غرائب وعجائبمنوعات

بجماليون عاشق التماثيل أغرب فنان في التاريخ

يوجد العديد من الفنانين الذين تركوا أثرا كبيرا في التاريخ، وهناك أيضا العديد منهم الذين كانوا غريبي الأطوار. ولكن بطل قصتنا اليوم يعد واحدا من أغربهم، كما أنه ينتمي إلى الميثولوجيا الإغريقية والرومانية القديمة التي نقرأ فيها العديد من الأساطير المدهشة والمثيرة. تأخذنا هذه القصص إلى عالم السحر والخيال. ولكن قصتنا اليوم، على الرغم من أنها تشبه باقي أساطير الميثولوجيا الإغريقية والرومانية، إلا أنها تحمل شيئا رائعا للغاية. إنها تعلمك ببساطة أن الإصرار على تحقيق ما ترغب فيه والصبر سيجعلك تحقق أحلامك وتحصل على كل ما تتمناه

جدول المحتويات

من هو بجماليون

: هو فنان موهوب في نحت التماثيل، حيث وصلت براعته في النحت إلى درجة تجعلك تشعر بأن تماثيله تتكلم، كما أنها تجمع بين مقاييس الجمال التي تجعلك تشعر بالسحر أمامها .

إضراب بجماليون عن الزواج

: كان بجماليون ضد الزواج تماما، وعاش وحيدا تماما دون أن يعلم أحد بالضبط سبب اعتزامه الابتعاد عن الزواج. ومع ذلك، هناك آراء مختلفة تشير إلى أن سبب اعتزام بجماليون الابتعاد عن الزواج يعود إلى بعض المشاكل النفسية التي تسببت فيها التجارب السيئة التي عاشها مع النساء العاهرات في المدينة التي يعيش فيها. وجعلته يعتقد أن جميع نساء العالم كذلك، وأنهم السبب الرئيسي وراء جميع المشاكل التي تواجه البشرية. وبالتالي، فقد قرر بجماليون الابتعاد تماما عن النساء وعدم الاقتراب منهم مهما كانت الظروف، وعاش حياته وحيدا مع تماثيله فقط التي أصبحت كل شيء بالنسبة له في الحياة .

تمثال جالايا

: بسبب عدم ثقته في جمال النساء، قرر الرجل أن يصنع نسخة منه بنفسه، تجمع بين الجمال والأنوثة والطهارة والنفس الجميلة والنية الصادقة. وعندما صنع التمثال، وضع فيه كل براعته وخبرته وجهده، حتى خرج تمثال امرأة في غاية الجمال والروعة، أجمل من أي فتاة، وأطلق عليها اسم “جالايا”. وبدأ الرجل يتحدث مع التمثال ويشعر بالحب الشديد تجاهها، حيث شعر أنه أمام امرأة جميلة وطاهرة خالية من الذنوب، وهذا ما صورته عقدته النفسية. وأصبح الرجل يلبس التمثال أفضل وأفخم الملابس، ويشتري لها الزهور وأفضل الهدايا، حتى أصبحت التمثال كل شيء بالنسبة له في الحياة .

فينوس أله الحب

: بسبب حبه الشديد لها، يتمنى أن تصبح امرأة حقيقية، ويعتبرها إلهة ويعرض القرابين عليها ليساعدها في تحقيق ذلك، وبفضل فينوس، يمكنه الآن لمسها وهي حقيقية، وتشفق عليه فينوس لما يعانيه من حالة نفسية، ويتم تنظيم حفلات لفينوس يحضرها العشاق من مختلف الأماكن ليهديوها الهدايا ويعيشوا حياتهم بسعادة مع أحبائهم، ويأتي بجماليون ويقدم لها هدايا ثمينة، وكانت فينوس الأمل الأخير له وقد منحته إشارة رضاها برفع شعلته في الهواء أكثر من مرة، وهكذا فرح بجماليون كثيرا .

المعجزة تتحقق :  عاد الرجل بجماليون إلى المنزل وأخذ بيد حبيبته، لكنه شعر بشيء مختلف تماما، حيث شعر بأن الدماء تجري في عروقها وأصبحت إنسانة، وفي النهاية تزوجها وأنجب منها

ملحوظة هامة لماذا نقص عليكم بعض القصص من الميتولوجيا الإغريقية : من المعروف للجميع بأن هذه القصص من الخيال التي تعود إلى زمن كان الناس فيه كفارا ويعبدون الأصنام، لذلك لماذا نقوم بعرضها .

أولاً : عندما نحتاج إلى معرفة التاريخ، يجب أن نتعرف عليه بشمولية، على سبيل المثال، إذا كنت تدرس الحضارة الفرعونية بهدف دراسة التاريخ والآثار، يجب عليك أولا معرفة تاريخهم وأفكارهم، وستتعرف أيضا على تاريخ الآلهة التي كانوا يعبدونها، وليس لمجرد التقليد، ولكن لأغراض المعرفة والعلم بكل ما يتعلق بالتاريخ

ثانياً : الميثولوجيا الإغريقية هي تاريخ وعلم كبير يتعلق بالأساطير والخرافات المتعلقة باليونانيين القدماء، وهو تاريخ وعلم يتعلق بالأدب ويدرس في كلية الآداب

ثالثاً : عزيزي القارئ، هناك الكثير من القصص الهامة المستمدة من هذه الأساطير، وقد تم تحويلها بطريقة خالية من الشرك لتناسبنا. فهذه الأساطير تمتلك جانبا إبداعيا كبيرا في الخيال، ولقد خلق الله الناس مختلفين حتى نتبادل المعلومات. يمكن لأي شخص أن يأخذ ما يتناسب مع دينه وعقيدته من شخص مختلف في الدين والعقيدة. على سبيل المثال، الكثير من الأشخاص يتبعون طريقة غاندي في السلام والمحبة للعالم، ولا يتبعون ما كان يتبعه. أو يمكن لك أن تأخذ المعرفة من عالم ملحد وتحتفظ بإيمانك بالله .

هل تم تحويل أسطورة اليوم إلى رواية أو فيلم في عصرنا؟ هناك فيلم مستوحى من هذه الرواية، وقد شاهدناه وأحببناه كثيرا. ليس هذا فقط، بل حاز الفيلم على العديد من الجوائز وتم تقليده في العديد من الأفلام حول العالم، وأنت تعرفه جيدا، فهو فيلم `سيدتي الجميلة`. هذا الفيلم مستوحى من أسطورة `بجماليون`، وهذا هو الإبداع الذي تحدثنا عنه. استخلص الكاتب الجزء الإبداعي وحوله إلى قصة رائعة تتناسب مع عصرنا ومعتقداتنا. تم إنتاج أول فيلم مستوحى من أسطورة `بجماليون` في عام 1964 تحت اسم `My Fair Lady`، وحقق نجاحا كبيرا وفاز بجائزة الأوسكار. وبالطبع، الجميع يعلم أن قصة الفيلم تدور حول استاذ ومثقف من الطبقة الراقية يحول امرأة فقيرة جاهلة إلى سيدة محترمة في أعلى طبقات المجتمع من خلال تغيير لهجتها وأسلوب حياتها. وفي الوطن العربي، وبالتحديد في مصر، تم عرض هذه المسرحية الكوميدية الشهيرة جدا `سيدتي الجميلة` بطولة فؤاد المهندس وشويكار، بالإضافة إلى العديد من الأفلام والأعمال الأدبية التي تناولت نفس القصة  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى