بحوث للطلابتعليم

بحث عن المفهوم الإيجابي للثقافة العربية في المجتمع

تختلف مظاهر الثقافة العربية وقدرة الأجيال الحالية على فهم التغيرات الثقافية التي حدثت بعد دمج الثقافة العربية مع ثقافات أخرى التي أثرت فيها بشكل سلبي .

تعود أسباب مزج الثقافة الغربية والثقافة العربية وتأثر الأجيال بها إلى عدة عوامل
ويرجع هذا إلى أسباب عديدة منها:
_ أن بعض الأسر العربية لم تعد تهتم بالقيام بدورها بشكل إيجابي في زرع مفاهيم الثقافة العربية وترسيخها فكر تنويري في عقول أبنائها .وساعدت في دخول الثقافة الغربية في عقول أبنائهم بطريقة عفوية .

في الدول العربية، يعتمد التعليم على طريقة التلقين دون الحوار والنقاش، مما يؤدي إلى عدم ترسيخ الثقافة التنويرية في عقول الطلاب، ويتم التركيز بشكل أساسي على نقل المعلومات دون أي ابتكار أو تشجيع الطلاب على تثبيت المعلومات في عقولهم بطريقة إيجابية، مما يدفعهم إلى البحث عن مفاهيم حديثة لملء الفراغ الفكري والروحي في ثقافة الغرب

يقوم الإعلام السلبي بترسيخ مفاهيم وثقافات فرعية في المجتمع، وهذا يختلف مع الثقافة العربية، ويستغل هذا الفراغ الفكري والروحي الموجود لدى الأجيال الجديدة، ويقوم بزرع الأفكار المضللة في ذهنهم .

بالإضافة إلى العديد من الأسباب التي أثرت على المجتمع بشكل سلبي وأدت إلى الغزو الثقافي، بعدها كان الوعي والبعض الآخر كان بصورة عفوية .

العوامل المؤثرة في الثقافة المجتمعية
وهناك ثلاث عوامل تؤثر في ثقافات الدول وهم : يتمثل سبب مشكلات الثقافة في الأسرة والمجتمع والإعلام، وهم أيضًا العوامل التي تساعد على تطويرها. ويجب البحث عن حلول مشتركة بين هذه العوامل لتحقيق التغيير الإيجابي.

كيفية البدء في التغيير الإيجابي للثقافة
1- الأسرة هي أهم عامل في تطوير الثقافة العربية وترسيخها في الأجيال القادمة .لأنها هي الراعي الأول لهم ، وهي الكيان الأساسي في المجتمع . كل فرد في الأسرة له دور مؤثر في عائلته.  ومن خلال هذا التأثير من الواجب عليه زرع الفكر الثقافي العربي في عقول الأجيال القادمة ،من أخوة ، وأخوات ، وجميع الأقارب .

كل فرد في الأسرة هو هدف التغيير الإيجابي، وعندما ينجح كل فرد في تعزيز المفهوم الإيجابي للثقافة العربية، يساعد ذلك في تحقيق التغيير الإيجابي وإعادة بناء الهوية العربية.

يشمل دور المجتمع في إعادة الثقافة العربية دور الدولة أيضًا، حيث تلعب الدولة دورًا عظيمًا في تعديل النظام التعليمي والتخلص من أسلوب التلقين، وإدخال نظام جديد يعتمد على النقاش والحوار بين الطالب والمعلم في القضايا المعاصرة .

إن ثقافة الحوار تساعد على نشر الفكر الثقافي الإيجابي في أذهان الطلاب، مما يؤثر عليهم في تعزيز الأفكار الإيجابية وتجنب الأفكار السلبية، ويمكن للمجتمع أن يساعد في هذا الأمر عن طريق عقد ورش تدريبية وندوات لتبادل الحوار والنقاش الفكري بالتعاون مع المدارس والجامعات

3_ فيما يتعلق بوسائل الإعلام ، تشملها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وأيضا الإعلام المكتوب وفي الآونة الأخيرة ، دخلت وسائل التواصل الاجتماعي كعنصر جديد في الإعلام. تؤثر معظم هذه الوسائل بشكل كبير في المجتمع ، حيث أصبحت جزءا من حياة الأفراد ، والعديد منها يسهم في الهجوم الثقافي السلبي ويتعارض مع الثقافة العربية الأصيلة .

ولذا يجب توضيح ونقل الصورة الحقيقية لوسائل الإعلام السلبي وانتقادها بطريقة علنية للجميع ومحاولة إعادة توجيه المجتمع للثقافة العربية الصحيحة . عن طريق الإعلام الحضاري الملتزم الذي مازال يحتفظ بالفكر والأسلوب العربي ، ويسعى لترسيخ الثقافة العربية الإيجابية . ولوسائل التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وغيرهم دور رئيسي في تأسيس الحالة الإيجابية ومحاربة التفكير الثقافي السلبي .

ترسيخ الثقافة العربية
يمكن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي من خلال إنشاء صفحات ومجموعات تهتم بالثقافة العربية وتعمل على إعادة ترويجها بجهود فردية شخصية، لتكون بمثابة قدوة للأفراد الراغبين في إعادة تأسيس الثقافة العربية .

إعادة ترسيخ الثقافة العربية بعد الاختلاط والغزو الثقافي ليست سهلة، ولكن إهمالها وتجاهلها سيؤدي إلى تعقيدها وتضاعفها في المستقبل. لذلك، يجب البحث عن الحلول والبدء في تطبيقها لمنع تمدد الغزو الثقافي وانتشاره. يتحمل كل فرد في المجتمع مسؤولية إعادة ترسيخ الثقافة العربية الأصيلة. يجب أيضا التمسك بالدين الإسلامي وتعاليم القرآن والسنة لأنها هي الدليل الأساسي للهوية العربية

وأوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء حجة الوداع وقال: إني أترك لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي، فاعتصموا بهما بقوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى