بحث عن التنجيم وصدامه بالعلم والشرع
التنجيم هو من الخرافات والفلسفات الزائفة الأكثر شهرة والتي لا يؤمن بها العلم، على الرغم من انتشارها في مختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من انتشاره منذ آلاف السنين، إلا أن جميع الديانات السماوية رفضته واعتبرت اللجوء إليه محرما.
المقصود بالتنجيم
يعتبر التنجيم مجموعة من الأفكار والفلسفات الزائفة والغير علمية التي تبدو في صورة أنظمة، وتقاليد، واعتقادات وأفكار سادت لمئات وآلاف السنين حول الأوضاع النسبية للأجرام السماوية والتفاصيل التي يمكن أن توفر معلومات عن الشخصية، والشؤون الإنسانية، وغيرها ذلك الكثير من الأمور الدنيوية، وأما القائم بأعمال التنجيم تلك فيطلق عليه اسم “المُنَجِّم”.
وبدأت الأنشطة الفلكية والتنجيم تظهر وتنتشر في الأصل بأفكار وتطبيقات غريبة وغامضة التي استخدمت لخداع المواطنين، مثل المفاهيم الفلكية التي ظهرت منذ القرون الأولى لهذا العلم في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكان للتنجيم تأثير كبير في الثقافة وتشكيل الوعي للناس عبر التاريخ، ولكن مع تطور العلوم وظهور التكنولوجيا ونمو علم الفلك الحديث، بدأ هناك اختلاط كبير بينهما حتى أصبح من الصعب جدا التمييز بينهما بسبب تمسك المنجمين بأكاذيبهم وادعائهم أنهم ذوي معرفة علمية.
أسباب عدم اعتراف العلم بالتنجيم
كانت هناك عدة عوائق تمنع العلم من الاعتراف بالتنجيم وكان الجميع يعتبره كذبًا وخداعًا وليس له أي علاقة بالواقع، ولكن أبرز الانتقادات التي منعت دمج التنجيم بالعلم يمكن توضيحها كما يلي:
تعد عدم توفر التمويل الكافي للمنجمين وعدم قدرتهم على ربط أفكارهم الفلسفية والنفسية بالنجوم وحركاتها والحصول على إثباتات تدعم صحة أفكارهم من أهم الخلافات والصعوبات التي واجهوها.
يعاني هؤلاء المنجمون من عدم الخضوع لدورات تدريبية علمية معترف بها، بالإضافة إلى عدم امتلاكهم للخلفية العلمية والإحصائية، وكذلك تفكيرهم السطحي والعشوائي وافتقار أفكارهم ومعتقداتهم للخلفية العلمية.
توجد خلافات كبيرة بين علم الفلك الحديث المعترف به وبتقنياته الحديثة وبين ما يسمى بعلم التنجيم الذي لم يحظ بالاعترافات الواضحة من الأطراف العلمية المعروفة، وفيما يتعلق بتلك النقطة تحديدا، بدأ المنجمون ينفون اتهامات علماء الفلك لهم بالغش والخداع، مؤكدين أن عمل التنجيم ليس له أي علاقة بعلوم الفلك، وعلى هذا الأساس، فمن المعتاد أن تختلف آراء العلمين ولا يمكن لأحدهما أن يحكم على صحة أو خطأ الآخر.
الأضرار الناجمة عن التنجيم
1- التنجيم هو أفكار واعتقادات كاذبة غير مسلم بصحتها علميا، ولكن اذا اخذها البعض بشكل علمي واقتنعوا بها ونفذوا أحكامها قد تحدث مشكلات كبرى، وعلى سبيل المثال نستعرض حكاية معروفة وسجلها التاريخ منذ عشرات السنين حينما انتشرت شائعة أطلقها منجمون عن أنه في سنة ما من يولد فيها سيكون حظه تاعس ويعيش حياة مليئة بالمشكلات والأزمات وكان ذلك تحديدا في العام 1966، وفي هذا العام حدث أن انخفضت نسبة المواليد بشكل مبالغ فيه بسبب حدوث نصف مليون حالة إجهاض؛ لأن المواطنين لم يكونوا يريدون المخاطرة بولادة الفتيات اللواتي سيكون من الصعب تزويجهم.
ينتشر الشائعات بشكل مبالغ فيه ويتم ترديدها على مدار العام، مما يؤدي إلى ثقافة خاطئة يتبناها الأفراد ويورثونها للأجيال اللاحقة، وبذلك تتحول الشعوب إلى ذوات ثقافات عبثية سخيفة يتم ترديه شعارات وحجج ودلائل عقيمة.
رأي الدين في التنجيم
الدين الإسلامي يمنع فكرة التنجيم، ويعتبر من يعملون به أو يلجؤون إليه أو يصدقون به مشركون؛ وفي ذلك ورد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : “من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبه من السحر زاد ما زاد”، و السحر يعتبر من الكبائر في الإسلام وقد يكون من الكفر؛ فعن وصيفه بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي اللاتي نقلن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : “من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.