اسلامياتشخصيات اسلامية
بحث عن موسى عليه السلام
قصص الأنبياء هي من الأمور المثيرة، وتعزز المعرفة بكثير من تفاصيل حياة الأنبياء ومراحل حياتهم، وكيفية وصول الرسالة إليهم وعلاقتهم بأممهم. بالتأكيد، هناك الكثير من الدروس والعبر التي يمكن للإنسان أن يستفيدها ويعلمها لأبنائه من خلال قصص الأنبياء، ويتعرف على ما حققوه لنشر دين الله -عز وجل- في الأرض. ومن بين أعظم قصص الأنبياء قصة موسى عليه السلام، التي تحمل في طياتها العديد من الأحداث العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ .
تعتبر هذه القصة من أروع القصص، خاصة عندما تروى بالعربية الفصحى، حيث تحتوي على العديد من المواقف التي لا يمكن فهمها إلا من خلال لغة قوية وسليمة
نسب سيدنا موسى عليه السلام
هو نبي الله موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام .
مولد سيدنا موسي عليه السلام
ولد سيدنا موسى – عليه السلام – في مصر، ولكن الفترة التي ولد فيها نبي الله موسى – عليه السلام – كانت فترة صعبة جدا، حيث أن فرعون كان هو من يحكم البلاد، وقد رأى في منامه بسبب المعاملة غير الحسنة التي كان يعامل بها شعبه، أن هناك نارا خرجت من بيت المقدس، وقد أحرقت هذه النار كل المسيحيين، وتركت بنو إسرائيل، ومن منهم فقط، ذلك أصدر قرارا بأن أي مولود يولد في بني إسرائيل يجب قتله على الفور، وقد خافت أمه عليه كثيرا، أن يكون مصيره مثل مصير جميع الصبيان الذين يولدون في بني إسرائيل، ولكن الله – عز وجل – أوحى إليها وألهمها أن تضعه في تابوت وتلقيه في البحر، وما كان من هذه السيدة الرائعة إلا أن تطيع الله في كل ما يأمرها به وتثق أنه سوف يحفظ لها صغيره .
حياة سيدنا موسى في بيت فرعون
وبعدما وضعت أم موسى رضيعها في البحر، أخذته زوجة فرعون واسمها آسيا، ولم تكن مثل زوجها في القسوة والقسوة، بل كانت مؤمنة بالله – عز وجل – وأرادت أن تأخذ سيدنا موسى لتربيته في بيتها ويكون ابنها. ووافق فرعون على ذلك. وبعد فترة قصيرة، عرضوا جميع المرضعات في البلاد على سيدنا موسى، لكنه رفض أن يرضع من أي ثدي غير ثدي أمه. لذلك كانت أخته تراقبه من بعيد بأمر من أمه، حتى تطمئن على مكانه ووضعه. ثم أخبرتهم أخته أنها تعرف مرضعة جيدة يمكن للطفل (سيدنا موسى) أن يرضع منها. وذهبت إلى أمها وأخبرتها بمعرفتها، وأنها يجب أن تذهب لترضع ابنها لأنه يرفض أي ثدي غير ثديها. وذهبت إليه وأرضعته فرضع منها. وبهذا تحقق وعد الله – عز وجل – لها عندما قال في كتابه العزيز: (وأوحينا إلى أم موسى أن ترضعه. فإذا خفت عليه فألقيه في البحر ولا تخافي ولا تحزني. إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين (7) فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين (8) وقالت امرأت فرعون قرة عين لي ولك. لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون (9) وأصبح فؤاد أم موسى فارغا. إنها كادت تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين (10) وقالت لأختها قصيه. فبصرت به من بعيد وهم لا يشعرون (11) وحرمنا عليه المراضع من قبل. فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون (12) فرددناه إلى أمه لتقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) .
قصة سيدنا موسى كاملة
ثم حدثت قصة مشهورة عندما وصلت رسالة الله لسيدنا موسى -عليه السلام- بأن يدعو قومه لعبادة الله وحده وعدم وجود شركاء له. وكانت هذه هي الرسالة التي أتت بها جميع الأنبياء. وقد أعطى الله -عز وجل- موسى -عليه السلام- معرفة وحكمة كبيرة لنشر هذه الرسالة. في تلك اللحظة، استغاث رجل من بني إسرائيل بموسى لمساعدته في مواجهة عدو، فضربه موسى وتوفي الرجل. وفي اليوم التالي، حدث المشهد نفسه ورأى موسى نفس الرجل يستغيث به. عندما أراد موسى -عليه السلام- أن يمسك بالعدو، ظن الرجل أن موسى -عليه السلام- يريد قتله وقال: `أتريد أن تقتلني مثلما قتلت نفسا في الأمس`.
وقد ذكر القرآن الكريم هذه القصة في آيات سورة القصص فقال الله تعالي : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ (14) وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي فَغَفَرَ لَهُۥٓۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ )
وظل يعمل لمدة ثمان سنوات عنده ويقول الله عز وجل : (ففي الصباح وجد الرجل في المدينة خائفا ومترقبا، وإذا هو رجل الأمس الذي ساعده يستغيث به. قال له موسى: إنك لغير معقول وواضح (18) وعندما أراد أن يعاقب عدو”(14)” “(ففي الصباح وجد الرجل في المدينة خائفا ومترقبا، وإذا هو رجل الأمس الذي ساعده يستغيث به. قال له موسى: إنك لغير معقول وواضح (18) وعندما أراد أن يعاقب عدوهما، قال يا موسى، أتريد قتلي مثلما قتلت نفسا أمس؟ إنما تريد أن تكون ظالما في الأرض ولا تريد أن تكون من الإصلاحين (19) وجاء رجل من أقصى المدينة يبادر بالمساعدة. قال يا موسى، إن الزعماء يأمرون بقتلك، فاخرج، إني لك من الناصحين (20) فخرج وهو خائف ومترقب، وقال: يا رب، نجني من القوم الظالمين (21) وعندما توجه نحو مدين، قال: عسى ربي أن يهديني إلى الطريق الصحيح (22) وعندما وصل إلى ماء مدين، وجد هناك جمعا من الناس يسقون ووجد امرأتين تحاولان أن يدفعا الرعاة. قال: ما الذي تبغيان؟ قالتا: لا نستطيع أن نسقي حتى ينتهي الرعاة، وأبي شيخ كبير (23) فسقى لهما ثم توجه نحو الظل وقال: يا رب، إني واضع نفسي في حاجة وأنا فقير (24) ثم جاءت إحداهما تمشي بهدوء وقالت: أبي يدعوك لكي يجازيك بما سقيتنا. فلما جاءه وأخبره بالقصة، قال: لا تخف، نجوت من القوم الظالمين (25) قالت إحداهما: يا أبت، استأجره، فإن الأقوياء الأمناء هم الأفضل للاستئجار (26) قال: إني أرغب في أن أتزوج إحدى ابنتيك هاتين على أن يكون لدي ثمانية أجور، فإن أكملت عشرة فهذا من عندك، ولا أريد أن أكون عبئا عليك، ستجدني إن شاء الله من الصالحين (27) قال ذلك بيني وبينك، أيا من الفترتين ينتهي، ليس هناك عداوة بيننا، والله على ما نقول وكيل) .