بحث عن ثورة ظفار
تعد ثورة ظفار حركة معادية لحكومة سلطنة عمان والاستعمار البريطاني. تقع ظفار في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان، وظهرت هذه الحركة المعادية أو الثورة في ستينيات القرن الماضي، تحديدا خلال حكم السلطان سعيد بن تيمور والده للسلطان قابوس الحاكم الحالي للسلطنة. استمرت هذه الثورة حتى نهاية عام 1975، أي لمدة خمس سنوات من حكم السلطان قابوس، وتم إخمادها بشكل كامل .
إذ كانت تلك الثورة في الأصل تحمل إيدلوجية اشتراكية شيوعية ، و ذلك نظراً لدعمها من كل من الاتحاد السوفيتي ، و نظام عبد الناصر في مصر ، و لذك كان عن طريق اليمن الجنوبي الاشتراكي إذ كان يتم تعليم ، و تمويل ثوار ظفار من قبل الاتحاد السوفيتي عن طريق أراضي اليمن الجنوبي البلد المجاور للسلطنة.
بالإضافة إلى أن ثوار ظفار حصلوا على دعم مالي من ليبيا بقيادة معمر القذافي في ذلك الوقت، حيث قدموا المساعدة للثوار المعاصرين في ظفار. تلقت بعض الدول العربية الاشتراكية أيضا تمويلا، ومع مرور الوقت، قام أهل منطقة ظفار بتسليم أسلحتهم لحكومة السلطنة. وبالفعل، تم القضاء على هذه الثورة .
في الوقت نفسه، استمرت بعض المناوشات العسكرية مع اليمن الجنوبي، وتحديدا في منطقة الحدود المشتركة مع السلطنة، وهي منطقة صدفيت وضلكوت، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عاد ثوار ظفار وانضموا لحكومة السلطنة تحت قيادة السلطان قابوس بن سعيد .
أسباب اندلاع ثورة ظفار :- توجد عدة أسباب رئيسية وراء اندلاع ثورة ظفار ضد حكومة السلطنة، ومن أهمها:
1- حالة التخلف الكبيرة ، و التي قد سادت سلطنة مسقط ، و عمان بشكل عام ، و إقليم ظفار بالتحديد .
فرض السلطان العماني العديد من الضرائب الباهظة على سكان ظفار، بالإضافة إلى فرض عدد من القيود عليهم، مما زاد من عبء العمانيين .
تعاني السلطنة من العزلة على المستوى الدولي وعلى المستوى الإقليمي مع دول الخليج، وحتى داخل السلطنة بين مناطقها .
كيفية اندلاع ثورة ظفار :- يعود أصل اندلاع ثورة ظفار إلى مسلم بن نفل الذي كان يعمل في مزرعة قصر السلطان سعيد بن تيمور، وتم إقصاؤه من عمله في القصر عام 1963م مما زاد شعوره بالمناهضة للسلطان العماني سعيد بن تيمور، وتعمق ذلك الشعور داخله بسبب وجود فريق أجنبي متخصص في التنقيب عن النفط بالسلطنة في المناطق التي تسكنها قبيلته.
هذا مع وجود عدة تقارير تشير إلى حدوث بعض الاعتداءات البسيطة على قاعدة تخص السلاح الجوي البريطاني في خلال عام 1962م إلا أن أول طلقة أعلنت بداية ثورة ظفار كانت في شهر أبريل لعان 1963م ، و ذلك من خلال هجوماً مسلحاً خطط له ، و شنه مسلم بن نفل ، و من بعدها كان لجوء مسلم بن نفل بالعلاوة إلى 30 رجلاً من أنصاره إلى المملكة العربية السعودية.
إذ قام بالاتصال بالإمام غالب علي الهنائي مدعوماً بالمال السعودي ثم كان رحيله مع مجموعة أخرى من الظفاريين المعارضين إلى العراق حيث تلقوا هناك تدريباً مباشراً على حرب العصابات ، و في صيف عام 1964م عادت المجموعة بقيادة نفل إلى منطقة ظفار مع وعوداً من حكومة المملكة وقتها بزيادة كل من الدعم المالي ، و العسكري .
و جدير بالذكر أن الدعم لم يكن مقصوراً فقط من جانب المملكة بل كان أيضاً يقدم من جانب الكويت ، و جمهورية مصر العربية إلى أن جاء عام 1965م ، و الذي شهد إعلان قيام الجبهة الشعبية لتحرير منطقة ظفار عن طريق عقد مؤتمر شعبي في الموافق 9 يونيو لعام 1965 م ، و الذي انتهت جلساته بإعلان قيام الثورة الظفارية .
أهداف الثورة الظفارية :- هناك عدد من الأهداف التي أرادت ثورة الظفار تحقيقها، وتشمل:
1- الهدف منها هو إنهاء الاحتلال البريطاني لشبه الجزيرة العربية .
تم إعلان استقلال منطقة ظفار عن السلطنة .
يهدف تحرير السلطنة من الفقر والبطالة والجهل، وإقامة حكم وطني ديمقراطي .
دور الدول الإقليمية في ثورة ظفار :- تلعب عدد من الدول الإقليمية دورًا أساسيًا في القضاء على ثورة ظفار، وهذه الدول هي:
1- الدور الإيراني :- – قدمت إيران وقتها دعما عسكريا لحكومة السلطنة عن طريق إرسال 3000 جندي إيراني، وعلى الرغم من عدم موافقة الدول العربية على هذا التدخل العسكري، اضطر السلطان قابوس لقبول المساعدة الإيرانية بسبب ضعف الجيش العماني آنذاك. ولقد كانت المساعدة العسكرية الإيرانية فعالة في قمع الثورة في منطقة ظفا .
2- الدور اليمن الجنوبي :- قدمت اليمن الجنوبية كل القواعد العسكرية اللازمة للثوار في ظفار ووفرت لهم وسائل التدريب العسكري، وقدمت لهم المساعدات المالية، وذلك لأن دعم المعارضة العمانية جزء أساسي من أهدافها الوطنية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإعلامي للثوار من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها .