بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء
الطلاق هو فصل تام بين الزوجين دون أي ارتباط سوى الأبناء إن وجدوا، وهذا يكون صعبا جدا على الأبناء، لأنهم يجدون أنفسهم بين الأب والأم وخاصة في حالة وجود مشاكل قوية يتم تقديمها إلى المحاكم؛ منذ المشاكل الزوجية الداخلية وحتى الطلاق والصراعات الأخرى التي قد تحدث وانهيار الأسرة؛ فإن الأبناء يتعرضون لمرحلة صعبة للغاية قد تؤدي بهم إلى الضياع النفسي وهذا يدخل تحت مسمى آثار الطلاق على الأبناء.
معنى الطلاق
يعني الطلاق بالمعنى اللغوي التخلي أو الترك، وفي الشريعة، يعرف الطلاق بأنه حل عقد النكاح بشكل صريح، سواء كان بإطلاق كلمة الطلاق بشكل صريح أو بإجراءات أخرى تتضمن اتخاذ إجراءات قانونية والحضور أمام القضاء، ويجب أن يكون الطلاق من قبل الزوج السليم العاقل دون أي إكراه وبحضور زوجته أو غيابها، بما يتوافق مع الشروط الشرعية الإسلامية.
أحكام الطلاق
شرع الله تعالى الطلاق بين الزوجين لأسباب اجتماعية، مثل حدوث نزاع بينهما يؤدي إلى استحالة الحياة بينهما، ويتم الطلاق وفقًا للأحكام الشرعية المتعلقة به
الندب: يشير هذا إلى وجود الكثير من الخلافات بين الزوجين لفترة طويلة، ولذلك يُنصح بالطلاق في مثل هذه الحالات
الجواز : يُسمح بالطلاق في هذه الحالة لتخفيف الضرر عن أحد الزوجين أو كليهما، وبمعنى آخر يمكن أن يكون الطلاق مسموحًا إذا كان ذلك في صالح الطرفين.
الكراهة : يشير هذا المصطلح إلى أن الطلاق يكون مكروهًا في حالة وجود توافق بين الزوجين والسعي من كل منهما للقيام بواجبه، وفي هذه الحالة، يُعتبر الطلاق مستنكراً إذا حدث انفصال دون سبب مهم.
الحرمة : في حالة عدم قدرة الزوج الفقير على الزواج من امرأة أخرى بعد طلاق زوجته، يُحرم عليه تطليقها، ويُفرض هذا الحرمان خوفًا من وقوع الزوج في الحرام، وكذلك في حالة تطليق الزوجة وهي في حالة حيض أو نفاس.
الوجوب : في هذه الحالة يجب الطلاق إذا حلف الزوج على زوجته بالطلاق وهجرها لمدة تزيد عن أربعة أشهر ، وهنا يجب طلاقها ، وقد ورد ذلك في قوله تعالى “لِلَّذِينَ يؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ علِيمٌ”.
أنواع الطلاق
تختلف أنواع الطلاق بناءً على نوعه، فبعض أنواع الطلاق يتم فيها حرمان الزوجة بصورة قطعية من الزوج، وهناك طلاق مؤقت، وكذلك هناك طلاق ينتهي بانتهاء المانع. وأنواع الطلاق هي كالتالي:
الطلاق البائن بينونة كبرى
في هذه الحالة، يقوم الزوج الحكيم بإطلاق ثلاث طلقات في أوقات مختلفة أو طلقة واحدة على زوجته ويتركها حتى تنتهي فترة العدة دون أن يعيدها.
الطلاق البائن بينونة صغرى
باستخدام كلمات مختلفة، يمكن للرجل العاقل أن يطلق زوجته مرة واحدة، وفي هذه الحالة يمكن للزوج إرجاع زوجته دون الحاجة إلى عقد زواج جديد أو دفع مبلغ جديد كمهر خلال الفترة المحددة للعدة التي تبلغ ثلاثة أشهر. إذا لم يتم إرجاع الزوجة خلال هذه الفترة، فإن الطلاق يصبح نهائياً.
إبراء الذمة
في هذه الحالة، يتم الاتفاق بين الزوجين على الطلاق مع تنازل الزوجة عن كامل حقوقها، ويمكن أن يكون هذا الخيار هو المسلك الوحيد للمرأة المظلومة التي لا تستطيع العيش مع زوجها.
طلاق القاضي
إذا قام القاضي بتطليق الزوجة بغياب الزوج الذي لم يحضر لأسباب عديدة، مثل السفر لمدة طويلة دون اتفاق مع زوجته، فإن ذلك يعتبر طلاقًا بالغياب.
اثار الطلاق على الأبناء
توصلت الدراسات العلمية إلى الآثار السلبية التي يتركها الطلاق على الأطفال، بما في ذلك:
يؤدي قلة الارتباط العاطفي بين الآباء والأبناء إلى شعور الأبناء بالحرمان الدائم
يفقد الأطفال الانضباط بسبب التغيرات والضغوطات التي ترافق الحياة الجديدة بعد الطلاق
يتزايد خطر الآثار السلبية على صحة الأطفال العقلية، حيث قد يعانون من مشكلات نفسية نتيجة اضطرابات التكيف لديهم، وهذا يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق
تزداد المشكلات السلوكية لدى الأطفال، حيث يمكن أن يتحول العدوان إلى سلوك متبع مع الآخرين.
يؤثر على أداء التعليم للطفل، ويعاني من انخفاض في معدل التحصيل الدراسي، ويزيد معدل الغياب والهروب من المدرسة.
وبناءً على ذلك، يمكن أن يؤدي تأثير الطلاق على الأطفال إلى انهيارهم نفسيًا وجسديًا، إذا لم يتم إجراء العلاج النفسي لهم قبل الوصول إلى مرحلة الدمار الشامل لحياتهم.