اين يوجد قبر سيدنا يوسف ؟
أرسل الله سيدنا يوسف ووالدة يعقوب أنبياء لبني إسرائيل، وكان للنبي يعقوب عليه السلام اثنا عشر ولدا، من بينهم سيدنا يوسف وأخوه بنيامين، وكان سيدنا يوسف يتمتع منذ صغره بحسن خلقه وجمال وجهه والتسامح، ولذلك أحبه سيدنا يعقوب بحب شديد وميزه عن باقي أخوته، وكان ذلك الأمر سببا رئيسيا لحقد أخوته عليه وكراهيتهم الشديدة له .
إلقاء سيدنا يوسف في الجب
كان لسيدنا يوسف مكانة كبيرة عند أبيه، مما جعل باقي أخوته يغيرون منه كثيرا، ففكروا في تدبير مكيدة له والتخلص منه وابعاده عن أبيه. ففي يوم من الأيام، طلبوا من أبيهم أن يأخذوا سيدنا يوسف معهم في رحلة، وكان يوسف حينها صغير السن، وبعد أن أخذوه معهم، قاموا برميه في الجب وتركوه، وأخذوا قميصه ولطخوه بالدماء، ثم كذبوا على سيدنا يعقوب وقالوا إن يوسف قد أكله الذئب، وأعطوا القميص الملطخ بالدماء لوالدهم ليقنعوه بأن أخاهم قد أكله الذئب. وشعر سيدنا يعقوب أن أبناءه يكذبون، ولكنه صبر على ذلك البلاء، وكان الجب الذي رمي به سيدنا يوسف ليس عميقا، ووجدوه قوما فأخرجوه من الجب وقاموا ببيعه كعبد في مصر، وعندما كبر، عمل لدى عزيز مصر حتى أصبح وزيرا .
موقع قبر سيدنا يوسف
: عاش سيدنا يوسف مع أبيه يعقوب في فلسطين، ثم عاش باقي حياته في مصر. هناك خلاف بشأن مكان دفن سيدنا يوسف. يذكر أن قبر سيدنا يوسف موجود في الضفة الغربية المحتلة شرقي مدينة نابلس، ويعتبر قبرا مقدسا لدى بني إسرائيل بعد أن احتلوا الضفة الغربية عام 1967م. يعتقدون أن رفات سيدنا يوسف تم نقلها من مصر ليتم دفنها في هذا المكان. أما علماء الآثار، فيعتقدون أن هذا القبر ليس قبر سيدنا يوسف، بل هو قبر لشيخ مسلم يدعى يوسف الدويكات. ويعتقدون أيضا أن هذا القبر ليس قديما، بل تم بناؤه قبل بضعة قرون .
وهناك العديد من الآراء حول المكان الحقيقي لقبر سيدنا يوسف ، وهناك العديد من القصص الذي ذكرها اليهود ، علماء الآثار ، علماء المسلمين ، ومن أهم القصص التي رواها علماء المسلمين عن موقع قبر سيدنا يوسف قصص الإمام المسلم والفقيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني الذهلي حيث ذكر عن قبر سيدنا يوسف قصتان فقال .
القصة الأولى : ذكر الشيخ أن الله تعالى أوحى لسيدنا موسى عليه السلام لينقل رفاه سيدنا يوسف إلى بيت المقدس، وكان سيدنا موسى لا يعلم مكان دفن سيدنا يوسف عليه السلام، فسأل بني إسرائيل عن مكان القبر ولكن لم يكن هناك أحد يعرف مكانه، وظل سيدنا موسى يبحث عن شخص يعرف مكان قبر سيدنا يوسف حتى وجد رجلا كبيرا يبلغ من العمر 300 عام وقال له أن أمه هي الوحيدة التي تعرف مكان قبر سيدنا يوسف، وأخذ الرجل سيدنا موسى إلى بيت أمه وكانت امرأة عجوز ومريضة فكان عمرها 900 عام، وقالت لسيدنا موسى أنها ستدله على قبر سيدنا يوسف ولكن بشرط أن يدعو الله لتعيش أعواما أخرى تماثل ما عاشته وتعود إلى شبابها، فدعا موسى الله فعاشت المرأة 1800 عام وقد أخذ سيدنا موسى إلى مكان قبر سيدنا يوسف وكان القبر في وسط نيل مصر داخل قبر من الرخام، فأخذ سيدنا موسى عظام سيدنا يوسف ونقلها إلى بيت المقدس، وذكر أن قبر سيدنا يوسف يتواجد حاليا في البقيع خلف الحيز السليماني بجوار قبر يعقوب وجديه إبراهيم وإسحاق عليهما السلام.
القصة الثانية: قال إبراهيم بن أحمد الخلنجي: أن جارية المقتدر سألته أن يخرج معها إلى المكان الذي بني فيه منزل يوسف عليه السلام وطلبت منه أن يبني فوقه، فخرج معها ومع العمال، وعندما وصلوا إلى المكان الذي قيل إن يوسف عليه السلام دفن فيه، اشترى المكان من صاحبته وبدأ في كشفه حتى وصل إلى المكان الذي بنى فيه يوسف عليه السلام ووجد حجرا عظيما، فقطع منه قطعة صغيرة وانبعثت رائحة المسك في المكان وهبت رياح عظيمة، فأغلقوا الحجر وبنوا قبة فوقه، وهو المكان الذي يعرف حاليا ويقع خارج السور السليماني من الجهة الغربية .