بحث عن الامانة
قد يواجه الفرد في مختلف جوانب حياته العديد من المواقف التي تهدد أمانته وتعرضه للخطر، وقد يثير الشك فيها بعض الأشخاص. ومع ذلك، يجب أن تواجه هذه الأمور بقوة وحزم وتتمسك بالصدق. إذا ارتكبت بعض الأخطاء، فلا بأس بالاعتراف بها. عندما يرتكب أحد الأقارب أخطاء، يجب مواجهته وتصحيحها لتحقيق الصواب. هذه الصفة تجعل صاحبها شجاعا في الوقوف بجانب الشيء الصحيح وتعزز حب الآخرين .
مقدمة بحث عن الأمانة
هناك الكثير من الأحاديث عن الأمانة، حيث تحتل مكانة عظيمة في مختلف الأديان، وفي مقدمتها الدين الإسلامي العظيم، فيقول الله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلىٰ أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ۚ إن الله نعما يعظكم به ۗ إن الله كان سميعا بصيرا)، سورة النساء الآية 58 .
الأخلاق لها مكانة عظيمة في الإسلام والأمانة تدخل في مكارم الأخلاق والإسلام حث على الأخلاق والتي من ضمنها الأمانة سواء في العلاقات الفردية وكذلك الجماعية ، وجعل للأمانة من أفضل المكارم الخلقية التي قد يتحلى به الفرد ويقول تعالى( والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون) سورة المؤمنون الآية 8 .
غالبًا ما لا يتعلق الأمان بتوفير الحقوق لأصحابها فقط، بل يشمل جميع العبادات الأخرى، مثل الحفاظ على صلاتك كمسلم والشعور بالراحة والطمأنينة في ذلك، لأن ذلك يعد جزءًا من الأمانة، والتصريح بالشهادة والإيمان بها من القلب هما جزءان آخران من العبادات .
حديث عن الامانة
في ما يتعلق بالأمانة، ذكرت السنة الفعلية عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما استلم الرسول مفتاح الكعبة المشرفة من عثمان بن طلحة ثم أعاده إليه، ويعكس هذا أهمية الالتزام بالأمانة. وروى الحسن عن سمرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أدي الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخون من خانك”، وقد نقل هذا الحديث عن الإمام أحمد وغيره من أهل السنة وهو عام في جميع الأمانات .
وفي الحديث عن الأمانة قال المفسرون إن الأمانة تتعلق أيضا بحقوق الله على عباده من الصلاة والصيام والزكاة وغيرها من النذور والكفارات التي يجب على الفرد أن يؤديها، وكذلك حقوق العباد بعضهم على بعض، وأن من لا يؤدي الأمانة في الدنيا سيضطره الله لأدائها في الآخرة، وقال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): “لتؤدين الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء .
قصة عن الامانة
هذه قصة من قصص عن الأمانة المتنوعة يقال أنه في زمن بعيد كان هناك رجل فقير ليس لديه ما يملكه من ثروات الدنيا، ولا حتى ما يكفي ليعيش به، واسمه صالح، وكان متزوجا من امرأة عفيفة تدعى عزيزة، ورزقا بابنين وكانا هما فخر وسعادة حياته، وعلى الرغم من أن صالح كان جادا ومجتهدا، إلا أن حالته المادية لم تتحسن بشكل كبير، وكان هذا الرجل لم يعتمد على الحظ، بل كان يعمل ويكافح عندما تتاح له فرصة للعمل .
اشتهر هذا الرجل في قريته بأنه ذو أخلاق حميدة وأمانة. في أحد الأيام، اشتكت زوجته له بسبب عدم وجود طعام لهم ولأطفالهم في المنزل. عندما علم بذلك، خرج في المدينة على أمل أن يجد الله له حلا للضيق الذي يعانون منه ويتمكن من إطعام أبنائهم. رد فعله على زوجته عندما علم بالأمر في المنزل كان أن أخبرها بأنه سيذهب ليصلي ركعتين وبعدها سيخرج للبحث عن عمل .
وخرج الرجل للمسجد في وقت صلاة الظهر وبعدها دعى ربه بالزق الحلال الطيب ، ثم غادر المسجد للبحث عن عمل وعند سيره في السوق ، وجد كيسا مملوء بالمال، فمكسة الرجل وعاد لبيته وأخبر زوجته بما وجد وأمره بأن تأتي حالا وتنظر للكيس ، وأخبر الرجل زوجته بقصته وأخبرها بأنه يريد أن يأخذ بعض المال من الكيس ليشتري به طعام لأبنائه ولكن زوجته قالت لا والله لن يدخل بيتنا درهما حراما .
