بحيرات بدأت في الجفاف
يتوقف حجم الأمطار أو الثلوج التي تتساقط على منطقة معينة على سطح الأرض خلال العام على مكان تلك المنطقة، سواء كانت في الصحراء حيث تكون الأمطار قليلة، أو في غابة مطيرة حيث تكون الأمطار غزيرة للغاية. وفيما يتعلق بالبحيرات الموجودة في المناطق الأكثر جفافا، قد تكون أقل استقرارا وبالتالي أكثر حساسية للتغيرات في كمية هطول الأمطار من موسم إلى آخر، بالإضافة إلى الانخفاضات في مستوى المياه نتيجة الأنشطة البشرية. وبالتالي، نتناقش هنا حالة بعض البحيرات التي تتأثر بعوامل عديدة تؤدي إلى جفافها .
بحيرة بوبو
تقع هذه البحيرة في غرب وسط بوليفيا على ارتفاع 3668 مترًا فوق مستوى سطح البحر ، ومن الناحية التاريخية كانت تعتبر ثاني أكبر بحيرة في البلاد ، ومع ذلك وبحلول ديسمبر 2015 كانت البحيرة قد جفت تمامًا نتيجة للتأثيرات المجمعة للجفاف المتفاقم بسبب تغير المناخ وتراكم الرواسب الناجم عن صناعة التعدين المحلية .
منذ التسعينيات من القرن العشرين ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض في المنطقة تضاعف معدل تبخر البحيرة ثلاث مرات ، وبسبب عدم وجود الأمطار الطبيعية لتجديد مياهها أصبحت البحيرة مجففة مما أدى إلى عواقب وخيمة على النباتات والحيوانات في المنطقة وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يقوموا بصيد الأسماك في البحيرة .
بحيرة إير
تقع هذه البحيرة الملحية الكبيرة في وسط جنوب أستراليا، وتشكل أدنى نقطة في القارة الأسترالية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 4291 ميل مربع، وتكون عادةً جافة، ولكنها عرضة للفيضانات في بعض الأحيان .
وفي الواقع تقع أدنى نقطة في البحيرة على بعد حوالي 50 قدمًا تحت مستوى سطح البحر وتتكون من قسمين هما بحيرة إير الشمالية وبحيرة إير الجنوبية ويتم ربطهما بواسطة قناة جويدر الضيقة ، وتتبخر المياه التي تصل إلى البحيرة بسرعة كبيرة ، ويحتوي سطح قاع البحيرة على قشرة رقيقة من الملح تتراكم بواسطة الماء الذي يتبخر .
تتلقى البحيرة تغذيتها من حوض تصريف داخلي قارٍ واسع، ولكن معدلات التبخر في المنطقة مرتفعة جدًا، بحيث يجف معظم الأنهار في الحوض قبل الوصول إلى البحيرة. وبالتالي، لا يمكن لمياه الأنهار الأخرى إيصال المزيد من المياه إلى البحيرة إلا في حالة حدوث فيضانات كبيرة بعد هطول أمطار غزيرة .
بحيرة أرال
كانت بحيرة أرال رابع أكبر بحيرة في العالم، وتقع في قلب أسيا إلى الشرق من بحر قزوين، وتشكل الآن مصدر قلق متزايد للعلماء بسبب الانكماش الملحوظ في مساحتها وحجمها الذي بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين .
فقدت بحيرة أرال أكثر من نصف حجم مياهها قبل عام 1960، مما أدى إلى ارتفاع المحتوى الملحي والمعدني فيها بشكل كبير، مما جعل المياه غير صالحة للشرب وتسبب في موت الأسماك الوفيرة التي كانت موجودة من قبل، وهكذا تم تدمير صناعة صيد الأسماك على طول بحيرة أرال .
بحيرة ميد
تُعد بحيرة ميد واحدة من أكبر البحيرات الاصطناعية في العالم، وهي عبارة عن خزان سد هوفر الذي يقع على الحدود بين أريزونا ونيفادا، على بُعد 25 ميلًا شرق لاس فيجاس .
تمتد بحيرة ميد على بعد 115 ميلًا، وتم إنشاؤها بواسطة سد نهر كولورادو. وكشفت الأقمار الصناعية أن مستوى البحيرة انخفض بحوالي 120 قدمًا بين عامي 2000 و 2015، وذلك نتيجة للجفاف الذي استمر لعدة سنوات في الجنوب الغربي الأمريكي خلال أوائل القرن الحادي والعشرين .
بحيرة تشاد
بحيرة تشاد هي بحيرة عذبة في منطقة الساحل بوسط غرب أفريقيا، تمتد عبر تشاد والكاميرون ونيجيريا والنيجر. تقع البحيرة في حوض داخلي كان في السابق بحرا قديما أكبر بكثير. تم تصنيف البحيرة تاريخيا كأحد أكبر البحيرات في إفريقيا، على الرغم من تباين مساحتها السطحية بشكل كبير حسب الموسم ومن سنة إلى أخرى .
يتم إمداد البحيرة بشكل رئيسي من نهر شاري والذي يشكل حوالي أربعة أخماس من تدفق المياه، وتساهم الأنهار الأخرى مثل إبيجي ويدرسرام في المساهمة بالتدفقات المتبقية، وأحيانا عندما تكون مساحة سطح البحيرة أكبر يمكن تقسيمها إلى حمامين جزئيين مفصولين بواسطة سلسلة من التلال المنخفضة، وتمتد هذه التلال تقريبا من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغرب في وسط البحيرة، وتكونت هذه التلال أثناء الجفاف في بداية القرن العشرين وأحيانا تقسم الأحواض تماما .
بحيرة أورميا
تقع أكبر بحيرة في الشرق الأوسط في الركن الشمالي الغربي من إيران، وتبلغ مساحتها التاريخية المغطاة ما بين 2000 إلى 2300 ميل مربع، وتقع البحيرة في أذربيجان في شمال غرب إيران على ارتفاع 4183 قدمًا فوق مستوى سطح البحر .
يحيط بالبحيرة الجبال في الغرب والشمال والهضاب في الجنوب ، والهضاب والأقماع البركانية في الشرق ، ونظرًا لأن مياه البحيرة لا يوجد بها منفذ فهي عالية الملوحة ، وتبلغ مساحة هذه البحيرة المالحة ربع مساحة البحر الميت ، والأملاح الرئيسية في بحيرة أورميا هي الكلور والصوديوم والكبريتات .
البحر الميت
بحيرة البحر الميت، المعروفة أيضا باسم بحر الملح، هي بحيرة مالحة تقع بين فلسطين والأردن في جنوب غرب آسيا. ينتمي الشاطئ الشرقي للأردن، بينما ينتمي النصف الجنوبي من الساحل الغربي إلى إسرائيل، ويقع النصف الشمالي من الساحل الغربي داخل الضفة الغربية الفلسطينية .
كانت القيمة المعيارية لمستوى سطح البحيرة حوالي 1300 قدم تحت مستوى سطح البحر ، ومع بداية الستينيات بدأت إسرائيل والأردن في تحويل جزء كبير من مجرى نهر الأردن وزيادة استخدام مياه البحيرة نفسها لأغراض تجارية ، ونتيجة تلك الأنشطة حدث انخفاض حاد في مستوى مياه البحر الميت ، وتصاعد القلق بسرعة بشأن الانخفاض المستمر في منسوب مياه البحر الميت ، مما أدى إلى إجراء دراسات ويدعو إلى مزيد من الحفاظ على الموارد المائية لنهر الأردن .