منوعات

بحث عن وعد بلفور

سمي وعد بلفور بهذا الاسم نسبة إلى جيمس بلفور، رئيس الوزراء البريطاني في الفترة ما بين عام ١٩٠٢ وعام ١٩٠٥، الذي أعلن في رسالته تأييد بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود على الأراضي الفلسطينية، وكان عدد اليهود في فلسطين حينها حوالي ٥ % من إجمالي سكانها .

جدول المحتويات

بداية وعد بلفور

قام بلفور بإرسال رسالة تأييده لإنشاء وطن قومي لليهود إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، وذلك قبل شهر واحد فقط من الاحتلال البريطاني لفلسطين، وتم تسمية هذا الوعد باسم `وعدٌ لمن لا يملك لمن لا يستحق` .

بعض الملاحظات على وعد بلفور

– كانت صيغة الرسالة الخاصة بوعد بلفور واضحة حيث ظهر عليها تعاطف ودعم الحكومة البريطانية التي يرأسها جلالة الملك ، من أجل إقامة وطن قومي يشمل الشعب اليهودي، وكان الهدف من وعد بلفور هدف سياسي استعماري ، ويوضح أن الحكومة البريطانية سوف تبذل أقصى جهد لها من أجل إنشاء هذه الدولة المزعومة .

– احتوت رسالة وعد بلفور على ديباجات توضح ما سوف يحدث ، حيث أوضحت الرسالة أنه إقامة دولة لليهود على الأراضي الفلسطينية لن يضر بمصالح العرب أو غيرهم من المقيمين في فلسطين سواء كانوا يهود أو غير اليهود الذين يرفضون إقامة هذه الدولة ، أو حتى المساهمة في إنشائها بأي طريقة، ولكن الوعد لم يوضح أي طريقة واضحة لضمان الحقوق .

بعض المؤرخين كانوا يؤيدون إقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية، ووعد بلفور كان انعكاسًا لشعور بريطانيا بالشفقة والتعاطف مع الشعب اليهودي بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له. لذلك، فكرة إقامة دولة يهودية تم تبنيها .

كان آرثر بلفور من أشد المعارضين لوجود اليهود في بريطانيا، وكان ينتقدهم باستمرار، وعندما تولى رئاسة الوزراء في بريطانيا، أصدر مجموعة من التشريعات التي تقيد هجرة اليهود إلى بريطانيا، مخافةً على بلاده من تدفق الهجرة .

كان لويد جورج، رئيس وزراء بريطانيا، واحدا من الذين يكرهون وجود الجماعات اليهودية في بريطانيا، وكذلك تشامبرلين الذي كان يكره اليهود لوجودهم في بريطانيا، وقد أصدر وعدا مشابها لوعد بلفور بإقامة وطن لليهود في شرق إفريقيا .

يلاحظ أن جميع من رغبوا في استيطان اليهود في فلسطين وأيدوا ذلك، في الواقع كانوا يسعون للتخلص من وجود اليهود في بلادهم، وذلك يشمل إيان سمطس وجورج ميلنر .

يروي بعض المؤرخين أن إصدار وعد بلفور كان بغرض التعبير عن رد الفعل البريطاني على اختراع اليهودي لوايزمان لمادة حارقة تسمى الأسيتون خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن هذا السبب لا يعتبر مقنعا .

يعتقد بعض المؤرخين أن سبب إصدار وعد بلفور هو الضغط الصهيوني اليهودي على بريطانيا، ولكن هذا الرأي ضعيف وغير مقنع، حيث كانت الكتلة اليهودية ضعيفة ومتفرقة في بلدان كثيرة، وكانت شعوب اليهود غير مهمة ومهمشة ويمكن تجاهلها .

كان اليهود مصدرًا للضيق وليسوا مصدرًا للتهديد لأنهم لم يكن لديهم أي قوة سياسية أو مالية أو عسكرية، وكان اليهود الأثرياء ضد إصدار وعد بلفور، ولذلك يمكن القول أن وعد بلفور كان لخدمة مصالح الدول العظمى الإمبريالية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى