بحث حول يوغرطة
يوغرطة هو ملك حكم نوميديا في الماضي، وقد حرر المملكة من الحكم الروماني بجهود كبيرة، وحكم نوميديا في الفترة من 118 ق.م. حتى 105 ق.م. يوغراطة هو حفيد غير شرعي للملك ميسيبسا.
الملك يوغرطة
ولد هذا الملك في عام 160 قبل الميلاد وتوفي في عام 104 قبل الميلاد، واشتهر بنضاله من أجل تحرير مملكته التي كانت موجودة في شمال إفريقيا من حكم وسيطرة الدولة الرومانية، وكان مشهورا بحكمته وذكائه وقدراته البدنية، ومهاراته كمحارب، وكان جده هو حاكم ماسينيسا وهو الملك ميسيبسا، والذي كان في البداية غير معترف به حتى حاول كثيرا التقليل منه.
حاول الملك ميسيبسا أن يبعد حفيده عن المملكة، فقام بإرساله لمساعدة الجنرال سكيبيو في الهجوم على نومنسيا في أسبانيا، ولكن بفضل بطولات يوغراطة، أثار الجنرال سكيبيو إعجابه. لذا، قام بإقناع الملك ميسيبسا بتبني حفيده والاعتراف به شرعيا.
حكم يوغرطة لنوميديا
توفي الملك ميسييبسا في عام 148 قبل الميلاد، وكان له إبنان على قيد الحياة وهما هيمبسال وعزربل، بالإضافة لحفيده، فتم تقسيم حكم نوميديا بين الثلاثة، ولكن يوغرطة لم يعجبه هذا فحاول إغتيال عمه عزربل، ولكن فشل، وفر عزربل وذهب إلى روما وطلب المساعدة، وبالفعل وقفوا بجانبه، وتم تقسيد نوميديا إلى قسمين الجزء الغربي للملك يوغرطة والجزء الشرقي لعمه عزربل.
كان الجزء الغربي فقيرًا وغير متطور ولم يكن لديه إمكانيات، بينما كان الجزء الشرقي الأكثر تطورًا والأكثر إمكانيات، وهذا ما دفع يوغرطة إلى اغتيال عمه، ونجح في ذلك، ولكنه قتل عدد كبير من الإيطاليين الذين كانوا يتاجرون في الجزء الشرقي.
أثارت قتل التجار الإيطاليين غضب روما، فأعلن مجلس الشيوخ الحرب على نوميديا، وحاول القنصل لوسيوس كالبورنيوس التدخل لإنهاء هذه الحرب، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل. قامت روما بإرسال جيش لمحاربة ملك نوميديا بقيادة كوينتوس كايسليوس الذي حقق العديد من الانتصارات.
على الرغم من مهارة القائد كوينتوس كايسليوس، فإنه لم ينجح في القبض على ملك نوميديا، لذا تم استبداله بالقائد غايوس ماريوس الذي استخدم كل أنواع الحيل للقبض على الملك، بالحقيقة، كان الملك يعتمد بشدة على زوج والدته في العديد من الأمور وكان يساعده في حربه ضد الرومان، ومع ذلك، نجح قائد الجيش الروماني في السيطرة على زوج الأم وجعله يخون الملك، وكانت خيانته هذه هي التي أدت إلى القبض على ملك نوميديا، وقد حدث ذلك في عام 106 قبل الميلاد.
وفاة ملك نوميديا
بعد هزيمته أمام الرومان، تم القبض عليه وإرساله إلى روما، حيث سجن هناك، وتباينت الآراء حول وفاته. فهناك من يقول بأنه تم قذفه في نهر التيبر، حيث ربط في حجر كبير ثم رمي من فوق صخرة تاربايان. وهناك رواية أخرى تقول بأنه تم قذفه من البرج الذي كان يسجن فيه، وهناك رواية ثالثة تقول بأن الجنود قطعوا أذنيه طمعا في ما كان فيهما من ذهب، وبعد سجنه توفي نتيجة لجراحه الكثيرة والتي استمرت في النزيف حتى وفاته.
توفي الحاكم بسبب خيانة شقيقه الأكبر، الذي أعماه الطمع وأدى إلى وفاته. كان للحاكم إخوة غير شقيقة من نفس الأب، وقام والده بتعيينهم وصيوما على العرش رغم معارضة الجد. ومع ذلك، جراء جشع الحاكم، قام بقتل إخوته ومن بعدهم عمه، ليستولي على حكم نوميديا ويسيطر على المملكة بأكملها. تم خيانته في النهاية بواسطة زوج أمه وتوفي بسبب الجشع.