بحث عن الدولة الاموية
كانت الدولة الأموية دولة إسلامية شاملة تتألف من عناصر متعددة وتشهد تطورا اجتماعيا وقوميا وسياسيا واقتصاديا واسعا، وكانت العقيدة هي العامل الأساسي في صنع هذه التطورات والأحداث، والتي أثرت بشكل جذري على المجتمع الإسلامي. وكانت الدولة الأموية أول دولة إسلامية تطبق الميراث والحكم الملكي بعد دولة الخلفاء الراشدين، وكان كل الخلفاء ينتمون إلى بني أمية، وتم اعتبارها أحد أهم وأزهى العصور الإسلامية. وقد امتد نفوذ الدولة الأموية في العالم الإسلامي حتى وصلت حدودها إلى الصين في الشرق وجنوب فرنسا في الغرب .
تأسيس الدولة الأموية
مقتل الإمام علي رضي الله عنه نتج عنه إزالة عقبة كبيرة أمام معاوية بن أبي سفيان، مما سهل له تولي الخلافة. ومع ذلك، لم يتفق الناس على البيعة للإمام الحسن، بسبب اختلاف الآراء حول السياسة التي ينبغي اتباعها. أما معاوية، فقد تمت البيعة له في بيت المقدس من قبل أهل الشام، وأطلق عليه لقب “أمير المؤمنين”. تم الإعلان عن الخلافة لصالحه قبل اجتماع الحكمين، وعندما انتقل إلى العراق، علم الإمام الحسن بذلك وخرج مع أتباعه .
ولكن الإمام الحسن قرر حقن دماء المسلمين وبايع معاوية بن أبي سفيان على الخلافة وبذلك قامت الدولة الأموية وأضحى معاوية خليفة المسلمين وقد دام حكمها إحدى وتسعين عامًا هجريًا من عام 41هـ لعام 132هـ ، الموافق 661م-750م ، تولي الخلافة أربعة عشر خليفة أولهم معاوية بن أبي سفيان وآخرهم مروان بن محمد الجعدي .
مراحل تكوين الدولة الأموية
لقد انطوت بيعةُ سيدنا الحسنِ لمعاويةَ على مرحلةٍ هامةٍ من مراحلِ التاريخِ الإسلاميِّ، إنها طوت العصرَ الراشديَّ وافتتحتْ العصرَ الأمويَّ وأدتْ إلى عودةِ الأسرةِ الهاشميةِ إلى موقعِ المعارضةِ في السلطةِ بعدَ مراحلٍ طويلةٍ من الصراعِ وانطوت سياسةُ معاويةَ على التالي:
في تلك المرحلة، حدثت تغييرات في بنية النظام السياسي وتتمحور حول دور الجيش الذي أنشأه ونظمه معاوية منذاك الوقت كونه واليًا على الشام، والذي ساعد في تحقيق الاستقرار في الداخل والتوسع في الخارج .
تتناول السياسة الداخلية الإدارة وتحقيق التوازن القبلي وتأمين ولاية العهد وإخضاع المعارضة .
يجب الإحسان إلى كبار الشخصيات الإسلامية مثل الصحابة وأبنائهم، ولاسيما بني هاشم .
تهدف إلى تعزيز الأمن في العالم الإسلامي، ولذلك يتم اختيار أكفأ الرجال في الإدارة والسياسة لمساعدته في إدارة الدولة وتحقيق الاستقرار فيها .
كان يدير أمور الدولة بنفسه، حيث كان يكرس كل وقته ومجهوده لرعاية مصالح المسلمين .
اعتمد معاوية في سياسته التوسعية على مواهبه السياسية العالية، حيث كان ماهرًا وذكيًا ومندفعًا، بالإضافة إلى علاقاته الاجتماعية التي جذبت الخلفاء وأضعفت الأعداء .
تعتبر بيعة يزيد بولاية العهد من بين أكثر المسائل التي جعلت الجميع ينتقدون معاوية وينتقلون نقدهم إليه، لأنه خرج بذلك عن النهج الذي اتبعه المسلمون في اختيار خلفائهم منذ خلافة أبي بكر الصديق، وانتهت المسألة بتطور النظام إلى تقليد وراثي في الحكم .
خلافة يزيد بن معاوية
هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب، ولد في العام السادس والعشرون للهجرة، أثناء ولاية والده على بلاد الشام في خلافة سيدنا عثمان بن عفان. نشأ في البادية، عندما تولى معاوية الخلافة، اتخذه بحزم وحرص على تفويض بعض الأمور إليه. عندما توفي معاوية، بايع الناس يزيد للخلافة، وتأخر أهل الحجاز في البيعة، منهم الإمام الحسين بن علي وعبدالله بن الزبير بن العوام. حدثت في عهده العديد من المآسي، مثل مأساة كربلاء ومقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، ووقوع واقعة الحرة وحركة ابن الزبير. توفي يزيد في العام 64هـ بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر من فترة حكمه .
العصر الذهبي للدولة الأموية
عندما تولى يزيد بن الملوح الحكم كخليفة للدولة الأموية، تراجع نفوذ الدولة وانحسر سيطرتها السياسية. لم تحمل المصادر التاريخية الكثير من الأخبار عن يزيد، إلا أنه كان يعاني من المرض وكان في سن صغيرة. ولكن مروان بن الحكم نجح في تثبيت دعائم الدولة الأموية بعد مقتل عبد الله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان أحد أهم رجال الدولة الأموية. ثم تولى عبد الملك بن مروان الحكم، وكانت بداية حكمه الحكم الذهبي لبني أمية، حيث شهد الكثير من الفتوحات الإسلامية، وتم تداول الدينار العربي، وتم نقش القرآن الكريم، وتم بناء المسجد الأموي .
وصار الوليد بن عبد الملك على نفس النهج حيث حديث توسعات هائلة ، وظهرت العمارة الإسلامية الجميلة اهتم الوليد بالعمارة بنى مسجد قبة الصخرة في القدس وتوسعت المدارس الفقهية ودونت السنة النبوية الشريفة ، وثم سليمان أخيه ثم تولي عمر بن عبدالعزيز الخلافة ولقب عهده بالخلافة الراشدة .
عصر الانحطاط
بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، ويقال إنه توفي مسموما، تعاقب العديد من الحكام على الخلافة، وبعضهم كان ضعيفا، وظهرت العديد من الحركات في فترة الاضطرابات حتى انهارت الدولة في عام 132هـ بيد حركة العباسيين التي نشأت في بغداد ..