجذب السياح الذين يمشون على الملح ويستمتعون بالاستشفاء ومشاهدة الطيور الجميلة والمناظر الساحرة. يمكن الوصول إلى البحيرة قبل زيارة منطقة كابادوكيا التاريخية، حيث تقع على الطريق المؤدي إليها. إذا كنت تبحث عن العلاج، فهناك العديد من المعالجين والأطباء المختصين في العلاج الموجودين تحت إشراف وزارة الصحة التركية. لا تنسى التقاط الصور التذكارية، خاصة في الغروب، حيث يمكن رؤية انعكاس الشمس على رمال الملح الأبيض في منظر خيالي للزوار. وقد تم تضمين المنطقة ضمن السياحة الحلال بمبادرة الحكومة، لذلك فهي وجهة سياحية تستهوي العرب أيضا ..