وأخبرته بأن المال له صاحب، وأنهم طوال حياتهم الزوجية لن يدخل بيتهم أي مال حرام، وذكرته بعهدهم القديم بعدم دخول المال الحرام إلى بيتهم، وعليه الذهاب حالا للبحث عن صاحب الكيس ويحتسب الأجر من الله، وبالفعل سمع الرجل لنصيحة زوجته وذهب حيث وجد الكيس، ووجد رجلا ينادي يا قوم، من وجد كيسا به ويردد ندائه بالسوق ورد صالح بأنه وجده ولكنه يحتاج لدليل بأنه ملك للرجل الذي ينادي به .
وعلى الفور رد عليه التاجر بأن الدليل هو أن الكيس المفقود به ألف درهم ، وعلى الفور أحصى صالح المال وتأكد من صدق الرجل وقام برد الكيس لصاحبه وعندما رأى التاجر هذا الأمر منه أبتسم وقال له التاجر بأن الكيس لك لأمانمتك ، بل وزاد على ذلك بخمسة أضعاف فتعجب صالح من أمر التاجر وقال له ما البينة على صدق ما تقول .
بعدما أعطاه التاجر عشرة آلاف درهم، أخبره بقصة الكيس حيث أن رجلا ثريا من الشام أعطاه ألف درهم وأمره بوضعها في كيس ورميه في الطريق والبحث عنها، وفي حال عثر عليها أحد فعليه أن يردها لصاحبها وسيحصل على باقي المال كنوع من الثواب على أمانته. بعد أن عثر الرجل على الكيس ورده إلى صاحبه، شكره التاجر وأعطاه المال كمكافأة على أمانته. عاد الرجل إلى بيته سعيدا برزق الله له، وأخبر زوجته بما حدث وأشترى لأبنائه الكثير من الطعام واحتفظ بالمال الزائد .
مكانة الأمانة في الإسلام
المسلم عندما يكون صادقا فهو أمانة الله تعالى له وقد وردت الآيات الكريمة في القرآن الكريم التي تحثه على ذلك والأحاديث النبوية الشريفة ، والصدق مصلح عام تدخل فيه الأمانة وهي أن يقول الفرد الحق حتى لو على نفسه ، وألا يخدع الآخرين وأن يفي بوعوده النصي والروحي ، وسواء كان الوعد شفويا أو مكتوبا وأن يوجه النصح للأخرين الذين يطلبونها منه .
والصدق والأمانة يلتقي في كثير من الأقوال والأفعال عند الوفاء بها من حيث القيام بالواجبات على النحو السليم ولا داعي لوجود رقيب عليك في ذلك ، وأن تعطي الحقوق لأصحابها ويدخل أيضا فيهما بأن يوضع كل فرد في المكان الطبيعي له ولا يمكن مجاملة ومحاباة فرد على أخر إلا بالجدارة والمكانة العملية .
تتمثل الأمانة في الصدق والتزام الفرد بالوعود التي قطعها للآخرين، وهي العكس الدائم لصفات الخداع والنفاق والكذب، حيث تجعل هذه الصفات الفرد غير أمين، ويمكن للأمانة أن تظهر من خلال عدد من الأفعال التي يلاحظها الآخرون، بينما قد لا يلاحظ الفرد نفسه بعض هذه الأفعال .
إذا كنت صادقًا في الأمانة، سيتقبلك الله ويبارك لك في كل شيء في حياتك، وسيحبك الآخرون، مما يرفع من مكانتك الاجتماعية. الأمانة تترافق دائمًا مع الصدق، وعندما تسود، سيقل الغش والسرقة في المجتمع، وتسود المحبة والتآلف .
خاتمة بحث عن الامانة
في نهاية هذا البحث حول الأمانة، يمكننا القول بأن الشخص غير الأمين يكون عرضة للرشوة والكذب وغيرها من أنواع الفساد مثل عدم الوفاء بالوعود للآخرين وسوء التصرف المستمر، وهذا يؤثر على الجماعات والأفراد الآخرين، ويؤثر على الصحة النفسية للفرد، والأمانة تؤثر على جميع أفراد المجتمع الذين يتعاملون مع بعضهم البعض، وتؤثر على الصدق الداخلي والذي قد لا يراه الآخرون .
الأمانة الداخلية هي عندما يكون الفرد وحيدًا وقد لا يراه أحد غير الله، ويشاهد جميع أفعاله، ويتعين على المسلم أن يكون أمينًا وصادقًا في جميع الأمور الداخلية والخارجية، وهذا يؤدي إلى الثقة في أقواله وأفعاله، مما يجعل الحب والثقة هما السائدان بين الأفراد.